البصق علي الأرض وعدم تغطية الفم والأنف أثناء العطس والسعال أهم أسباب انتشار مرض الدرن أو السل الذي أصبح من أمراض العصر ورغم التقدم الملحوظ في الأدوية المخصصة لعلاج هذا المرض إلا أن هناك 15 ألف مريض درن كل عام وتعدي تكلفة علاج الدرن المقاوم للأدوية للمريض الواحد 30 ألف جنيه وعن الوقاية من الدرن وطرق العلاج والتشخيص والمكافحة كان لنا الحوار التالي مع د.عصام المغازي مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية والمدير التنفيذي للبرنامج القومي لمكافحة الدرن بوزارة الصحة. ما مرض الدرن؟ وما أنواعه؟ - الدرن مرض ميكروبي معد عرف منذ قديم الزمن حيث وجد في بعض مومياوات قدماء المصريين وكان الشفاء منه مستحيلا والإصابة به تؤدي إلي الوفاة ولكن في الخميسينيات ظهرت مضادات حيوية فعالة أدت إلي انخفاض معدل الإصابة وأصبح مرضا قابلا للعلاج تمامًا بشرط الانتظام في العلاج والدرن نوعان: درن يصيب الرئتين ويسمي الدرن الرئوي ونسبته حوالي 90% ودرن يصيب أعضاء أخري مثل العظام أو الغدد الليمفاوية ويسمي درن خارج الرئة والنوع الأول أهم الأنواع لأنه معد فكل مريض درن لا يكتشف إصابته يقوم بعدوي من 10 إلي 15 شخصا كل عام. وما أعراض الإصابة؟ - هناك أعراض عامة لكل أنواع الدرن مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي والرعشة وفقدان الشهية مع فقدان الوزن وضعف عام في الجسم مع عسر الهضم والشعور بالتعب والوهن عند بذل أي مجهود أما أعراض الدرن الرئوي فهي عبارة عن السعال المستمر لأكثر من أسبوعين قد يصحبه بلغم مخاطي والذي يتحول إلي صديد وبعد فترة إلي «دموي» أما درن العظام فتصحبه آلام في المفاصل والغدد الليمفاوية بالجهاز التناسلي وقد يكون أحد أسباب العقم لدي النساء. كيف تحدث الإصابة؟ وما هي طرق تشخيص المرض؟ - مرض الدرن أو السل معد فيصيب الإنسان عند استنشاق الرذاذ المحمل بالعدوي من خلال السعال أو العطس فتستقر البكتريا في رئة الشخص السليم مباشرة أو قد تكون العدوي بصورة غير مباشرة من خلال بصق المريض علي الأرض في مكان رطب مظلم فيبدأ الميكروب بالتكاثر ثم يعدي الشخص السليم وفي غياب المريض أو قد تحدث العدوي أيضا بسبب شرب اللبن غير المبستر وتشخيص المرض يعتمد علي التاريخ المرضي والأعراض المصاحبة والفحص المجهري للبصاق وعمل أشعة سينية علي الرئتين واختبار «نيوبركلين» تحت الجلد الازدحام الشديد، ضعف جهاز المناعة خصوصاً لدي المسنين والمرضي الذين يتناولون الكورتيزون، مرضي الإيدز، كذلك سوء التغذية. هل هناك أماكن محددة ينتشر فيها الفيروس؟ - ينتشر الدرن بالمساكن غير الصحية وانعدام التهوية مثل العشوائيات ومصلحة السجون فمعدل الإصابة بمثل هذه الأماكن يصل إلي مائة ضعف الإصابة العادية ولعدم اتخاذ المرضي المصابين الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوي كغسل اليدين وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال ولذلك هناك تعاون وثيق بيننا وبين مصلحة السجون بالمرور عليها من خلال طبيب صدر مدرب وسيارة فحص جموعي مجهزة وقمنا بافتتاح 3 عنابر فضلاً عن عنبر للدرن المقاوم للأدوية في فبراير الماضي بسجن أبوزعبل. كيف نقي أنفسنا من مرض الدرن؟ ما كيفية الوقاية من مرض الدرن؟ - سبل الوقاية سهلة جدًا مثل التهوية الجيدة للمنزل وأماكن العمل والحرص علي التعرض للشمس، والتغذية الصحية السليمة، وممارسة الرياضة، والبعد عن المرضي المصابين وتجنب الاختلاط بهم، والاقلاع عن التدخين؟ الاكتشاف المبكر للمرض والالتزام بالعلاج وعدم التهاون به لتقليل ظهور وانتشار البكتريا المقاومة للعلاج وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال والحرص علي تطعيم الأطفال ضد الدرن بطعم «B.C.G» في أول شهر من الولادة ورغم أنه لا يمنع المرض لكنه يحمل من الأشكال الخطيرة له ففي الماضي كان يوجد درن المخ والدم وهما من الأنواع المميتة ولكنها أصبحت الآن نادرة جدًا.