التراث الكنسى ينسب إليه تحريك جبل المقطم.. وقلع عينه تنفيذًا لتعاليم المسيح بسبب امرأة أعجبته انتشرت صورة فوتوغرافية للقديس سمعان الخراز، الذى عاش فى القرن العاشر الميلادى، أى قبل ألف عام من الآن، على وسائل التواصل الاجتماعى، ليثير جدلًا بين الأقباط حول سبب تداول الصورة والتوقيت. عاش سمعان الخراز ويعرف كذلك بسمعان الدباغ، فى القرن العاشر بمصر فى عهد بطريرك الأقباط أبرام السريانى (975 -979م)، ولا يعرف الكثير عن تفاصيل حياته. ومع ذلك يعد أحد قديسى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتنسب إليه بحسب التقليد الكنسى معجزة نقل أو تحريك جبل المقطم. يروى عنه التراث القبطى بأنه كان يعمل فى دباغة الجلود وصناعة وتصليح الأحذية، وكان رجلًا تقيًا صالحًا، جاءت إلى دكانه يومًا امرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها، وبينما كانت تخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهاها، فقام بقلع عينه بالمخراز الذى يستخدمه فى ثقب الأحذية، منفذًا بذلك وبشكل حرفى إحدى وصايا المسيح التى يقول فيها: «إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فاقلعها، وألقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله فى جهنم.» (متى 28:5 - 29). وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل، لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقى لرمزية الوصية. الطريف أن بعض الأقباط تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعى، بدعوى أنها صورة القديس سمعان الخراز، رغم أن الكاميرات لم تكن قد اخترعت بعد فى زمن سمعان الذى عاش كما ذكرنا قبل ألف عام من الآن. وانتقد البعض ما وصفه بسطحية بعض الأقباط وسذاجتهم التى تقف وراء تصديق الخرافات. ولعل صورة سمعان ليست الخرافة الوحيدة، فقد ذاع مؤخرًا أن تأتيك رسالة مفادها أن أحد القديسين صنع معجزة مع أحد الأشخاص، وعليك أن ترسل هذه الرسالة لعشرة أشخاص، وإلا ستكون عاقبتك الضياع والخسارة. وتقول مارينا سعد أن هناك كثيرًا من الخرافات العالقة بعقول البسطاء من الأقباط، لا يمكن تغييرها فى الوقت الحالى، فمثل هذه الصور تقوم بعض الجروبات بنشرها لكسب مزيد من المتابعين لها، وتكون لأشخاص عاديين ومفبركة. وتضيف: «سمعان الخراز قديس عظيم فى الكنيسة، يمكن أن تكون له صورة تخيلية، لكن أن يقول البعض إن له صورة فوتوغرافية، فهذا دجل لا أساس له من الصحة». ويقول مجدى رزق: «لماذا يعارض الناس أعمال الله المعجزة؟ فمن أدراكم أن هذه الصورة لا تكون للقديس سمعان الخراز؟ وحتى لو لم تكن له، فيكفى أن تكون مدلول مادى عن وجود القديس بيننا لأخذ بركته، يجب ألا نركز على مثل هذه التوافه وأن نركز فى صحيح الإيمان». أما منصور جميل فيقول إن المعجزات وصور القديسين لا يمكن أن تكون كاذبة، لأن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد، لكن دون مبالغة من الناس، حياتنا بين يدى الرب لكن لا يمكن أن نركن إلى المعجزات فقط بل يجب أن نمجد الله على كل شىء».