معهد يرفض قيد بروتستانتى واللائحة تمنع انضمام غير الأرثوذكس إلا بموافقة البابا إدارة المعهد: رفض قيد «عماد توماس» يعود ل«تصرفه بشكل غير لائق» وليس لأسباب طائفية توماس: المعهد يخالف مواد الدستور التى تدعو إلى المساواة وعدم التمييز مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية: التراث القبطى ملك لكل المصريين برفض معهد الدراسات القبطية التحاق الصحفى عماد توماس، نظرًا لكونه بروتستانتى الطائفة، بسبب نص لائحة المعهد على عدم قبول أى طالب مسيحى من غير الأرثوذكس إلا بموافقة البابا، تجددت أزمة ما يصفه الكثيرون بالتمييز الطائفى فى الدراسة بالمعهد التى تتعارض مع نصوص دستورية عديدة تدعو للمساواة وعدم التمييز. رفض المعهد لالتحاق توماس، أثار أزمة بين الطرفين اللذين أصدر كلا منهما بيانًا لتوضيح موقفه. وقال عماد توماس: إنه قام بالاتصال أولًا بسكرتارية المعهد لمعرفة هل يقبل المعهد طلاب بروتستانت أم لا، فكان الرد عليه بعد مراجعة إدارة المعهد، بطلب حضوره لإجراء المقابلة الشخصية. وبالفعل حضر المقابلة يوم الجمعة 16 أكتوبر 2015، ونجح فيها. وذكر أنه عندما توجه يوم الجمعة 23 أكتوبر لحضور أولى المحاضرات، فوجئ بعدم ورود اسمه فى كشف المقبولين، فطلب لقاء الدكتور سامى صبرى، مدير المعهد، الذى رفض بحجة انشغاله، وعندما أصر على لقائه وأنه سيصدر بيانًا صحفيًا لتوضيح الأمور، حضر ورفض إعطائه أى ورقة تفيد سبب الرفض. وأكد توماس، على أن ما حدث معه تمييزًا طائفيًا غير مبرر وضد مواد الدستور المصرى فالمادة (53) تنص على أن: «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة أو الجنس، أو الأصل، أو العرق..» بالإضافة إلى أن «التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون». خاصة أنه اتبع كل الإجراءات الإدارية المطلوبة، وأن دراسته فى قسم (التاريخ القبطى) بعيدة عن أى اختلافات طائفية، فالتاريخ القبطى هو تاريخ كل المصريين وليس قاصرًا على طائفة معينة. ولائحة المعهد لا تمنع غير الأرثوذكس من الانضمام له. وأنه يحلم أن يكون المعهد مفتوحًا لجميع المصريين بلا تمييز، خاصة أنه فى عهد الراحل الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى، ومدير المعهد الأسبق، كان يقبل المعهد طلبة مسلمين. وأهاب توماس بقداسة البابا تواضروس، الرئيس الأعلى للمعهد، الذى يبذل جهودًا كبيرة فى التقارب بين الكنائس، بالتدخل الفورى وإجراء تحقيق عادل فيما حدث، وإعلان نتيجة التحقيق للرأى العام. وردًا على كلام عماد توماس نفى المعهد فى بيان له ما ادعاه توماس بشأن رفضه بشكل طائفى حيث قال إن المعهد لا يميز بين المصريين خاصة وأنه يفتح أبوابه لجميع الجنسيات ومن طوائف متعددة، وأن العلاقة بين المعهد والكنيسة الإنجيلية راسخة مدللًا على ذلك بمشاركة أساتذة المعهد فى أنشطة الهيئة القبطية الإنجيلية وأن ألحان المعهد تدون بالمشاركة مع أساتذة إنجيليين. وأضاف بيان المعهد أن سبب رفض الطالب هو التصرفات غير اللائقة التى صدرت عنه أثناء تعامله مع عميد وأساتذة وسكرتارية المعهد، بالإضافة إلى عدم استكماله الأوراق الخاصة به بملف الالتحاق بالمعهد وليس بسبب ما يدعيه عن انتمائه العقيدى والدينى. وقال مجدى خليل ناشط قبطى من المهجر: نتضامن مع عماد توماس فى حقه بالدراسة بالمعهد بصرف النظر عن طائفته، لأن المعهد هو معهد للدراسات القبطية وليس للدراسات الدينية المذهبية. وأضاف: لى ملاحظات على بيان المعهد أنه قال إن قبول الطوائف غير الأرثوذكسية مشروط بموافقة البابا، وفى اعتقادى أن هذا شرط غير ضرورى. ومن ناحية أخرى أشار بيان المعهد بأنه قبل مسيحيين من دول مختلفة ولكنه لم يذكر قبول مسيحيين غير أرثوذكس من داخل مصر. وتابع خليل: أعتقد أن كل الكنائس المصرية الثلاث تحتاج إلى إصلاح جذرى، وهناك فرق بين تبنى أجندة إصلاح وبين الكراهية للمذهب الآخر. ومن جانبه قال الدكتور لؤى سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية: ندائى إلى البابا تواضروس الثانى وهو رمز من رموز الانفتاح تغيير لائحة المعهد الداخلية، لأنه يجب أن يكون شعارنا التراث القبطى لكل المصريين وترسيخ مفهوم أن الدراسات القبطية شأن قبطى خطر على التراث القبطى والتراث لا دين ولا عقيدة له، وبالتالى شأنه شأن التراث الفرعونى والإسلامى هو شأن مصرى. وأوضح سعيد أنه حتى التسعينيات من القرن الماضى كان المعهد يقبل الجميع حتى المسلمين فالدكتورة شذى جمال الدين، أستاذ القبطيات فى جامعة حلوان التحقت بالمعهد وقت أن كان يسمح بذلك وتخرجت عندما غير سياسته ورفضوا إعطائها شهادة. فى السياق نفسه، قال القس بولس من طائفة الكاثوليك الروم من سوريا: قال لى الأنبا بيشوى إنه يتم التحضير للائحة، يمكن أن يتم قبول غير الأرثوذكس بها بشرط أن يوقع على شهادة بعدم التعليم فى الكنائس الأرثوذكسية، ويؤكد أنهم لم يرفضوا قبولى فى المعهد لكن قالوا لى أن أنتظر اللائحة. والجدير بالذكر أن جميع المعاهد فى طائفتى الكاثوليك والبروتستانت تقبل من يتقدم إليها بدون أى شروط أو معوقات حتى ولو كان من خارج الديانة المسيحية ففى ذلك يقول أكرم حسنى أننى كارثوذكسى أذهب إلى أى معهد تعليمى تابع للطائفة البروتستانتية أو الكاثوليكية بدون معوقات بل ويرحبون بى هناك لكن المعاهد الأرثوذكسية مغلقة وغير منفتحة على الآخر وهذا خسارة لها. ويعد معهد الدراسات القبطية أحد المعاهد التى ترعاها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث تشمل الكلية الأكليريكية بفروعها داخل وخارج مصر معهدى الألحان (ديديموس ومكسيموس) ومعهد التربية والرعاية ومعهد المشورة بالمعادى بالإضافة إلى عدة معاهد صغيرة مثل معهد الكتاب المقدس بشبرا الخيمة، ومعهد الإرشاد الأسرى على مستوى إيبارشيات مصر وأخرهم معهد الدراسات القبطية الذى يرأسه قداسة البابا تواضروس الثانى - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ويتولى عمادته الدكتور سامى صبرى وقد تأسس المعهد عام 1954م، ويعد الهدف الرئيسى للمعهد هو دراسة «التراث القبطى» من (لاهوت وفن وموسيقى وألحان وآثار وعمارة وتاريخ ولغة وأدب واجتماع ودراسات إفريقية). بحثًا، وتحقيقًا، وترجمة، ونشرًا، وتسجيلًا أو تدوينًا وترميمًا وتعليمًا مع تداوله مع الجامعات والمراكز والهيئات الأجنبية التى بها تخصصاته. وعقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية عنه. وتحتوى اللائحة الداخلية للمعهد على بند يوضح التمييز الطائفى بين الطلاب حيث لا يسمح المعهد بقبول طلاب فى صفوفه من غير المسيحيين الأرثوذكس دون إبداء أسباب.