معارضون: من خطايا البابا.. ومؤيدون: إجراء طبيعى سببه المهام الكثيرة أثارت الخُطوة التى أقدم عليها البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بتعيين الأنبا بافلى أسقفًا للشباب بمدينة الإسكندرية، عاصفة من التكهنات والجدل بشأن مصير الأسقف العام الحالى للشباب، الأنبا موسى، خاصة أن تعيين بافلى جاء دون التشاور معه على الرغم من إشرافه بحكم منصبه على كل أساقفة الشباب بالمحافظات، ويساعده فى ذلك الأنبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس. وبحسب مراقبين فإن خطوة تواضروس الأخيرة، تكشف محاولاته لتقليص دور الأساقفة الذين يعترضون قراراته، والتى يتخذها إيمانًا منه أنها خطوات فى الإصلاح الكنسى. وسبق للأنبا روفائيل، إعلانه عدم ترشحه لسكرتارية المجمع الملى مرة أخرى، وهى الانتخابات التى تجرى فى ديسمبر المقبل، نظرًا لكثرة المشكلات التى اصطدم بها ووضعته فى مواجهة مع البابا تواضروس نفسه. ويصنف بافلى باعتباره من الأساقفة الذين يؤيدون ما يذهب إليه، تواضروس من قرارات، وخاصة تلك التى تثير لغطًا فى الأوساط القبطية. وفى يوليو الماضى، تم تنظيم «استبيان» بعدة لغات لشباب الأقباط فى المهجر، أشرف عليه بشكل مباشر البابا تواضروس، وحمل عنوان «ماذا يطلب الشباب من الكنيسة؟». وأكدت مصادر قبطية مطلعة، أن الاستبيان الشبابى تم تحت إشراف مكتب البابا تواضروس الثانى، على أن يتم تحليل نتائجه وإرسالها إلى القيادة الكنسية، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تشير رغبة فى السيطرة على زمام الأمور فى الكنيسة، وإبعاد المخالفين. وقال القمص رويس مرقس، وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، إن قداسة البابا تواضروس أعلن تعيين الأنبا بافلى أسقفًا لشباب الإسكندرية، خلال رحلة الأول، الرعوية إلى أمريكا بكنيسة السيدة العذراء بميامى التابعة لإبراشية الأنبا يوسف جنوبأمريكا، وذلك أثناء إلقاء عظة القداس، وخلال تعريفه لمجموعة من الآباء الأساقفة المرافقين له فى رحلاته الرعوية. وكشف مرقس، أن تواضروس وصف بافلى خلال تقديمه لأقباط المهجر، بنيافة الحبر الجليل الأنبا بافلى، الأسقف العام لعزبة النخل بالقاهرة، وتابع تواضروس «إن خدمة نيافة الأنبا بافلى بعزبة النخل كانت خدمة ناجحة ومثمرة، وهو شبابى لقربه من جيل الشباب، لذا تم اختياره وتكليفه كأسقف للشباب بمدينة الإسكندرية». من جانبه قال الناشط القبطى، مجدى خليل، إن الأنبا موسى أسقف الشباب متواضع وروحانى، وتتلمذ على يد أسقف عظيم هو الأنبا أثناسيوس الراحل مطران بنى سويف والبهنسا، واستطرد «قداسة البابا تواضروس قسم خدمة الشباب نظرًا لاتساع الخدمة بتعيين أسقف شباب لأمريكا وكندا، وأسقف شباب آخر للإسكندرية، وهى خطوات ضرورية وتستحق الثناء والتقدير، ولكن ما يستوجب العتاب أن قداسة البابا لم يستأذن أو ينسق ويتشاور مع الأنبا موسى، أسقف عام شباب الكرازة المرقسية. وتوجه خليل بحديثه، إلى تواضروس قائلًا «قداسة البابا أنت تعلم أن نيافة الأنبا موسى ترفع عن الترشح لمنصب البطريركية رغم أن عيون الأقباط كانت تتطلع إليه بطريركًا نظرًا لروحانيته وخدمته وتواضعه ومحبته، ومن المفروض أن يكون مقامه مقام أبيك الروحى، وهو رجل لا يسعى إلا للخدمة ولو استشرته لكان هو أول من ساعدك فى تقسيم وتوسيع خدمة الشباب، ولكن أن يتم كل ذلك بدون استشارته فهذا ما يستوجب العتاب وعند البعض الغضب». وطرح أدمن صفحة الصخرة الأرثوذكسية المعارضة للبابا تواضروس، عدة تساؤلات بشأن تعيين الأنبا بافلى، وطرحت ما إذا كان بافلى سيعمل تحت إشراف الأنبا موسى، أم أن الأنبا موسى سيصبح أسقف الشباب القبطى ما عدا الإسكندرية؟» ويقول الناشط القبطى، سمير جرجس، إن تعيين تواضروس لأسقف شباب الإسكندرية، وقبل ذلك للمهجر، بمثابة سحب من اختصاصات الأنبا موسى والأنبا روفائيل، وتحجيم لدورهما فى الفترة المقبلة، وهذا من خطة البابا تواضروس لسحب البساط من المعارضين. ويختلف الناشط القبطى، جرجس ثروت، مع الرأى السابق، ويعتبر، أن تعيين بافلى إجراء طبيعى بسبب اتساع المهام على الأنبا موسى، مضيفًا أن تواضروس يعمل لصالح الكرازة، وخاصة الشباب».