الوزارة أعلنت توافر العقار بمركز الكبد فى نوفمبر المقبل.. وإعلانات مجهولة لبيعه عبر الإنترنت شركة بأكتوبر ومستشفى بالشرقية يعرضان بيع العقار مقابل 5 آلاف جنيه للعبوة التفتيش الصيدلى يغلق مستشفى ضبط به عبوات مغشوشة.. وصاحبها يستأنف العمل بعد يومين فى الثانى عشر من «أغسطس الجارى» أعلنت وزارة الصحة، عن توافر عقار «الهارفونى» الخاص بعلاج مرضى الفيروس الكبدى «سى»، وذلك بمراكز الكبد بداية من نوفمبر المقبل، ورغم ما مثله الإعلان من بارقة أمل للمرضى، إلا أن المتاجرين بأمراض الناس وحاجتهم سارعوا للإعلان عن توافر عبوات من العقار المنتظر بشكل غير شرعى، وقبل تداوله بمراكز الصحة وبلغ ثمن العبوة الواحدة خمسة آلاف جنيه.. وتمكنت «الصباح» فى هذا التحقيق من اختراق شبكة لبيع وترويج عبوات مغشوشة لعقار «الهارفونى» قبل السماح بتداولها من قبل الجهات الرسمية. عبر صفحات تحمل اسم طبيب يزعم الحساب أنه متخصص فى أمراض الكبد جاء الإعلان الذى كان نصه «بشرى سارة لمرضى الكبد والمرارة، دواء «هارفونى» أحدث دواء لعلاج فيروس سى، ثلاث جرعات فقط، ويتم تناوله وحده، ومناسب لأى مريض أيا كانت حالته، سواء فى وجود التليف بالكبد والاستسقاء ويعطى نتائج100 فى المائة، ولا توجد موانع من استعماله نهائيًا». وعبر رقم هاتف تم إدراجه ضمن نص الإعلان، بدأ «محررا الصباح»، محاولة للاستقصاء عن مدى إمكانية شراء «الهارفونى» خارج الطرق الرسمية والمشروعة لتداوله، ومدى إحكام الرقابة الحكومية على الجهات المجهولة التى تروج لبيعه. تقمصت «محررة الصباح» دور موظفة يعانى والدها من انتكاسة «عقار السوفالدى» الذى يستخدم فى علاج فيروس «سى»، وترغب فى الحصول على العقار الجديد «الهارفوني» لأبيها، وخلال اتصال هاتفى بالرقم، تولى شخص يدعى «ع.ج»، وقدم نفسه خلال المكالمة باعتباره مدير شركة «herbal sciences»، زاعمًا أن مقرها فى ميدان «الحصرى» بالسادس من أكتوبر. بدأت المكالمة بتعرف مدير الشركة على هوية المتصلة، فأخبرته «محررة الصباح» أنها موظفة يعانى والدها من فيروس «سى» وكان يأخذ العقار الثلاثى «السوفالدى+ الأنتروفيرون +الريبافيرين» لمدة «6 أشهر»، وبعد أن اختفى المرض عقب الانتهاء من كورس السوفالدى عاود الفيروس مهاجمته مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر، ولكن بشكل أكثر حدة ما كان عليه، وأن حالته الصحية لا تسمح له بانتظار دروه فى التأمين الصحى. من جانبه قال «ع.ج»، إن «الهارفونى» متوافر لديه، وسعر العبوة الواحدة «خمسة آلاف جنيه» وأن العقار يؤخذ لمدة ثلاثة أشهر عبر «ثلاث عبوات» بتكلفة «15000» للكورس كاملًا، وأن العقار يحقق فاعلية 100 فى المائة ومؤكدًا أن هناك العديد ممن استخدموا العلاج، تم شفائهم. «محررة الصباح» سألت مدير الشركة، عن كيفية الحصول على العقار، ليجيبها أن العقار متوافر فى العديد من الصيدليات التى تتعامل معهم الشركة، ووفقًا للمنطقة السكنية التى تقيم بها سوف يحدد الصيدلية الأقرب، أو من الممكن أن يرسل مندوبًا للمنزل بحوزته العقار، نافيًا أن يكون الأمر محتاجًا ل«روشتة» لأنها مجرد إجراء روتينى، بحسب قوله، وتابع «فى النهاية سيقررون له الهارفونى»، ولنا أطباء من الممكن أن تتعاملى معهم. وعندما طلبت «محررة الصباح» من مدير الشركة التى تروج أنها تبيع «الهارفونى» أن تحضر بنفسها لمقر الشركة، لشراء العقار، حتى تتمكن عمل مفاجأة لوالدها، رد الطرف الآخر إن مقر الشركة لايزال حديثًا «منذ ثلاثة أيام فقط»، ولم يكتمل بعد، ويحتاج العديد من التجهيزات، وأضاف «هذا الرقم من المفترض أن يكون رقم الشركة، ولكن لا يوجد من يتلقى المكالمات، فاضطررت للرد بنفسى على كل المكالمات، فمنذ ثلاثة أيام أتلقى وأسجل طلبات المتصلين للحصول على العقار». وبخصوص كيفية الحصول على العقار والتعرف على مقر الشركة، قال مدير الشركة «انتظرى يومين وعاودى الاتصال بى وسأخبرك متى يمكنك القدوم، ولكن الآن أرجو منك إرسال بعض البيانات لى على «الواتس أب» تتضمن (الاسم-رقم التليفون-العنوان) ولكن ليس على الرقم الذى تتحدثين منه الآن، ولكن على رقمى الشخصى الذى سأخبرك به. عاودت «محررة الصباح» الاتصال بالشركة بعد انتهاء مهلة اليومين بعدما أرسلت البيانات التى طلبها، فأجاب «ع.ج» مجددًا، فسألته عن الموعد الذى يمكنها خلاله الحضور لمقر الشركة لشراء «الهارفونى»، فتهرب الرجل ثانية ليخبرها بأنه مشغول بإمضاءات عقود مع شركات للحصول على العقار، وأنه لن يستطيع مقابلتها، غير أنه وبعد أن علم بوجود ثلاثة آخرين يرغبون بشراء العقار من خلال شركته - بحسب ما زعمت المحررة - أخبرها مدير الشركة، أن العقار حاليًا متوافر بمستشفى الدكتور «صلاح السيد مرزوق» أستاذ جراحة الكبد والمرارة بمنطقة، العزيزية التابعة لمدينة منيا القمح، بمحافظة الشرقية. وبالبحث عن عنوان مستشفى الدكتور صلاح مرزوق، وجد «محررا الصباح» أن بيانًا رسميًا لوزارة الصحة، صدر فى 17 أغسطس، قال إن حملة لإدارة التفتيش الصيدلى والعلاج الحر، توجهت إلى المستشفى وتم إغلاقها وتحرير محاضر ضدها، وذلك بسبب ضبط مستلزمات طبية وجراحية منتهية الصلاحية من خيوط جراحية، مشابك سرة، قساطر، كانيولا، أكياس جمع بول ومشارط، إلى جانب ضبط أدوية لعلاج فيروس سى مجهولة المصدر من صنفى Harvonybay وSofobay. وتم تحرير محاضر بأرقام (43836، 43837، 43838) جنح منيا القمح 2015، لممارسة مهنة الصيدلة دون ترخيص عن طريق بيع أدوية دون تصريح وترخيص ببيعها داخل المستشفى، واستخدام مستلزمات الطبية. كان هذا البيان خيطًا آخر، للتأكد من صحة بيان وزارة الصحة بشأن إغلاق مستشفى الدكتور «صلاح السيد مرزوق»، ليقود إلى الطريق مافيا دواء «الهارفونى» المهرب من الخارج. لكن الأمر المفاجئ هو أن المستشفى كان لايزال مفتوحًا، وتروج لدواء الهارفونى، حاولنا التواصل مع الدكتور صلاح مرزوق، وتحديد موعد للقائه بالمستشفى الخاصة به والتى اتضحت أنها قائمة بمنطقة العزيزية التابعة لمدينة منيا القمح بالشرقية. فى مستشفى الدكتور مرزوق المكونة من عدة طوابق، تستقل كاميرا مراقبة بمدخل المستشفى الزائرين، ويحتوى الدور الأرضى على عيادة مدير المستشفى، وتقابلها غرفة الانتظار التى تضم مجموعة من المقاعد وغرفة للأشعة التليفزيونية، وكانت تملأ الجدران ملصقات عن توافر عقار السوفالدى بالمستشفى، ومكتب صغير فى مدخل المستشفى يقف به ممرض ثلاثينى ينظم دخول المرضى للدكتور. وبعد عرض التحاليل والفحوصات على الدكتور مرزوق، أكد أن نتيجة الهارفونى لمن حصل عليه أن نتائج الأفراد الذى عولجوا فى المستشفى كانت رائعة فوق الوصف والعقار يأتى بنتائج فعالة ومذهلة. وزعم مدير المستشفى، أن وزير الصحة، يهاجمه كثيرًا وأرسل له لجنة رقابية مما يقرب 50 فردًا، وتحفظوا على كل الهارفونى الموجود بالمستشفى قائلًا «وزارة الصحة بتعاقبنى على مساعدتى للغلابة وإنى نجحت فى اللى فشلوا فيه». وبسؤاله بشأن فعالية الدواء مع جميع الحالات أخبرنا أن هناك مريضًا كانت حالته سيئة للغاية، وانتهى من العبوة الأولى من الهارفونى، وعندما بدأ فى العبوة الثانية تحول 360 درجة وكأنه عاد لأيام شبابه. وبعد حوار طويل مع «محررى الصباح» اتفق مرزوق على أن يبيع لهما عبوة من «الهارفونى» خلال أسبوع مقابل 5 آلاف جنيه. وفى السياق ذاته قال الدكتور وفيق رفعت، رئيس المؤسسة العلاجية بوزارة الصحة «للصباح» إن إدارة التفتيش الصيدلى تقوم بعمل حملات تفتيش على الصيدليات وتضبط أية أدوية مهربة أو غير مرخصة، وأن من يبيع عقار الهارفونى دون حصوله على اعتماد من وزارة الصحة يعتبر مخالفًا، وتتخذ ضده إجراءات من محاسبة للمالك والمدير ومصادرة الأدوية. من جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام الكبدية بالمعهد القومى للكبد، إن أى علاج يتم تداوله يجب أن يمر على الإدارة المركزية للصيدلة، وتؤخذ منه عينات لفحصها ويحصل على رقم تشغيله، وتابع «أى دواء يتم تداوله خلال ذلك يكون دواء مغشوشًا، ومن المؤكد أنه دخل مهربًا بطريقة غير شرعية للبلاد، وتعتبر هيئة الرقابة على الدواء هى المسئولة عن فحص أى صفقة دواء تدخل إلى مصر، وحتى الأدوية التى تدخل لصالح شركة الدواء الأم فى مصر يتم فحصها بنفس الطريقة».
