رغم النتائج المذهلة التي حققها عقار "الهارفوني" في القضاء علي فيروس C بدون أي آثار جانبية إلا أن وزارة الصحة حتي الآن تؤجل طرحه بالأسواق حماية لسوق السوفالدي رغم المشاكل التي تصاحب العلاج به حيث يضطر المريض للحصول علي دواءين مساعدين لهما تأثير العلاج الكيماوي علي الجسم باعتراف رئيس معهد تيودور بلهارس. الأطباء طالبوا بوقف التعامل بالسوفالدي خاصة مع ظهور منتج أفضل في حين أكدت نقابة الأطباء أن الهارفوني لن يطرح في السوق المصري قبل أكتوبر القادم.. من جانب آخر صرح د.هشام الخياط أن هناك اتجاهاً لاستخدام "الأوليسيو" مع السوفالدي لتلاشي الأعراض الجانبية. يقول الدكتور أحمد فاروق رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة إن السوفالدي له آثار جانبية بالإضافة إلي الأدوية المساعدة وهي الريبافيرن والإنترفيرون والتي تكلف الدولة مادياً وتكلف المريض صحياً علي الرغم من ظهور بدائل للسوفالدي آمنة تماماً وليس لها أي آثار جانبية بالإضافة إلي قصر مدة العلاج. شركات مخالفة ويكشف فاروق: الهارفوني ظهر بعد السوفالدي مباشرة وأثبتت الدراسات أنه آمن تماماً ونسب شفائه 100% وتم طرحه في الخارج ورفض أكثر من 65% من مستخدمي السوفالدي تناوله وتوجهوا إلي الهارفوني ونحن كنقابة صيادلة طالبنا بعدم التعجل في إنتاج السوفالدي لحين ظهور بدائل أكثر فاعلية وأمناً أو علي الأقل لعلاج الحالات التي لا تتحمل الانتظار ولكن وجدنا أن وزارة الصحة تعاقدت مع 19 شركة مخالفة للقانون لإنتاج السوفالدي حيث إن القانون يلزمنا بنظام التسعيرة بحيث يكون بديلاً واحداً مستورداً و10 محليين منهم شركتا تصنيع لدي الغير "التول" ولكن في صفقة إنتاج السوفالدي هناك 19 شركة تنتج السوفالدي منهم 10 فقط ينطبق عليها الشروط ومع ذلك تمت مجاملتهم. وتساءل: لماذا تصر وزارة الصحة علي التعاقد علي السوفالدي رغم ظهور الهارفوني وقتها وأخذ موافقة وتصريح تداول من المنظمة الأوروبية للأدوية وأكدت وزارة الصحة وقتها أنه لا يصلح "للنوع الجيني الرابع" المصاب به أغلب المصريين ولكن بعد ذلك تأكدت عدم صحة هذه التصريحات حيث أكدت الدراسات والبحوث أنه آمن تماماً ومناسب للنوع الرابع. يؤكد فاروق أن ما يحدث الآن من تأجيل في طرح الهارفوني سببه عدم الإضرار بسوق السوفالدي خاصة بعد إنتاجه وتوزيعه بالصيدليات وحتي لا تتضرر الشركات الكبري بعد إعراض المرضي عن السوفالدي. حق الملكية الدكتور عادل عبدالمقصود رئيس شعبة الصيادلة بالنقابة سابقاً يضيف أن القانون الدولي لمنظمة الصحة العالمية يجيز لأي دولة بها وباء أو مصنفة من الدول الموبوءة بمرض معين مثل فيروس C اختراق أو عدم تطبيق الحماية الفكرية بمعني أنه عند اختراع دواء جديد مثل "الهارفوني" رغم حق الملكية إلا أن من حق هذه الدولة تصنيع الدواء والاطلاع علي المادة الفعالة وكيفية تصنيعها وإخراجها في بلدها وتتاح لها فرصة أن تبدأ من حيث انتهي الآخرون أي من خلال التركيبة العلمية من هنا تأخذ حق الخروج عن الحماية الفكرية وبما أن مصر مصنفة في المرتبة الأولي من الدول المصابة بفيروس سي فلها الحق في الخروج عن الحماية الفكرية وإنتاج الأدوية التي تعالج الأمراض الموبوءة بها وتلاشي الآثار الجانبية للأدوية الأخري. يقول عبدالمقصود إن طرح الهارفوني حالياً سيؤثر علي الشركات التي لديها توكيل السوفالدي والتي اشترت المادة الفعالة لإنتاجه ولكن الأمانة الطبية والمهنية تلزم تفضيل صحة المواطن المصري وحمايتها بصرف النظر عن العلاج السابق والذي قد يسبب خسائر لشركات الأدوية في وجود العلاج الأحدث. المفاوضات قائمة الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس وعضو لجنة الكبد بالوزارة يرد قائلاً إن المفاوضات مازالت قائمة بين وزارة الصحة واللجنة القومية للفيروسات الكبدية مع الشركات المنتجة للأدوية لطرح عقار الهارفوني بالسوق المصري والوصول لأرخص سعر ممكن مقابل الأسعار التي أخذها السوفالدي حيث تأخذ مصر ب 1/100 من السعر العالمي لأن سعره 95 ألف دولار ويتم التفاوض حالياً لتخفيضه كما حدث في السوفالدي. رقابة صارمة يضيف أن الشركة المنتجة لن تعطي مصر حق هذا الدواء بهذا السعر قبل نهاية العام لأنها خائفة من الدول المحيطة التي ترغب في الحصول عليه بالسعر المخفض ولكن الشركة تؤكد أن صرف "الهارفوني" لن يتم إلا للمصريين لذا ستقوم الشركة المنتجة بطرحه في الخارج قبل نزوله في مصر. مؤكداً وجود رقابة صارمة في بيعه عن طريق الرقم القومي والروشتة التي تفيد أنه يعالج من فيروس سي وهي ضمانات لعدم تسريب الدواء من داخل مصر لدول الخليج. ويؤكد أن الهارفوني لا يتميز كثيراً عن السوفالدي ولكن الميزة الوحيدة هو أن المريض سيأخذ كبسولة واحدة بدلاً من كبسولتين ويتجنب الآثار الجانبية التي يسببها السوفالدي ولكن المؤكد أن نزول الهارفوني سيضر بالسوفالدي لأن استخدامه سيكون بديلاً للسوفالدي وسيجبر الشركات علي تخفيض سعر السوفالدي إلي النصف وقد يصل إلي الربع. اعتراف ولا ينفي د.هشام الخياط وجود أعراض جانبية للسوفالدي لكنها لا تزيد عن الأرق وصداع بسيط وأحياناً إسهال أما باقي الأعراض الجانبية فتأتي نتيجة للعلاج الثنائي "سوفالدي وإنترفيرون" أو الثلاثي "سوفالدي وريبافيرين" فالمعروف أن المرضي الذين يتناولون العلاج الثنائي يحدث لهم اختلال والتهاب مناعي وارتشاح بالشبكية وأعراض الثلاثي تتركز في تكسير كرات الدم الحمراء والصفراء بالدم والتهاب الحلق والجلد ومن هنا نؤكد أن الأعراض الجانبية التي تصيب المرضي نتيجة لهذه العقاقير المساعدة سوف يتم عمل بروتوكول جديد لاستخدام "أوليسيو" مع السوفالدي لتلاشي هذه الأعراض بالإضافة إلي بروتوكولات أخري تقلل من الأعراض الجانبية لمرضي الكبد.