ما زال الجدل المثار حول عقار فيروس سى الجديد "السوفالدى" قائما، خاصة بعد الإعلان عن عقاقير طبية أخرى تصل لنسبة شفاء أعلى منه، على رأسها "الهارفونى". رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من أعضاء نقابة الصيادلة للتفريق بين السوفالدى والهارفونى أو الجيل الجديد من أدوية علاج فيروس سى فى مصر. فاعتبر الدكتور جميل بقطر، رئيس لجنة الضرائب بنقابة الصيادلة، أن عقار السوفالدى بداية الثورة العلمية للعقاقير المعالجة للكبد الوبائى "فيروس سى"، باعتباره نتاج 15 عاما من التجارب العلمية. وأضاف بقطر، أن السوفالدى يعمل على تعطيل إنزيم " RMA" بوليمار والمسئول عن تكاثر الفيروس، الأمر الذى يحبط تكاثر الفيروس فى مراحله الثلاثة، والذى يؤدى بالتبعية إلى القضاء على الفيروس بصورة نهائية. وأشاد بقطر بجهود وزارة الصحة فى الحصول على العقار وتواجده فى مصر فى نفس توقيت وجوده فى الولاياتالمتحدة وأوروبا، قائلا: "هذا بالطبع يعتبر إنجازا كبيرا". ولفت بقطر إلى أن عقار السوفالدى لابد أن يستخدم معه حقن الإنترفيرون، والتى تتسبب فى أضرار جانبية كثيرة، لا يستطيع الكثير من المرضى تحملها، حتى أنهم يتوقفون عن العلاج، بينما يعتبر عقار الهارفونى، خليطا بين عقارين يحملان المادة الفعالة للقضاء على المرض، ولا يحتاج إلى هذه الحقن مما يجنب المريض الكثير من الأعراض الجانبية. وأشار رئيس لجنة الضرائب بالنقابة، إلى أن عقار الهارفونى سيصبح متواجدا فى مصر فى خلال شهرين، وتفوق نسب الشفاء منه عن السوفالدى، مؤكدا ضرورة إجراء كافة الأبحاث والتجارب اللازمة عليه للتأكد من مدى ملاءمته للحالات المرضية فى مصر. وأكد رئيس لجنة الضرائب بالنقابة أنه فى خلال الثلاثة شهور القادمة سيغزو الأسواق المصرية عقاران جديدان غير الهارفونى لعلاج فيروس سى، أحدهما قد تصل نسبة الشفاء به إلى 100%، مشيرا إلى أن السوفالدى كان شرارة البدء لانطلاق هذه الأدوية. وفى سياق متصل، قال الدكتور محمد سعودى، وكيل نقابة الصيادلة، إن نسبة الشفاء من السوفالدى تصل إلى 90%، بينما الهارفونى تصل إلى 97% فى بعض الحالات. وأضاف سعودى أن السوفالدى تمت الموافقة عليه فى مصر فى ديسمبر 2013، وأنه مخصص لعلاج النوع الجينى الرابع المتواجد فى مصر، بينما الهارفونى لم يسجل فى مصر إلى الآن، لافتا إلى أنه تم تسجيله فى الولاياتالمتحدة منذ فترة قليلة لا تجاوز الشهر. وأكد وكيل النقابة أن الأجيال القادمة من العقاقير المعالجة لفيروس سى أكثر تأثيرا ودراسة وتوفرا فى الأسواق وتوفيرا فى السعر من السوفالدى، مناشدا المرضى عدم التعجل فى الحصول على السوفالدى خاصة فى الحالات الثابتة والتى يستمر المرض معها لفترة طويلة، بينما الحالات فى المراحل المتأخرة فقط هى التى عليها السعى للحصول على العقار. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور هيثم عبد العزيز، رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين، أن عقار الهارفونى فيه تطوير للمادة الفعالة أكثر من السوفالدى، كما أن كل العقاقير التى أعقبت سوفالدى نسب شفائها أعلى منه وقد تصل إلى 100%. وأضاف عبد العزيز أن هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية لم تجز الهارفونى لعلاج حالات فيروس سى من النوع الرابع فى مصر إلى الآن. ولفت رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين، إلى أن تنوع الأدوية وإسناد إنتاجها إلى شركات أدوية مختلفة يصب فى صالح المريض، مبينا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت سابقا أن عام 2030 سيكون نهاية فيروس سى فى العالم أجمع، نتيجة العقاقير المعالجة الجديدة التى تم التوصل إليها. وأكد عبد العزيز أن أهم ما يميز عقار الهارفونى عن السوفالدى هو عدم الحاجة لتناول حقن الإنترفيرون التى تسبب العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة التى لا يتحملها بعض المرضى. وطالب رئيس هيئة الصيادلة الحكوميين، وزارة الصحة بوضع خطة توعية لمنع ظهور إصابات جديدة بالمرض، وأيضا وضع خطة وقائية، لأن هناك حاملين للمرض ولا يعرفون، الأمر الذى يتطلب بالتبعية عمل مسح شامل لكافة المصريين لوضع إحصائية دقيقة بعدد المرضى وحالتهم بصورة دقيقة. واتفق معه الدكتور عبد الله زين العابدين، أمين عام نقابة الصيادلة، حيث أكد أن عقار الهارفونى يجنب المريض العديد من الآثار الجانبية التى تنتج عن تناول الإنترفيرون مع السوفالدى. وأضاف زين العابدين أنه ليس معنى أن الهارفونى أفضل من السوفالدى أن يتم إلغاء السوفالدى وعدم الاعتماد عليه، فبالعكس لابد من استخدامه خاصة مع الحالات العاجلة، مشيرا إلى أن هناك مصادر طبية أفادت بأن الهارفونى لن تتم إتاحته فى الأسواق المصرية قبل عامين.