أثار عقار "الهارفوني" الجديد لعلاج فيروس "سي" الجدل بين الخبراء.. فالبعض يري أن الدواء يفيد مرضي النوع الأول من فيروس "سي" ولا يناسب المصريين لأن الفيروس في مصر من النوع الرابع. أشاروا إلي أن ما يصلح لمرضي أمريكا ليس بالضرورة أن يكون فعال علي المصريين.. واعترضوا علي محاولة نقابة الصيادلة التشكيك في فاعلية عقار "السوفالدي" الذي يستخدمه مرضي الكبد في مصر.. وتساءلوا لمصلحة من يتم ذلك؟! أما البعض الآخر فينظر إلي الدواء علي أنه مستقبل علاج فيروس سي في مصر وإذا ثبتت فاعليته سوف يخلص المرضي من مشاكل الحقن التي تؤرقهم. يري د. محمود إبراهيم رضوان رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين ان عقار الهارفوني يعالج النوع الجيني الأول من فيروس سي.. فهذا الفيروس له 6 أنواع وفي مصر يوجد النوع الرابع.. موضحا أنه لن يتم تجربة العقار علي المصريين للتأكد من فاعليته. أوضح ان هيئة الغذاء والدواء "فدا" الأمريكية وافقت علي تداول العقار بعد بحث مدي فاعليته وتجربته علي 1500 مريض أمريكي وإذا كان هذا العقار ذو جدوي علي النوع الرابع كانت الهيئة سوف تؤكد ذلك. أشار إلي أن نقابة الصيادلة تحاول تشويه عقار السوفالدي المتداول في مصر لعلاج الكبد وتشكك في فاعليته وتساءل: لمصلحة من؟! أكد أن مستحضر الهارفوني يتركب من 400 ملي جرام سوفوسوبوفير وهو الموجود في السوفالدي ويزيد عليه 90 ملي جرام الليديباسفير.. وتساءل: ما الاستفادة من شراء دواء لم يثبت فاعليته علي المصريين. قال د. وليد فؤاد أستاذ مساعد أمراض الكبد والجهاز الهضمي بكلية طب القصر العيني: ان علاج الهارفوني لم يتم اختباره علي حالات مصابة بفيروس سي من المصريين وليس هناك نتائج معتمدة تؤكد جدواه. وقال انه لقاء ذو فاعلية علي شعب ليس بالضرورة أن يكون إيجابي علي شعب آخر. أوضح انه قبل تداول عقار أو مستحضر دوائي لابد من اختباره في مركز الفيروسات وتجريبه علي مجموعة من المرضي لتقييم تأثيره مثل عقار السوفالدي حيث ثبتت فاعليته بنسبة 83%.. وشدد علي عدم قبول عقار غير مضمون نتائجه قبل أن يخضع للتجربة. أضاف ان دواء السوفالدي غير موجود ولن يصل إلي الصيدليات قبل شهر بسبب الشركة المنتجة.. لكن هناك شركة من الهند تعمل في تصنيعه وتصديره وموجودة في الصيدليات لكن هناك شكوك في فاعليته.. وهذه المشكلة لا تسبب ضررا لبعض المرضي العاديين إذا انتظروا شهر أو شهرين لكن بالنسبة للمرضي الذين قد يتعرضون لمشكلة نظرا لتليف الكبد فقد أعلنت وزارة الصحة اهم الأولي بالعلاج. أكد د. وليد شوقي رئيس مؤسسة الدواء للجميع ونائب رئيس شعبة الصيادلة بالغرفة التجارية ان اكتشاف دواء لفيروس سي يعد حلم لمرضي الكبد في مصر لكن قبل استيراده وشراءه يجب تطبيقه علي بعض المرضي وفحصهم جيدا خلال فترة تلقي العلاج لنقرر مدي فاعلية وعقار الهارفوني إنجاز لا يمكن أن نغفله أو نهمله حتي إذا لم يثبت جدواه قد نستفيد من الموا الداخلة في تركيبه وتطويره بمركز الأبحاث. أشار إلي أن السوفالدي فعال بنسبة 83% لذلك قبل البدء في العمل بالهارفوني يجب أن نحدد نسبة نجاحه فإذا ثبتت فاعليته بنسبة أكبر سيكون الأفضل لعلاج مرضي الكبد. أضاف ان مرضي الكبد في مصر وصل عددهم إلي 12 مليون مريض و8 ملايين آخرين قد يكووا حاملين للمرض لذلك لابد من دراسة وفحص دقيق لهذا العقار حفاظا علي أرواحهم. تقول د. هالة عدلي حسن رئيس مجلس إدارة شركة خدمات الدم إذا ثبتت فاعلية الهارفوني سيكون بادرة أمل لمرضي الكبد لكن لا يمكن أن نقارن بينه وبين السوفالدي في الوقت الراهن لأن العقار الجديد لم يتم تجربته علي المرضي في مصر. أوضحت أن الهارفوني إذا كان فعالا لعلاج النوع الرابع من فيروس سي سيكون أكثر نجاحا من السوفالدي لأنه سوف يغي مرضي الكبد عن الحقن التي تسبب مشاكل لهم لأن السوفالدي يؤخذ بجانبه حقن الإنترفيرون. أشارت إلي أن الهارفوني سوف يستغرق فترة زمنية لا تقل عن عام ونصف قبل تداوله لأنه سوف يجري اختباره علي المرضي لتلقي العلاج فترة 6 أشهر ثم يخضعون 6 أشهر أخري للمتابعة والتحاليل والتأكد تماما من فاعليته.