انتقد عدد كبير من أعضاء مجلس نقابة الصيادلة التعاقدات التى أجرتها وزارة الصحة مع شركة “جلياد” الأمريكية والتى تتضمن استيراد عقار “السوفالدى” لعلاج مرضى فيروس سى والذين تجاوزت أعدادهم 12 مليون مريض، لعدة أسباب منها عدم استيفائه الدراسات الكاملة، وقلة أعداد المرضى الذين تم تجريب العقار عليهم، فضلا عن اختلاف لون قرص السوفالدى فى الدول الأجنبية عن المتواجد فى مصر، دون إيضاح السبب فى ذلك من قبل وزارة الصحة. يأتى هذا فى الوقت الذى تعلن فيه هيئة الدواء الأمريكية عن عقار جديد لعلاج فيروس سي، والذى يطلق عليه "هارفوني" مع ثبوت تخطي نسبه الشفاء به بالسوفالدي. فيما رصدت "بوابة الوفد" اليوم الثلاثاء، آراء عدد من الأطباء و المتخصصين لحسم الجدل المثار حول عقار السوفالدي . في البداية قالت الدكتورة سهام محمد، دكتوراه وزميل أمراض الجهاز الهضمى والكبد، أن العينة التى أجريت عليها تجارب علاج فيروس سى "السوفالدى"، لا تعتبر كافية، مؤكدة أن الأبحاث لم تتم على كافة الحالات، إذ أن الحالات التى لن يستخدم "الإنترفيرون" فى علاجها، لا يوجد نتائج بشأن تأثير العقار عليها. وأضافت ، أن العقار لن يتم استكشاف تأثيره وتحقيق نسب الشفاء المتوقعة منه، إلا بعد مرور 3 أشهر فى الحالات التى تستخدم الإنترفيرون والريبافيرين، بينما الحالات التى لا يجوز فيها استخدام الإنترفيرون، يتم التعرف على نتائجها المبدئية عقب 6 أشهر من تناول العقار، مؤكدة أنه حتى الآن لا نستطيع التعرف على نسب الشفاء بشكل محدد وتأثير الدواء فى علاج الفيروس إلا بعد تجربته و تطبيقه على عينة كبيرة من المرضى. وأكدت زميل الجهاز الهضمى والكبد، أنه لا أولوية لمريض على الآخر فى الحصول على العقار، إذ أنه حق لكافة المرضى، بل لابد من تناوله من أجل تقليل أعداد المرضى ومن ثم تقليل معدلات العدوى بالمرض، لافتة إلى أنه بالرغم من مبالغة الوزارة فى التسويق لعقار السوفالدى، إلا أن هذا يعود لكونه أكثر العقاقير الفعالة المتاحة هذه الفترة، بينما العقار الجديد "هارفونى"، لن يتم تطبيقه قبل العام المقبل حتى تثبت فعاليته على الحالات فى مصر. وأوضحت الدكتورة سهام، أن كل من وعد بالحصول على العقار سيتوجه يوم الخميس المقبل لتلقيه من منافذ البيع المخصصة له، مشيرة إلى أن سعره الحالى يعتبر "جيد جدا". فيما أكد الدكتور طارق عبد الرؤوف، أخصائى أمراض الجهاز الهضمى والكبد، أن الإقبال على عقار السوفالدى يوم الخميس المقبل سيكون كثيفا من قبل المرضى. وأضاف عبد الرؤوف أن نسبة الشفاء بعلاج "السوفالدى" قد تصل إلى 97% إلا أنه فى كل الأحوال مرتبط بالحالة الصحية للمريض ذاته، سواء كان من ضمن الحالات التى تتحمل اتخاذ الإنترفيرون أو التى لا تقوى على تحمله.
وعلى صعيد آخر أكد دكتور عبدالله زين العابدين، الأمين العام لنقابة الصيادلة، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، صدقت علي عقار فيرس سى "السوفالدي" المتواجد فى الوقت الحالي بوازارة الصحه، و سيتم تداوله و العلاج به ابتداء من يوم الخميس المقبل، على الرغم من أنه لا يعد الأفضل مقارنه بالعقار الجديد "هارفوني". وأوضح زين العابدين، أن العقار الجديد "هارفوني" مازال قيد البحث و لم يتم الموافقه النهائية عليه من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA، و لم يتواجد بالصيدليات كمنتج للبيع، و مضيفاً أنه من المتوقع أن يكون له مميزات و سيكون عقارا يعد النسخة المطورة من علاج "سوفالدي" وبسعر أقل وفاعلية أكثر فضلاً عن أنه مزيج من السوفوسبوفير وليديباسفير وبالتالي لن يحتاج المريض لتناول حقن الانتيرفيرون مع النسخة المطورة بعكس النسخة القديمة . وحذرالأمين العام لنقابة الصيادلة، المرضي بعدم شراء العقار من سلسلة الصيدليات أو "تاجر الشنطة"، لأنه بيكون مغشوش و غير مضمون، و من المؤكد أن العقار الذي سيكون موجودا يوم الخميس بالمراكز التابعة لوزارة الصحة غير مغشوش . وأضاف الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة، أن العقار الجديد "هارفوني" النقابة لن تتأكد من صحة المعلومات التي تنتشر بشأنه تلك الأيام، لأن النقابة تعتمد على الابحاث و الأدلة العلمية، فيما أكد أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ذكرت أن عقار السوفالدي مادة فاعلة و جيدة لمرضى فيرس سى. و طالب سعودي، وزارة الصحة بإجراء أبحاث على عقار السوفالدي مرة أخرى و مقارنته بالعقار الأمريكي بعد أن ثبت أن هناك اختلافا فى المادة الفاعلة و هي" جين 4" بأمريكا او بمصر "جين 1"، مضيفاً أنه خلال أسابيع سيكون هناك أدوية جديدة تصل مصر. وتابع وكيل نقابة الصيادلة،: لابد أن يخاف مريض فيروس سى من الإقرار الذي يقوم بالإمضاء عليه و معه شاهد، متسائلاً": هل عندما يذهب المريض لشرائه من الأسواق الحرة يقوم بالإمضاء على إقرار"، مؤكداً أن النقابة لا تشكك فى عمل وزارة الصحة و لا تقلل من شأنها . كما أشار سعودي، إلى أنه يجب على وزارة الصحة إرسال صورة من البروتوكول الذي تم عقده بين شركة " جلياد " الأمريكية و وزارة الصحة للاطلاع عليه، و لكن الوزارة تتجاهل خطابات النقابة. و في السياق ذاته، قال دكتور جميل بقطر، عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة، أن هناك علامات استفهام حول البروتوكول الذي وقعته وزارة الصحة و الشركة المنتجة لعقار سوفالدي " جلياد" الأمريكية، و عدم الاهتمام بإرسال نسخة للنقابة العامة للصيادلة، بالإضافه إلى أن الشركة المنتجة للعقار أعلنت خلال مؤتمر علمي فى" بانكوك" أنها سوف تصدر العقار ل60 دولة ماعدا مصر و بمبلغ قدره 50 دولارا فى حين أن مصر تعاقدت عليه بمبلغ 300 دولار. و أشار عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن مصر أعلى نسبة بمرضى فيروس سي، و تصل النسبة إلي 12 مليون مريض، و لذلك يجب أن تحصل مصر على أقل سعر من الدول الأخرى، مضيفاً أن يوم الخميس المقبل 225 ألف جرعة سوف تستلمها وزارة الصحة لتوزيعها على المراكز المخصصة لعلاج فيروس سى. و أضاف بقطر، ان البروتوكول لم يوقع بطريقة صحيحة تفيد المريض و الوزارة ، مؤكداً أنه ليس تشكيكا بالوزارة و إنما قلة خبرة فى توقيع البروتوكولات، كما كان لابد من تواجد عضو الإدارة المركزية للصيادلة و عضو من مجلس النقابة العامة لتوقيعه بشكل صحيح. ومن جانبه عقب الدكتور طارق سالمان، رئيس قطاع الصيدلة فى وزارة الصحة، على ما تم نشره من أخبار عن عقار السوفالدى، ومدى صحة العقار المتداول فى الأسواق المصرية، فقال أن نقابة الصيادلة من حقها أن تراقب و تعلن عن آرائها، و لكن العقار السوفالدي تم اختباره تحت العديد من الأبحاث العلمية من قبل اللجنة العليا للفيروسات الكبدية التى تؤكد فعالية العقار الجيدة. و أكد سالمان، أن الوزارة تقوم بالإشراف الدائم والتفتيش علي الصيدليات و تتصدى لمافيا تهريب الأدوية المغشوشة إلى داخل المجتمع المصرى و من ثم تفت فى عضد المواطنين البسطاء. و أما عن عقار " هارفوني" ، فأوضح رئيس قطاع الصيدلة فى وزارة الصحة أنه مازال يتم إجراء الأبحاث عليه حتى تتأكد الوزارة من مناسبته لعلاج الحالات الموجودة بمصر ، و يتم خضوعه لإجراءات قانونية ، مضيفاً أن مصر متقدمة فى الوقت الحالي بالأبحاث العلمية .