كاميليا: زوجى الشيعى يمارس «اللطم» و«الندب» وحاول استقطابى كريم: اكتشفت إلحاد خطيبتى فانفصلنا.. لأنها تدعى أن «الله ظالم» نهلة: زوجى بهائى يصلى 3 صلوات ويقدس الحروف والأرقام ومنعنى من الانفراد بابنتى فى إحدى خانات بطاقة الرقم القومى، ستجد خانة الديانة بها كلمة واحدة إما مسلم أو مسيحى، وهى الخانة التى تستر خلفها الكثير من الحقائق، فلا شىء عن المذهب الذى يتبعه الفرد، ما بين ملحد أو بهائى، أو مسلم شيعى أو سنى، أو مسيحى كاثوليكى أو بروتستانتى أو غيره من المعتقدات والمذاهب المختلفة، ومن هنا تظهر المشاكل التى تؤدى لتدمير أسر وعائلات كاملة، بسبب اختلاف المعتقد أو المذهب، والذى لا يتم اكتشافه إلا بعد الزواج. «الصباح» تفتح قضية اختلاف المذهب بين الأزواج، وترصد عددًا من الحالات التى حدثت بينها مشاكل، وصل بعضها إلى الطلاق ورفع القضايا أمام محكمة الأسرة. الشيعة تروى «ف. ف.» (28 عامًا) حكايتها، حيث تقول إن زوجها فاجأها بأنه يريد اتباع المذهب الشيعى، وأنه مقتنع بآرائهم وفكرهم، الأمر الذى صدمها فيه، وذهبت لتستشير بعض الشيوخ وعددًا من أقاربها فنصحوها بالحفاظ على بيتها وزوجها، قائلين لها «إنه حر فى عقيدته، طالما لم يخرج عن ملة الإسلام». ولكن تمادى الزوج فى محاولات إجبارها على حضور دروس الشيعة بمنزل أحد أصدقائه، ووصل الأمر إلى الضرب وإهانتها، فطلبت الطلاق منه، لكنه رفض، فلم تجد سوى محكمة الأسرة للجوء إليها لطلب الطلاق. أما «كاميليا خ.»، التى تعمل مدرسة، فقد أقامت دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بروض الفرج، حملت رقم 17869 لسنة 2014، بعد زواج دام 4 سنوات، بسبب اعتناق زوجها المذهب الشيعى. فبعدما كانت تسمع روايات عن الشيعة فى وسائل الإعلام، اكتشفت أن زوجها واحد منهم، ويقيم طقوس الندب واللطم مثلهم، وبعد فشل محاولات عديدة منها لاستقطابه إلى المذهب السُنى، طلبت الطلاق. بينما فاطمة أحمد (21 سنة)، التى تدرس فى إحدى كليات القمة، تعرفت على زميل لها بالكلية، وكان دائم الحديث عن بعض الطقوس الغريبة فى الدين، وأحيانًا يميل إلى تقديس الإمام «على» لدرجة كبيرة جدًا مقارنة بباقى الصحابة، بل ومقارنته حتى بالنبى محمد عليه الصلاة والسلام، حتى صارحها بأنه يدين بالمذهب الشيعى، وتجادل معها محاولًا إقناعها بما يدين، ورغم أنها تعترف بأنها أحبته وأنه تقدم بالفعل لخطبتها، إلا أنها رفضت بسبب عقيدته المختلفة وخوفها على مستقبلها ومستقبل أطفالها المجهول. البهائية اختلف الأمر قليلًا مع «هبة»، فلم يكن زوجها شيعيًا، ولكنها قالت فى دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها عام 2012، والتى حملت رقم 20179 بمحكمة الأسرة زنانيرى، إنها فى البداية لم تكن على دراية أن من خُطبت إليه «بهائى»، ولكنها كانت تجده لا يصلى، وظنت أن ذلك كتقصير منه مثل الكثيرين فى الصلاة، ولكن بعد الزواج اكتشفت أنه يطالب بحقوق البهائيين، ويدين بفكرهم. وتؤكد أنها بعدما لجأت لبعض الشيوخ، وتأكدت أن زواجها به باطل، طلبت الطلاق، فرفض تمامًا، فلجأت إلى محكمة الأسرة. أما «نهلة» (25 عاما)، فتروى قصتها قائلة إنها تمت خطبتها عن طريق قصة حب جمعتها بشاب وسيم وثرى، تعرفت عليه فى إحدى الأمسيات الشعرية بأحد الأندية الثقافية، بعدها فاجأها بطلبها للزواج، ومن هنا بدأت معاناتها، حيث أصبحت تراه يقوم بأمور غريبة، ويؤمن ببعض المعتقدات التى لم تسمع عنها من قبل، حتى اكتشفت أنه بهائى، فهو يصلى 3 صلوات فقط، ويتحدث دائمًا عن علم الحروف، وتقديسه بعض الأرقام التى لها دلالات معينة لديهم، وتزوجت منه 3 أعوام أنجبت فيها طفلة، وكل ذلك لم يدفعها للطلاق، ولكن عندما أصبح يمنعها من الانفراد بطفلتها، دب بقلبها الشك، وتزايدت المشاجرات بينهما إلى أن طلبت الطلاق. الملحدون فى دعوى أمام محكمة الأسرة بمجمع محاكم الأسرة بالقاهرة الجديدة، والتى حملت رقم 6789 لسنة 2015، روت «صافى» مأساتها مع زوجها، الذى اكتشفت إلحاده بعد الزواج، وإيمانه بعدم وجود إله. وقد ملت صافى من محاولاتها لإعادته مرة أخرى إلى ملته كمسلم كما كان، فأصبح يسبها بأقذع الألفاظ، ورفض طلاقها، فرفعت ضده دعوى للخلع، وما ثبتها وشجعها أيضًا محاولاته المتكررة لجعل ابنهما يدين بنفس أفكاره. أما «ميادة ح.» (23 سنة)، فتقر بأنها وقعت فى حب شاب رأت فيه قدرًا كبيرًا من الثقافة والتفتح، وإيمانه بدور المرأة فى المجتمع وتحقيق ذاتها، وكانت جميع الأمور على ما يرام إلى أن خطبت إليه، فرأت منه تصرفات وأمورًا غريبة عليها كمثل سب بعض الصحابة والتابعين، وقول أشياء خاطئة عنهم، وتزييف بعض الحقائق المذكورة فى القرآن، إلى أن استنتجت إلحاده وواجهته واعترف بذلك، الأمر الذى جعلها تنهى خطبتها فورًا منه. يحكى كريم مصطفى (25 عامًا) قصته أيضًا مع فتاة تعرف إليها بأحد الكورسات، ومع الأيام ازداد قربه لها وإعجابه بها ولفكرها واعتمادها على ذاتها فى أغلب أمور حياتها، بالإضافة لتعاطفه معها بسبب أن والديها منفصلان وهى تعيش بمفردها، ومع الوقت اكتشف أنها ملحدة، ولا تؤمن بشىء وتدعى أن الله ظالم إذا كان موجودًا، وما إلى ذلك من الأفكار الضالة التى حسمها المنطق والعقل الإنسانى منذ قرون طويلة. ويضيف أنه حاول كثيرًا إبعادها عن هذا الطريق ومحاولة ردها مرة أخرى إلى الدين، لكنه فشل فصرف نظره عن الزواج بها. من جانبها، تقول الدكتورة جيهان المقدم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن المسلمة لا تتزوج إلا مسلمًا، والأزهر الآن يحاول التقريب بين المذاهب، خاصة بين الشيعة والسُنة لنشر السلام وتحقيق التعايش، أما الملحد والبهائى فهم يدينون بديانات أخرى، وعقائد مختلفة غير الإسلام، فلا يجوز الزواج منهم.