*نائب المرشد تعهد بنقل أهالى غزة إلى سيناء وتهدئة المقاومة.. مقابل توفير أمريكا غطاء دولى لقرارات المعزول *اللقاء تم بعيدًا عن مكتب الإرشاد.. ومرسى والحداد أبرز الحضور *القزاز قاد حملة «الشاطر رئيسًا لمصر».. وعبدالغفار يزعم: أمريكا نصبت فخًا للجماعة بدفعها للترشح للرئاسة *قيادى منشق: روبرت مالى عرّاب العلاقة بين الجماعة وإسرائيل وجاسم السلطان وعصام العريان حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والتنظيم *الخرباوى: جون كيرى وويليام بيرنز التقيا الشاطر قبل الانتخابات الرئاسية وعقدا الصفقة علاقة الإخوان بأمريكا يحيطها كثير من الغموض، ويظل كثير من اللقاءات بين الطرفين بمثابة لغز خاصة أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يساند بعض حركات الإسلام السياسى التى يدعى أنها تمثل الوسطية وعلى رأسهم الإخوان. فى المقابل تسعى الجماعة بكل قوة إلى أن تتبرأ من أى اتهامات لها بالتعامل مع أمريكا حتى لا تخسر قواعدها رغم أن علاقة الطرفين واللقاءات العلنية والسرية بينهما لا تنتهى. فى ظل الأزمة التى تعيشها الجماعة حاليًا خرج أحد قيادات الإخوان وهو الدكتور أشرف عبدالغفار المقيم حاليًا فى تركيا، عن صمته ليكشف عن لقاء تم بين الأمريكان والإخوان داخل مكتب خيرت الشاطر قبل انتخابات الرئاسة لإقناع الجماعة بخوض الانتخابات مقابل تعهدات إخوانية تمنح للإدارة الأمريكية. «الصباح» تكشف تفاصيل هذا اللقاء المهم بين جون كيرى وزير خاجية أمريكا وخيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، ووفقًا لتصريحات خاصة حصلنا عليها من أشرف عبدالغفار القيادى الإخوانى الهارب زعم أن خطة الأمريكان كانت تعتمد فى البداية على إقناع الإخوان لخوض الانتخابات ومن ثم حصارهم داخل السلطة ودفع الشعب إلى الثورة عليهم. كواليس لقاء الشاطر وجون كيرى وتابع عبدالغفار: عقب ثورة يناير كانت هناك اتصالات بيننا وبين السفارة الأمريكية ولقاءات علنية باعتبار أننا فصيل سياسى، ولدينا حزب يمثل الأغلبية فى البرلمان، ولم تكن لدينا نوايا بدفع مرشح للانتخابات الرئاسية، وكانت الجماعة تسعى إلى تشكيل الحكومة، ولكن لقاء كيرى بالمهندس خيرت الشاطر داخل مكتبه فى حضور ثلاثة من قيادات الإرشاد غير الموقف، فوزير الخارجية الأمريكى أقنع الإخوان بعبارات كالحفاظ على الثورة، وأن فوز التيار الإسلامى يمنع عودة نظام مبارك وكانت هذه العبارات كفيلة بأن تغير موقفنا، وتم ترجمة هذا اللقاء وقتها على أنه ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة لخوض الجماعة سباق الرئاسة بالإضافة إلى تقديم الدعم فى حالة الفوز خاصة أن حديث كيرى ركز على أن الجماعة ضامن للهدنة داخل قطاع غزة. وفى المقابل كانت هناك قيادات من داخل الجماعة تقود حملات وسط الشباب لإقناع مكتب الإرشاد للدفع بخيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، وتم عمل اللافتات وعليها صورة الشاطر رئيسًا للجمهورية ووضعها فى شوارع العاصمة، وذلك قبل أن يتم حسم قرار المشاركة فى انتخابات الرئاسة من عدمه فاعتبرتها السفارة الأمريكيةبالقاهرة موافقة ضمنية بالصفقة، ويضيف عبدالغفار: لم نكن نعلم أن هذه الصفقة مجرد فخ نصب للجماعة ورغم ذلك راهنت الجماعة على موقف الولاياتالمتحدة بعد 30 يونيو، لكن دون جدوى فالمجتمع الدولى لا يتحرك تجاه أحكام الإعدام التى صدرت. وعن التعهدات التى قدمها الشاطر لجون كيرى، تابع عبدالغفار: «لم تكن تعهدات بالمعنى الدارج، بل كانت وعودًا وجميعها تصب فى مصلحة الوطن وعملية السلام فى الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال وعدنا كيرى بعدم دعم التيارات الإسلامية المتشددة وضمان حقوق الأقليات ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وضمان تشريعات تتيح مزيدًا من الحرية والحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وطمأنة الجانب الآخر بأن لا تغيير فى المعاهدة، ودعم الموقف الأمريكى ضد الهلال الشيعى فى منطقة الشرق الأوسط، وهو نفس الموقف الذى تبنته أغلب دول الخليج ضد إيران». وفى سياق متصل، أكد ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان أنه قبل شهور من إعلان الجماعة الدفع بمرشح لانتخابات الرئاسة تم عقد لقاء سرى ضم خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها وبين جون كيرى وزير الخارجية، وويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية، وذلك لمساندة أمريكا للإخوان وتمكينهم من الوصول إلى السلطة بكل السبل الممكنة فى مقابل منح تطمينات وضمانات لإسرائيل والولاياتالمتحدة. وتابع: خلال اللقاء بادر كيرى بسؤال إلى الشاطر حول رغبتهم فى الدفع بمرشح من عدمه فكانت إجابة الشاطر أسرع مما يتوقع بأن الموضوع قيد الدراسة رغم أن قرار مجلس شورى الإخوان والإرشاد وقتها كان عدم الدفع بمرشح مهما كانت الظروف لأن التنظيم لم يكن مؤهلًا وقتها لحكم مصر، وبالفعل تم الدفع بالشاطر ثم وقع الاختيار على مرسى، وحصلت أمريكا على الضمانات وسافر وفد يضم 30 قياديًا إخوانيًا إلى واشنطن لإتمام الصفقة تحت عنوان الدين والسلطة والسياسة مع حزب الحرية والعدالة وأصدرت الخارجية الأمريكية وقتها بيانًا بهذه التطمينات والضمانات، ولكن قياديين بالجماعة قاما بنفى ذلك فيما بعد حفاظًا على قواعد الإخوان وقتها فكان رد عصام العريان فيما بعد بأن لا مانع من عودة اليهود إلى مصر واسترداد حقوقهم، وذلك للتأكيد على سريان المعاهدة والصفقة التى تمت فيما مضى بين الإخوان والولاياتالمتحدة وتعهدت وقتها بحماية أمن ومصالح إسرائيل». المكان والزمان على الجانب الآخر تواصلت الصباح مع موظف سابق بمكتب خيرت الشاطر الذى يقع فى مدينة نصر والذى -رفض ذكر اسمه- لأسباب أمنية، مؤكدًا أنه فى مطلع عام 2012 وقبل انتخابات الرئاسة بخمسة أشهر لم نكن نغلق المكتب ولو لساعة واحدة، فاللقاءات السرية تعقد داخل هذا المكتب وأيضًا الوفود الأجنبية كان يتم استقبالها بعيدًا عن مكتب الإرشاد، والذى كان مرصودًا من قبل قوات الأمن، وهو ذات المكان الذى شهد لقاء جون كيرى بالمهندس خيرت الشاطر حيث طلب من جميع الموظفين الانصراف قبل مواعيد العمل الرسمية تجنبًا لتسريب هذا اللقاء إلى وسائل الإعلام ولم يتبق داخل المكتب إلا محمد العقيد حارس الشاطر الشخصى وثلاثة من شباب مكتب الإرشاد وهم مساعدون للشاطر بالأساس، وكانوا ضمن حملة الرئيس المعزول تولوا خدمة الوفد الأمريكى حتى انتهى اللقاء. يتابع: علمت أن الدكتور محمد مرسى والدكتور عصام الحداد دخلا المكتب فى ساعة متأخرة وبصحبتهم المهندس خيرت الشاطر وبعدها بقليل دخلت شخصيات أجنبية، وكان هذا الوفد الذى زار المكتب يضم جون كيرى وويليام بيرنز». وتابع المصدر: «بعد الزيارة عدت إلى المكتب فى الصباح، وسمعت مشاداة فى التليفون بين الشاطر وشخص آخر وكان يحدثه بحدة حول ضرورة تغيير الموقف وأن قرار الجماعة يمكن تغييره حيث يمكن إقناع الشباب والأحزاب الدينية الأخرى بأن موقف الجماعة من الرئاسة تغير لما فيه من مصلحة للثورة وحمايتها من فلول الوطنى والفريق أحمد شفيق، وبعد أقل من ساعة دخل حسين القزاز المستشار الاقتصادى للجماعة، ودار حديث بين الاثنين طلب الشاطر خلالها أن يتزعم القزاز الفريق الذى يطالب بتغيير موقف الجماعة من الانتخابات وذلك لما فيه مصلحة للدعوة علاوة على مشاريع تعهد بها رجال أعمال غربيين بقيمة 100 مليون دولار فى حال فوز الإخوان ومنح من دول عربية». بنود الصفقة أما عن البنود التى شملتها الصفقة، أكد معتز عبدالرحمن الباحث فى الجماعات الإسلامية ل«الصباح» يمكن من خلال قراءة المشهد فى عصر الإخوان استنتاج الشروط التى وقع عليها الطرفان الإخوان والولاياتالمتحدة فى معاهدة كانت الأكثر سرية فى تاريخ مصر ويأتى على رأس البنود، كبح جماح المقاومة الفلسطينية ونقل أهالى غزة إلى سيناء بشكل تدريجى وعلى مراحل مع الاحتفاظ بمنازلهم داخل القطاع، وهو ما يؤكد امتلاك بعض هؤلاء الأهالى بطاقات رقم قومى مصرى، والبند الثانى تجنب إصدار بيانات ضد عمليات الاستيطان الإسرائيلية وتغيير لهجة الحوار مع الجانب الإسرائيلى لتكون أكثر حميمية، والاستعانة بخبراء أجانب فى عدد من وزارات الدولة بغرض نقل الخبرات، بالإضافة إلى تشريعات أخرى وقوانين وإعلانات دستورية كان المعزول بصدد إصدارها لتثبيت واقع حكمه، وفى المقابل يتعهد الجانب الأمريكى بدعم الإخوان فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتوفير غطاء دولى لقرارات الرئيس المعزول». أمنيًا يرى اللواء مصطفى المنشاوى الخبير الأمنى، بأن اعتراف القيادى الإخوانى أشرف عبدالغفار بوجود تنسيق بينهم وبين الأمريكان قبل الانتخابات الرئاسية ودعمهم يستحق محاكمة عاجلة لكل من شارك فى هذه المؤامرة لأن هذا يسمى استقواء بجهات أجنبية فى إدارة شئون الدولة، وكل يوم نكتشف حقائق جديدة عن الجماعة تؤكد بأن الثورة عليهم كانت الحل وطوق النجاة قبل أن تغرق البلاد. علاقة الجماعة بالأمريكان واستكمالًا لسيناريو اللقاءات الإخوانية بالجانب الأمريكى، أكد طارق سعيد عضو اللجنه المركزية للجماعة أن العلاقة بين الجماعة والإخوان قائمة على خمسة أشخاص هم الدكتور عصام العريان والسفير فرانسيس ريتشاردونى سفير الولاياتالمتحدةبالقاهرة سابقًا والشيخ يوسف القرضاوى وروبرت مالى محامٍ أمريكى وحاليًا مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، وقد كان عرّاب العلاقة بين الجماعة وإسرائيل قبل ثورة يناير وسبب رئيسى لنجاح صفقة الإخوان مع الولاياتالمتحدة بعد نقلة لتعهدات الجماعة إلى الجانب الإسرائيلى، والشخص الخامس الدكتور جاسم السلطان المفكر والأديب القطرى. وتابع طارق: «داخل اللجنة المركزية التى كنت عضوًا بها فيما مضى نظمنا ورش عمل بالتنسيق مع رجال بالسفارة الأمريكية وقت أن كان مكتب الإرشاد بمنطقة المنيل، ولم تكن زيارات السفير الأمريكى ريتشاردونى تتوقف وكانت شبه شهرية وذلك لمعرفة فكر ومنهج الإخوان لرفع تقارير إلى واشنطن فيما بعد، وتم عمل تقرير بمعرفة رجال السفارة الأمريكية حول نشاط الإخوان ونتيجة الاتصالات ولم يخرج إلى النور حتى الآن وشملت خمس مراحل فى العلاقة بين الإخوان وبين الولاياتالمتحدة». وعن مراحل العلاقة ووصولها إلى صفقة انتخابات الرئاسة، يؤكد سعيد: «المرحلة الأولى كانت الاستكشاف ثم مرحلة الحوار فى الخفاء، وشملت لقاءات سرية وصفقات بعيدًا عن عيون أجهزة الأمن، والمرحلة الثالثة مرحلة الدور القطرى، والمرحلة الرابعة الحراك الإسلامى المعتدل، بينما المرحلة الخامسة هى الظهور، ولم يخرج هذا التقرير إلى النور سوى إلى شخص واحد وهو الكاتب والمحلل بكر أبوبكر وهو خليجى الجنسية ولم نتفاجأ باعتراف القيادى أشرف عبدالغفار بوجود تنسيق مسبق قبل الانتخابات الرئاسية بين الجماعة وبين الأمريكان لأن التنسيق كان موجودًا فيما مضى فقبل كل انتخابات برلمانية خاضتها الجماعة كانت تذهب للحصول على المباركة الأمريكية كونهم فصيلًا سياسيًا، وسبق أن طالبوا الولاياتالمتحدة من خلال سفارة القاهرة بضرورة التدخل ووقف المحاكمات العسكرية لقيادات التنظيم قبل ثورة يناير».