رشحت رواية "حدائق الذاكرة " للروائي محمد جمال الدين الصادرة عن مركز الحضارة العربية للنشر والابداع، لمسابقة الرواية العربية العالمية " البوكر " وجاءت الرواية ضمن ثلاث روايات قام مركز الحضارة بترشحيهم للمسابقة. حدائق الذاكرة من الروايات التي اهتمت بعوالم متشعبة من الحقيقة والخيال والموروث الشعبي الذي كثيرا مايطرح عوالم طازجة، رغم قدم الاحداث مع شخوص الرواية الذين يصاحبهم خط قدري، حيث تبدأ انكساراتهم مبكرا، فمنهم من تضربه أمواج الحياة العاتية فيعيش عالما بين عالمين، تظهر فكرة الموروث الصوفي عن المريد، ومايمكن أن يصنعه مع أتباعه، تتشعب بهم الأزمنة، لكن تبقي خصوصية المكان الذي حمل آلام وآمال شخوص الرواية، يتشابك ذلك مع التقلبات السياسية والأقتصادية والإجتماعية والفكرية التي صاحبت ظهور جماعات الإسلام السياسي، وما تأتي بعد ذلك من مقتل السادات علي أيديهم، وكيف ساهم عنف الأحداث في صمود أبطال الرواية ومواصلة دورهم في الحياة بكل أبعادها الإنسانية والفكرية والإجتماعية، ولكن يبقي للقدر الدور الأهم الذي يبدوا واضحا مع ظهور العرافة في أول الأحداث وفي آخرها، فتستمر الحياة رغم كل شيء بما تحمل من أمل جديد وتصورات جديدة، أو قناعات ظهرت إلي السطح، لكن يبقي الأهم أن أبطال الرواية لايجمعهم سوي ذاكرتهم الممتلئة بكل الإنسانيات الممكنة فتتخلص ذاكرتهم من أشواكها وهمومها، ولايبقي إلا حدائقها التي تمتد من داخلهم إلي الأفق فتعاود الحياة وثباتها وتستعد لتطرح الجديد وتستمر الرحلة. وتجدر الإشارة إلى أن الروائى محمد جمال الدين، أصدر عددا من الروايات والمجموعات القصصية، منها : مجموعة قصصية بعنوان " رائحة عجوز" والتى تم اختيارها بكليه دار العلوم لتدرس لطلبة الجامعة فى عام 2002 تاريخ صدورها، ومجموعة" الحياة فى أماكن الموتى "عام 2005، ومجموعة " قبل أن يرحل الملاك" فى 2008، وفى 2010 أصدر رواية " أجنحة تتوهم الصعود" والتى فازت بأفضل رواية فى مصر فى مسابقة دار التحرير، والتى تبعها بمجموعة " أحلام تستعد للغروب" فى العام 2012. وللروائى محمد جمال، مجموعة قصصية جديدة قيد الطبع بعنوان " بلا ضجيج" ويشغل جمال الدين ، رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة الفيوم.