*الرقابة الروسية تفرض حظرًا مؤقتًا على استيرادها من 4 محافظات بسبب الإصابة بأمراض العفن البنى والوردى والجرب المسحوقى كشف مصدر من داخل وزارة الزراعة عن أسباب إعلان روسيا فرض حظر مؤقت على استيراد البطاطس المصرية، وقال إن الدائرة الاتحادية لمراقبة الطب البيطرى والصحة النباتية الروسية فرضت قيودًا مؤقتة على استيراد البطاطس من 6 مناطق مصرية، تبين إصابة محصولها بأمراض العفن البنى والعفن الجاف، وعفن الساق السوداء، والعفن الوردى، وفيروس اصفرار الأوراق والجرب المسحوقى. وأضاف أن الدول المستوردة من أعضاء الاتحاد الأوروبى وروسيا قررت حظر استيراد البطاطس المصرية، بعد اكتشاف 5 حالات عفن بنى فى 5 شحنات، التى تسمى فى اللغة الحجرية «أكواد»، لافتًا إلى أن القرار الروسى سبقه قرار مماثل عام 2011 وتم إلغاؤه فى 2012، واعتبر أن السبب الرئيسى وراء القرار هذه المرة يتعلق باستيراد تقاوى بطاطس مصابة ب5 أمراض أواخر العام الماضى، موضحًا أن ذلك أثر على نوعية المحصول. وذكر المصدر أن المناطق الستة، التى حظرت روسيا استيراد البطاطس بمحافظات: المنوفية وكفر الشيخ والبحيرة والإسماعيلية، وبعد وقف تصدير محاصيل هذه المناطق المريضة، سيكون البديل هو طرحها فى الأسواق المحلية التى لا تخضع لأى رقابة تحمى المصريين من الحاصلات الزراعية المسمومة. ووفقًا لخبير الزراعة الدكتور نادر نورالدين، فإن هناك ما يقرب من 40 دولة أوروبية تحظر استيرداد البطاطس من مصر بسبب العفن البنى والأسود، لافتًا إلى أن المملكة المتحدة، وهى أكبر مستورد للبطاطس المصرية، قررت حظر استيراد البطاطس من مناطق محددة بسبب أمراض مثل العفن الوردى. وأشار إلى أن شحنات البطاطس المصرية التى اكتشفت فى الحجر الزراعى الروسى منذ أيام، تسربت نتيجة جلب بعض المستوردين لمحاصيل من حقول خارج مناطق التصدير المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبى وروسيا، والخالية من مرض العفن البنى، بغرض زيادة الربح، وهو ما يهدد تصدير المنتجات الزراعية. وفى سياق متصل، أكد محمد الوكيل أستاذ الأمراض النباتية بكلية الزراعة جامعة المنصورة، أن هذه الأمراض تفرز أنواعًا مختلفة من السموم تضر بصحة الإنسان، لافتًا إلى أن مرض العفن البنى الذى يصيب البطاطس يجعلها تتعفن، بينما مرض العفن الوردى يجعل الثمرة لونها أحمر أو ورديًا، والجرب المسحوقى هو نوع من الجرب يصيب قشرة البطاطس، وينقلها من الدرجة أولى إلى الدرجة ثالثة، وعندما يزيد ذلك المرض تصبح الثمرة غير صالحة للأكل، أما عن العفن الجاف فهو يجعل الثمرة تجف إلى أن تصبح كالمومياء، أما عفن الساق السوداء فيعنى تلف ساق الثمرة فتنتقل أمراضها إلى الأرض، مشيرًا إلى أن سعر البطاطس أصبح رخيصًا، وعدم توريدها إلى روسيا يزيد من الكميات المطروحة فى الأسواق. وقال «نورالدين» إن السبب وراء منع استيراد الاتحاد الأوروبى وروسيا للبطاطس، هو تخلى الدولة عن إنتاج واستيراد هذا المحصول، فأصبح خاضعًا لرغبات القطاع الخاص ومصالحه الشخصية، وهو ما أدى إلى استيراد التقاوى المصابة بالأمراض، التى تنتقل إلى التربة، وإزالة هذه الآثار يحتاج إلى جهد ومال كثيرين. ومن جانب آخر، يقول فريد واصل، نقيب عام الفلاحين والمنتجين الزراعيين إن وقف الاستيراد يكبد الفلاحين خسائر كبيرة، خاصة أن البطاطس سعرها الحالى فى الحقول 35 قرشًا للكيلو، بينما تكلفته الحقيقية على المزارع تبلغ جنيهًا ونصف الجنيه، وهو الأمر الذى يتكرر مع الموالح التى أدى وقف تصديرها إلى انخفاض سعرها إلى 50 قرشًا للكيلو فى الحدائق، فى حين يتكلف الكيلو جنيهًا واحدًا. وأكد أن هناك خمسة مصدرين ومسوقين يحتكرون سوق استيراد تقاوى البطاطس وتصدير المحصول إلى أوروبا، وهم السبب وراء الأزمة الحالية. وفى المقابل، أكد الدكتور أبوسريع محمود إسماعيل مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البنى التابع لقطاع الخدمات بوزارة الزراعة، أنه لا صحة لوقف روسيا استيراد البطاطس المصرية، بدعوى اكتشاف إصابات بالأمراض، مضيفًا أنه اتصل هاتفيًا بسفير مصر فى موسكو، الذى نفى نفيًا قاطعًا هذا الخبر، واصفًا إياه بالشائعة السلبية.