يستقبل ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة الجزائرية مباراة النسخة رقم 23 لبطولة كأس السوبر الإفريقى والتى تجمع الأهلى بطل كأس الكونفيدرالية بوفاق سطيفالجزائرى بطل دورى أبطال إفريقيا 2014.. المباراة تمثل اختبارًا صعبًا للمارد الأحمر الذى يسعى لإضافة لقبه السابع فى كأس السوبر وتدعيم رقمه القياسى فى البطولة السنوية، وكذا رقمه العالمى، الذى وصل إلى 20 بطولة قارية ودولية، بينما يرغب سطيف فى تذوق طعم لقب السوبر الإفريقى للمرة الأولى فى تاريخه. وقبل كل هذه الحسابات، فإن الأهم يظهر من استراتيجية الجانبين، فى التعامل مع مباراة كرة قدم، والتعلم من دروس الماضى الأليم، التى جعلت العلاقة بين البلدين الشقيقين متوترة للغاية، وبات أى لقاء رياضى بين ناد مصرى، وآخر جزائرى بمثابة حرب للكراهية، من دون مبرر حقيقى لصراع يفترض أنه دائمًا وأبدًا شريف. يدخل الأهلى المباراة فى ظل ظروف صعبة للغاية خلفها توقف النشاط الكروى فى مصر فى أعقاب حادث ملعب الدفاع الجوى، ورفض السلطات الأمنية حتى السماح للأهلى بخوض أى مباراة ودية قبل السفر للجزائر، وهو ما ترتب عليه اكتفاء المدير الفنى الإسبانى خوان كارلوس جاريدو بإجراء تقسيمة بين فريقين من اللاعبين فى التدريبات اليومية التى تم نقلها لملعب بتروسبورت بالتجمع الخامس لنفس الأسباب الأمنية.. ويعانى الأهلى من بعض الغيابات بسبب الإصابات أبرزها المهاجمان عمرو جمال ومحمد ناجى جدو، فيما لم يتحدد موقف المهاجم النيجيرى بيتر إيبيموبوى ولاعب الوسط محمد رزق من المشاركة فى المباراة على الرغم من سفرهما مع بعثة الفريق إلى الجزائر. وربما تمثل مباراة السوبر اختبارًا أخيرًا لجاريدو الذى فشل فى إقناع جماهير القلعة الحمراء برغم قيادته الأهلى للفوز بلقبى كأس السوبر المصرى على حساب الزمالك ثم كأس الكونفيدرالية الإفريقى.. لكن تراجع نتائج الأهلى فى الدورى قبل توقفه واكتفائه باحتلال المركز الثالث مفرطًا فى 21 نقطة كاملة بالدور الأول للمسابقة وضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل الإسبانى مع القلعة الحمراء. على الجانب الآخر يدخل وفاق سطيف المباراة منتشيًا بفوزه الأخير فى الدورى على شبيبة الساوره بثلاثية ليعتلى الفريق قمة المسابقة الوطنية للمحترفين برصيد 35 نقطة بعد 20 مباراة مناصفة مع فريق مولودية بجاية. سطيف حقق 9 انتصارات و8 تعادلات و3 هزائم فى مبارياته العشرين بالدورى ليشارك مولودية بجاية القمة وأن تأخر عنه بفارق الأهداف. مدرب سطيف خير الدين مضوى والمتوج بلقب دورى الأبطال مع فريقه أكد جاهزية جميع لاعبيه، خاصة الثلاثى الهادى بلعميرى وأحمد قاسمى اللذين غابا عن مباراة الفريق الأخيرة بالدورى، ولاعب وسط إفريقيا المحترف أودى داجولو الذى أصيب فى مباراة الساوره لكنه تماثل للشفاء. وعبر مضوى عن سعيه لقيادة سطيف نحو لقبه الأول فى كأس السوبر خاصة أن المباراة هى الأولى لهذه البطولة التى تقام فى الجزائر. المباراة تنطلق فى الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة على ملعب مصطفى تشاكر فى مدينة البليدة بعدما رفض الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) إقامتها فى مدينة سطيف لبعدها عن العاصمة الجزائر وعدم وجود مطار بها، كما رفض إقامتها بملعب 5 يوليو بالعاصمة والذى تم إغلاقه عقب مقتل الكاميرونى ألبرت إيبوسى لاعب شبيبة القبائل العام الماضى.. ويدير المباراة الحكم الإيفوارى نوماندييه دويه الذى يقود مباراة كأس السوبر تحكيميًا للعام الثانى على التوالى بعد أن أدار مباراة العام الماضى بين الأهلى والصفاقسى التونسى والتى انتهت بفوز الفارس الأحمر بثلاثة أهداف لهدفين وتتويجه بلقبه السادس فى البطولة. يذكر أن المواجهة هى الثانية التى تجمع الأهلى بوفاق سطيف بعد أن التقيا من قبل فى نصف نهائى دورى الأبطال عام 1988، وقتها فاز سطيف ذهابًا بهدفين دون مقابل قبل أن يفوز الأهلى إيابًا بالنتيجة ذاتها، لكن ركلات الترجيح ابتسمت لسطيف الذى واصل مشواره ليحقق اللقب وقتها للمرة الأولى فى تاريخه. بطولة كأس السوبر انطلقت للمرة الأولى عام 1993 فى أبيدجان وتوج بها أفريكا سبور الإيفوارى على حساب الوداد البيضاوى المغربى. وعبر 22 نسخة سابقة للبطولة يعتلى الأهلى قمة الفائزين بها بواقع ستة ألقاب مقابل ثلاثة للزمالك، بينما حققتها أندية النجم الساحلى التونسى وأنيمبا النيجيرى ومازيمبى الكونغولى مرتين، وتوج بلقب واحد كل من الترجى التونسى وأفريكا سبور وأسيك الإيفواريين والرجاء البيضاوى والمغرب الفاسى المغربيين وهارتس أوف أوك الغانى وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقى.