*القوى السياسية تدشن حملة «مش عايزينك» وتجمع توقيعات الأهالى لإجباره على الانسحاب *حزب الدستور يعتبره الأقرب للفوز و«النور» يصفه ب«الفاسد» ومحافظ المنوفية يطالبه بالتراجع كشفت مصادر مقربة من رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم السابق فى الحزب الوطنى المنحل، عن عقده سلسلة من الاجتماعات لتأسيس تحالف انتخابى جديد يحمل اسم «جبهة المستقلين»، موضحة أن «عز اجتمع فى منزله بمدينة السادات بالمنوفية مع 100 مرشح من أنصار الحزب المُنحل، وعرض عليهم فكرة تأسيس جبهة جديدة، تعمل خلال مرحلة الانتخابات، وتحت قبة البرلمان، كما أبلغهم بأنه اختار لها اسم «جبهة المستقلين». ووصفت المصادر الجبهة الجديدة بأنها ستكون بمثابة «تجمع لذئاب الوطنى»، لأنها تضم كبار «الوطنى»، والمحرضين والداعمين له، مؤكدة أن عز عرض على المشاركين فى الاجتماع دعم التحالف بمبلغ 5 ملايين جنيه، لكل مرشح، مع رصد 100 مليون جنيه كحد أدنى لحملته الانتخابية فى دائرة السادات. وعلى صعيد الحملة الانتخابية لقيادى الوطنى السابق، قالت المصادر إنه يعتمد فى إدارة الحملة على ذراعه الأيمن فى شركاته، صلاح المقدم، بالإضافة لمدير مصنع سيراميك الجوهرة، إيهاب بكار، وكلاهما يدير جمعيات خيرية تابعة له، تختص خلال الفترة الأخيرة بتوزيع «بطاطين» على أهالى الدائرة، ونشاطها يلقى رواجًا ملحوظًا من خلال الطوابير التى تصطف أمام الجمعية، للحصول على تلك «البطاطين» بأسعار رمزية. وأشارت المصادر إلى أن حملة عز لجأت إلى حيلة ترويجية جديدة لدعم مرشحها، تمثلت فى دعم الأسمدة التى تُقدم لفلاحى «السادات» فى قرى «الخطاطبة البلد - الأخماس - والطراينة - كفر داود - أبو نشابة - السلام» والعزب التابعة لها، وتوصيلها بسيارات النقل الثقيل إلى القرى والعزب مجانًا، كما بدأ فى تجهيز أتوبيسات سياحية لنقل طلاب مركز ومدينة السادات إلى جامعتى المنوفية والسادات، ذهابًا وإيابًا، ما من شأنه إضعاف موقف منافسه شريف عفيفى، صاحب مصانع «سيراميكا بريما»، الذى رصد لحملته 40 مليون جنيه فقط. وفى المقابل، قال أحمد قاسم، مسئول العمل الجماهيرى بحزب الدستور، وأحد أهالى مركز السادات، إن فوز أحمد عز بالمقعد البرلمانى أمر شبه محسوم، بغض النظر عن دوره السياسى قبل ثورة 25 يناير، حيث دأب الرجل على شراء ود الأهالى بتقديم الخدمات والمزايا العديدة، فهو يوفر الدروس الخصوصية لأبناء أهالى الدائرة فى 3 مواد مختلفة، ويقوم أولياء الأمور باختيار تلك المواد والمعلم الذى يرغبون فيه، دون أن يتحملوا أى مقابل، كما نظم حملة أسماها «ابنى بيتك»، ومن خلالها قدّم مئات الأطنان من الحديد عبر شركته الخاصة إلى أهالى الدائرة بأسعار مُخفّضة عن السوق. وأكد أن ترشح عز قضى على آمال كثير من الشرفاء ممن كانوا يريدون الترشح للبرلمان المرتقب، لأن فرصهم فى الفوز أصبحت معدومة، لعلمهم أن الرجل ينفق أموالاً باهظة فى الدعاية الانتخابية، بشكل يجعل من منافسته أمرًا صعبًا. وعلى صعيد مختلف، أثار ترشح «عز» للانتخابات البرلمانية موجة شديدة من الانتقادات والسُخط من جانب القوى والحركات والائتلافات السياسية بمحافظة المنوفية، وقام العشرات من أبناء دائرة السادات بتنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة شبين الكوم الأحد الماضى، رافعين لافتات تحمل شعارات «الثورة كانت ضد عز - اللى خربو البلد - لا للفلول»، مُطالبين برفض أوراق ترشحه، لفقده شرط حسن السمعة، بسبب الاتهامات التى يواجهها فى عدد من قضايا غسل الأموال والكسب غير المشروع والاستيلاء على المال العام، وأعلن المرشحون المنافسون عن نيتهم لتقديم طعون على ترشحه، بعد الانتهاء من فترة تلقى أوراق الترشح الرسمية، وفتح باب الطعون بمحكمة شبين الكوم الابتدائية. والوقفة التى نظمها النشطاء أمام محكمة شبين الكوم، أعقبها تدشين القوى السياسية بمدينة السادات لحملة «مش عايزينك»، رفضًا لوجود «عز» كمرشح عن المدينة، على غرار حملة تمرُد، وأرفقوا فيها عدة أسباب لجمع توقيعات الأهالى على تلك الاستمارة، منها التذكير بفساده السياسى واحتكاره للحديد ومشاركته فى تشريع قوانين تحمى الفاسدين، وانتشار الواسطة والنهب والسرقة، وتهديده لمصالح الأمن القومى، وقال «سعيد حلمى» أحد المنظمين للحملة: إن الهدف منها هو تشكيل ظهير شعبى يمكن البناء عليه للضغط على «عز» وإجباره على الانسحاب من سباق الانتخابات. وفى السياق ذاته قال «هيثم الشرابى»، أمين حزب التجمع بالمنوفية، إن ترشح «عز» هو مناورة سياسية، والهدف منها إجبار الدولة على إغماض أعينها عن القضايا العديدة التى يُحاكم فيها أمام القضاء، إضافة إلى سعيه لاستعادة نفوذه، ووجه «الشرابى» دعوته لرجال الأعمال وشباب القوى الثورية ب«السادات»، لتنظيم حملات توعوية للأهالى لمنعهم من التصويت له، والتأكيد على دوره فى إفساد الحياة السياسية خلال الفترة الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وفى هذا السياق أعرب، طارق الحداد، رئيس جمعية حقوق الإنسان بالمنوفية، عن رصده لموجة غضب شعبى واسعة بالمحافظة بعد ترشح «عز»، وطالب الدولة باستخدام نفوذها وقوانينها لإزاحته، منعًا لتكدير الساحة السياسية. حزب النور السلفى كان له نصيب من حملة الرفض لترشح «عز» وهو ما أعلن عنه المهندس أسامة عبدالمنصف، أمين الحزب بمحافظة المنوفية، وقال إنه يرفض ترشح أحمد عز، ووصفه ب «الفاسد» الذى نكّل بمصر فى فترة تواجده ضمن قيادات الحزب الوطنى المُنحل، وساهم بشكلٍ كبير فى إفساد المشهد السياسى من خلال تزوير الانتخابات، لافتًا إلى مراهنته على وعى المصريين عامة وأهالى دائرة السادات بوجهٍ خاص، لمنع تلك الوجوه من الظهور مرة أخرى. الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية الجديد، قال مُوجهًا حديثه إلى «عز»: «أنا كمواطن بقولك مينفعش تدخل تانى»، وأضاف: «إذا هربت من الأسد فلا تبغى صيده»، مشيرًا إلى أن «عز» نجا من مصاعب وملاحقات عديدة، ليكون حرًا مرة أخرى، وعليه عدم مجابهة الدولة، خاصة وأنه لا يملك رصيدًا لترشحه، وكل خدماته لأهالى دائرته، أخذ مقابلها الكثير. وأضاف «عبدالباسط»: توليت رئاسة جهاز مدينة السادات ل 7 سنوات كاملة، وكنت أعلم أن أحمد عز يسيطر على مقاليد الأمور فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وفى الانتخابات المحلية بمدينة السادات، كان «عز» يحدد رئيس المجلس المحلى ونائبه بالاسم قبل نجاحهما، بما يؤكد أن هناك ألعابًا غير نظيفة تتم فى الخفاء.