ارتفاع حصيلة ضحايا حريق هونج كونج إلى 44 قتيلا واعتقال 3 مشتبه بهم    الأرجنتين ترشح رافائيل جروسى لمنصب الأمين العام العاشر للأمم المتحدة    ترامب: هجوم واشنطن عمل إرهابي والمهاجم أفغاني دخل البلاد في عهد بايدن    محمد ياسين يكتب: يا وزير التربية    السيطرة على حريق شب في مقلب قمامة بالوايلي    حبس سائق ميكروباص سرق 450 جنيهًا من راكبة بدائري السلام    د. إيناس جلال تكتب: «الظاهرة»    عصام عطية يكتب: «دولة التلاوة».. صوت الخشوع    فانس يوضح الاستنتاجات الأمريكية من العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مقترح إسرائيلي مهين للإفراج عن مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح    وسائل إعلام: منفذ الهجوم في واشنطن مواطن أفغاني    حجز سائق اغتصب سيدة داخل سيارة ميكروباص أعلى دائري السلام    تفاؤل وكلمات مثيرة عن الطموح، آخر فيديو للإعلامية هبة الزياد قبل رحيلها المفاجئ    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    زكريا أبوحرام يكتب: أسئلة مشروعة    رسميًا خلال أيام.... صرف معاشات شهر ديسمبر 2025    المصل واللقاح: فيروس الإنفلونزا هذا العام من بين الأسوأ    علامات تؤكد أن طفلك يشبع من الرضاعة الطبيعية    أستاذة آثار يونانية: الأبواب والنوافذ في مقابر الإسكندرية جسر بين الأحياء والأجداد    مشاركة تاريخية قادها السيسي| «النواب 2025».. المصريون يختارون «الديمقراطية»    اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    اجواء خريفية.....حاله الطقس المتوقعه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    الحماية من الإنفلونزا الموسمية وطرق الوقاية الفعّالة مع انتشار الفيروس    حملات مكثفة لرفع المخلفات بالشوارع والتفتيش على تراخيص محال العلافة بالقصير والغردقة    إعلام أمريكي: مطلق النار على جنديي الحرس الوطني مواطن أفغاني    دفاع البلوجر أم مكة: تم الإفراج عنها وهي في طريقها لبيتها وأسرتها    برنامج ورش فنية وحرفية لشباب سيناء في الأسبوع الثقافي بالعريش    مدارس النيل: زودنا مدارسنا بإشراف وكاميرات مراقبة متطورة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    هل هناك جزء ثاني من مسلسل "كارثة طبيعية"؟.. مخرج العمل يجيب    عادل حقي: "بابا" أغنية عالمية تحولت إلى فولكلور.. والهضبة طلب مني المزمار والربابة    وفاء حامد: ديسمبر حافل بالنجاحات لمواليد السرطان رغم الضغوط والمسؤوليات    أتالانتا يضرب بقوة بثلاثية في شباك فرانكفورت    ارتفاع البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق    الرئيس السيسي: يجب إتمام انتخابات مجلس النواب بما يتماشى مع رغبة الشعب    مدير الFBI: حادث استهداف الحرس الوطني تهديد للأمن القومي وترامب على اطلاع كامل بالتفاصيل    4 أرقام كارثية تطارد ليفربول في ليلة السقوط المدوي بدوري الأبطال    فيتينيا يقود باريس سان جيرمان لمهرجان أهداف أمام توتنهام    ماذا قدمت منظومة التأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات؟    جيش الاحتلال يتجه لفرض قيود صارمة على استخدام الهواتف المحمولة لكبار الضباط    وكيل زراعة الغربية يتابع منظومة صرف الأسمدة ويؤكد: دعم المزارعين أولوية    أتلتيكو مدريد يقتنص فوزا قاتلا أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال    بسبب المصري.. بيراميدز يُعدّل موعد مرانه الأساسي استعدادًا لمواجهة باور ديناموز    ريال مدريد يكتسح أولمبياكوس برباعية في دوري أبطال أوروبا    آرسنال يحسم قمة دوري الأبطال بثلاثية أمام بايرن ميونخ    عبد الله جمال: أحمد عادل عبد المنعم بيشجعنى وبينصحنى.. والشناوى الأفضل    ضبط صاحب معرض سيارات لاتهامه بالاعتداء على فتاة من ذوي الهمم بطوخ    مصر للطيران تطلق أولى رحلاتها المباشرة بين الإسكندرية وبني غازي    إعلان نتائج "المعرض المحلي للعلوم والهندسة ISEF Fayoum 2026"    رسائل الرئيس الأبرز، تفاصيل حضور السيسي اختبارات كشف الهيئة للمُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    انقطاع المياه عن بعض قرى مركز ومدينة المنزلة بالدقهلية.. السبت المقبل    كلية الحقوق بجامعة أسيوط تنظم ورشة تدريبية بعنوان "مكافحة العنف ضد المرأة"    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    السكة الحديد: إنشاء خطوط جديدة كممرات لوجيستية تربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجع المسكوت عنه دائماً 4حكايات من دفترزنى المحارم
نشر في الصباح يوم 08 - 02 - 2015

*زينة فتاة عشرينية يصر والدها على التحرش بها ولما منعته حبسها ومنع عنها المصروف
*زينب صعيدية عمرها 12 عامًا استغل عمها وفاة والدها واعتدى عليها 4 مرات
*خال فاتن اعتاد استدراجها وهى فى العاشرة بالحلوى واعتدى عليها فى الزريبة المقابلة لمنزلها
*ناهد ظل شقيقها يعاشرها حتى حملت منه فقررت الهرب من الصعيد إلى القاهرة
*دراسة المجدوب: جرائم زنا المحارم منتشرة فى العشوائيات بسبب «أزمة السكن» وضيق المنازل
*أستاذ علم الاجتماع: مشاهدة الأطفال العلاقة الجنسية بين الوالدين يدفعهم للتقليد.. والملابس الخفيفة تثير الغريزة
«بابا بعد ما كان بيضحى عشانى.. ضحى بيا»،» عمى بدل ما يحمينى وبابا مسافر كان بيغتصبنى»، «خالى كان بيقولى وأنا صغيرة هجيبلك حاجة حلوة ويعتدى عليا»، « أخويا فضل يعاشرنى لحد ما حملت منه».. قد تكون تلك العبارات مجرد كلمات على الورق، لكنها فى الواقع صرخات يصم المجتمع آذانه عن سماعها، ويغمض عيونه عن النظر لاستغاثة هؤلاء الفتيات، فلا يجدن من ينتشلهن من الضياع، فتيات ونساء وقعن ضحية لزنا المحارم، وإن اختلفت القصص والروايات بين من وقعن ضحية لتلك الجرائم، ما بين قبول الزنا طواعية أو بالإجبار، إلا أنها تظل كبيرة من الكبائر التى يصعب علينا تصديقها، خاصة فى مجتمع شرقى محافظ، معروف عنه أنه - متدين بطبعه - فبدلًا من أن يصون الرجل عرضه، أصبح هو المنتهك لحرمته، لتصبح المرأة وأحيانًا الطفلة إما كارهة لنفسها وجسدها أو تحمل من أحد محارمها سفاحًا ليلاحقها العار طيلة عمرها.
«الصباح» تفتح ملف زنا المحارم وتستمع إلى قصص ضحايا تم الاعتداء عليهن من محارمهن لتترك لهم المجال للإفصاح عن آلامهن ونفسح لصرخاتهن المكتومة الانطلاق لتكون بمثابة ناقوس الخطر يدق للمجتمع حتى نتصدى لمثل هذه الظاهرة.
الصرخة الأولى
فتاة فى العشرينيات من عمرها تدعى زينة، خرجت الكلمات من بين شفتيها وكأنها السكين التى تشق جسدها، لتحكى لنا عن مأساتها مع أبيها، حيث كانت ترى دائمًا الخلافات بين أبيها وأمها الأمر الذى أدى إلى طلاقهم مرتين دون رجعة، وكانت دائمًا ما تحاول الإصلاح بينهما وتحمل مسئولية المنزل هى وشقيقتها الصغرى، أما الأب فهى كانت الابنة المقربة منه جدًا ولا تعتبره أبًا فحسب بل كانت ترى فيه خير صديق فى ظل غياب حنان أمها، ولكنه كثيرًا ما كان يلامسها بطريقة غريبة ويتحرش بها بشكل يثير دهشتها ومخاوفها فى آن واحد وبعد طلاق والدتها أصبحت الأمور واضحة وزادت أفعاله الغريبة معها، الأمر الذى جعلها تصارحه بشكل مباشر وكان الرد عليها حينها: أنا أبوكى ومن حقى أهزر معاكى زى ما أنا عايز»!
تقول زينة: «على الرغم من أن أبى ربانا أنا وشقيقتى على عدم السلام على أى رجل باليد، وأن نضع حدودًا فى تعاملاتنا مع الذكور، وتحمل الكثير من الأعباء لأجلنا، إلا أن طريقته فى التحرش بى زادت عن حدها كثيرًا فقررت أن أتمنع وأصده فكان رده حرمانى من المصروف وتهديدى بإخراجى من المدرسة وتعنيفى لأتفه الأسباب، الأمر الذى جعلنى أرضخ لطلباته وشهواته.
تذكر زينة أنها فى إحدى المرات وجدت بعض المواقع الإباحية مفتوحة على جهاز الكمبيوتر قبل طلاق والدتها الأمر الذى صعقها وجعلها تفكر فى أختها الصغيرة ووالدتها والتى سرعان ما استبعدتهما تمامًا لأنهما لا تجيدان استخدام الإنترنت من الأساس، وعلمت أنه لا يوجد سوى والدها من يفعل ذلك، ثم يتقرب منها ويتحرش بها.
وتقول زينة: «كثيرًا ما كان يفتح على باب الحمام أثناء استحمامى وقال لى «الباب ده مش هيتقفل تانى»، وفى إحدى المرات قررت والدتى وأختى السفر وطلبت أن أذهب معهما خوفًا منه فمنعنى لينفرد بى وبالفعل قام بهتك عرضى يومها».
وعند سؤالها عن سبب عدم إفصاحها لوالدتها بما يفعل كان ردها هو أنها طيلة عمرها تخشى الحديث مع والدتها ولم تشعر مطلقًا بحنانها، ففى وقت من الأوقات طلبت من والدتها أن ترتمى فى حضنها، ففعلت ذلك ل 5 دقائق ثم دفعتها بعيدًا قائلة: «أنا تعبت بطلى دلع وامشى سيبينى أتخمد»، وعلى الرغم من خوفها على شقيقتها الصغرى من أن تلقى نفس مصيرها، هربت من المنزل لتعيش فى إحدى دور الرعاية.
الصرخة الثانية
طفلة لم تتخط ال 12 عامًا تدعى زينب، من إحدى قرى الصعيد، والمجرم فى قصتها كان عمها الذى حل مكان الأب المتوفى، لكنه استغل غياب الأب وكان يعتدى جنسيًا على ابنة أخيه، وحدث ذلك كما تروى الصغيرة التى بدت عليها علامات الخوف والخجل أكثر من 4 مرات، وهو ما جعلها من شدة الضيق تذهب للبوح عما حدث لأمها، وعندما فضحت والدتها الأمر وواجهته هددها جد وجدة الفتاة بإلقائها من أعلى الجبل، وكانت والدتها تتلقى الإهانة والضرب كلما حاولت الدفاع عن ابنتها، بينما كان العم والجميع يكذب الفتاة والأم ولا يصدقون روايتهم عن العم الذئب، حتى هربت الفتاة من المنزل وذهبت إلى إحدى دور الرعاية ليقوم مسئولو الدار بتحرير محضر بالواقعة، وتأجير شقة للفتاة وأمها للمكوث بها لحين انتهاء القضية أو صدور حكم ضد العم منتهك عرض ابنة شقيقه الصغيرة.
الصرخة الثالثة
تعلن عن آلام مرت بها فتاة عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، لكن لم تروها أو تبوح بها فاتن إلا عندما بلغت الحادية والعشرين من عمرها وكأن الواقعة حدثت بالأمس فقط.
بمجرد سؤالها عما حدث لها، امتلأت عيناها بالدموع واعتلى وجهها ابتسامة صغيرة ساخرة من المجتمع ومما تعرضت له، تحكى فاتن مأساتها فتقول: كنت طفلة شقية أحب اللهو والضحك والألعاب المختلفة، وكان منزل خالى يقع أمام منزلنا مباشرة، فى قرية من القرى المصرية، حيث البيوت المتلاصقة والمواشى والعائلات التى يعرف كل منهم الآخر عز المعرفة، كان خالى يستدرجنى بإيهامى أنه سيعطينى اللعبة التى أحبها أو عروسة من التى أردت شراءها دوما ويأخذنى إلى زريبة منزلهم ويعتدى على مرارًا وتكرارًا، فتارة يغرينى بالحلوى، وتارة بألعاب الأطفال وفى كل مرة كان يستدرجنى للاعتداء على، وإلى الآن لم أفصح لوالدتى بما حدث لى وأنا صغيرة فبماذا سأخبرها؟ أن شقيقها ذئب ينهش جسد ابنتها؟!
تتابع قصتها: كلما تخيلت وجه أمى إذا ذهبت إلى طبيبة وافتضح أمرى، تتثاقل الكلمات ولا تخرج منى أبدًا، أعيش الآن دون أن أعرف معنى للفرحة، فكلما مرت على لحظة واحدة لأضحك فيها أقول فى نفسى معاتبة إياها: «وليكى نفس تفرحى ولا تضحكى»، أصبحت فى نظر نفسى إنسانة بشعة غير طاهرة، ليست مثل باقى البنات، عندما سمحت لخالى بهتك عرضى وإفقادى شرف عائلتى بالكامل لكنى لا أعرف أين أذهب ولا لمن أحكى قصتى ليساعدنى؟!
الصرخة الرابعة
تأتى من إحدى النجوع المصرية الصعيدية، (ناهد.م) تبلغ من العمر 16 عامًا وتروى قصتها قائلة: كان أخى يعتدى على بوحشية، وظل هكذا طيلة 4 أعوام، منذ أن كان عمرى 12 عامًا، حتى حملت منه سفاحًا عندما بلغت الخامسة عشرة.. كنت مغلولة الأيدى لا أدرى كيف أواجه المجتمع بما فعله أخى بى، ومن سيصدقنى أن من فى بطنى هو نتاج ما فعله أخى بى.. خفت من مواجهة مجتمعنا الصعيدى الذى يرى أن الذكور بلا خطيئة بفضيحتى فمن الممكن أن يقتلنى أهلى لغسل عارى، فقررت الفرار بعيدًا عن قريتى والنوم على الأرصفة فى الشوارع أيامًا وليالى فى عز الشتاء القارس وفى بطنى الجنين، حتى ساعدتنى إحدى دور الرعاية واستضافتنى فى محافظة الإسكندرية وقامت بتحرير محضر بما حدث لى.
ناهد على وشك الزواج من أحد العاملين بمؤسسة قريبة من الدار، بعد أن علم ما تعرضت به وتعاطف معها وقرر الزواج منها.. لكن من سيتعاطف مع عشرات الحالات ممن تعرضن لمثل هذه الجرائم؟ سؤال نتركه للمجتمع.
بالإضافة إلى كل هذه الصرخات المكتومة، هناك الكثير من الحالات التى تم الإبلاغ عنها أو تم إلقاء القبض على الجناة فيها فربما كن هؤلاء الضحايا قد أرغمن على زنا المحارم لكن هناك من يمارسنه طواعية، من أبرز هؤلاء عاطل يدعى (ياسر.أ) يعرض زوجته وشقيقته وابنة زوجته لراغبى المتعة فى منطقة فيصل بالجيزة، بالإضافة إلى اعتراف الطفلة 10 سنوات بأن زوج والدتها قام بالاعتداء عليها، كما أن والدتها كانت تجبرها على ذلك معه ومع آخرين مقابل مبالغ مادية.
كما تم ضبط أيضًا مجموعة من أفراد أسرة واحدة فى الجيزة يمارسون زنا المحارم، حيث يجتمع الأخ مع شقيقته، والزوج مع ابنة الأخ وأمام تحقيقات النيابة كانت ردودهم أن ذلك كان بالتراضى فيما بينهم ولم يتم إجبار أى منهم على شىء.
(كريم.م) أقام دعوة زنا أمام محكمة الأسرة ضد زوجته (سميرة.م) وطالب بمحاكمتها بما فعلته من خيانة، حيث فوجئ عند عودته من عمله مبكرًا بوجودها فى الفراش مع شقيقها وشقيقتها الصغرى.
أما عن آخر جرائم زنى المحارم فكانت من نصيب محافظة المنيا، حيث حملت (ق.ج) 16 عامًا، سفاحًا من عمها، الأمر الذى جعل شقيقها الأكبر ( خ.ج) 18 عامًا يقوم بطعنها برقبتها حتى لقت مصرعها، حيث علم عندما بدأت علامات الحمل تظهر عليها لكنه ظن فى البداية أنها نزلة برد أو شىء ما، وعندما أجبرها على الاعتراف كانت الصدمة أنه عمها فلم يشعر بنفسه إلا وهى غارقة فى دمائها.
عشرات وربما المئات من الحالات والجرائم التى تملأ صفحات الجرائد والمجلات وجميع وسائل الإعلام بشكل غير معهود فى المجتمع المصرى تفتح الباب للتساؤل حول كيف انتشرت الظاهرة ولماذا لا نواجهها؟.
يقول الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ علم الاجتماع، أنه لا يمكن إطلاق كلمة ظاهرة على جرائم زنا المحارم لأنها حتى وإن انتشرت فممارستها تتم على نطاق محدود ولا يتم ممارستها فى كل بيت حتى يتم تسميتها بالظاهرة، أما عن الأسباب فيقول عبد المحسن: هناك أسباب أخلاقية وأسباب اجتماعية فمثلا مشاهدة الأبناء للأب والأم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية إذا كانوا ينامون معهم فى نفس الغرفة يجعلهم يقلدونهم، وقال: إن من بين الأسباب ارتداء أفراد الأسرة للملابس الخفيفة أو العارية بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى الأفلام ووسائل الإعلام التى تعرض ما يثير النواحى الجنسية، بالإضافة إلى الفقر والبطالة والإدمان وهى عوامل أخرى تتسبب فى جرائم زنا المحارم.
يُذكر أنه بحسب تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات فإن 33 فى المائة من الأسر المصرية بمتوسط 7 أفراد يقيمون فى غرفة واحدة.
و قد أكد د. أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى كتابه زنا المحارم «أن 24 فى المائة ممن ارتكبوا جرائم زنا المحارم من الطلبة، و25 فى المائة منهم من العاطلين، والحرفيون لم تزد نسبتهم عن 5.2 فى المائة، والمهنيون 5.8 فى المائة، والتجار 10 فى المائة، أما الموظفون فتصل نسبتهم إلى 11 فى المائة».
وأشار فى كتابه إلى أن معظم مرتكبى جرائم الزنا تشابهت ظروفهم الاجتماعية، فغالبيتهم غير متزوجين ولا يعملون، وبالتالى فإنهم يقضون فى البيت وقتا أطول مما يقضيه العاملون، ويعيشون فى أسر فقيرة مما يجعل إقدامهم على ممارسة الزنا أمرًا متوقعًا، كما أن بنسبة 75 فى المائة تتمثل فى علاقة الأب مع ابنته فى حين تندر علاقة الأم بالابن.
وأرجع أسباب تفشى جرائم زنا المحارم فى مناطق العشوائيات إلى عدة عوامل أهمها العوامل الاقتصادية، وتتضمن «أزمة السكن» فالأسر الفقيرة تضطر إلى السكن فى مساكن ضيقة تتكون من غرفة أو اثنتين يحتشد فيها عدد من الأفراد ما بين خمسة إلى سبعة، فتنعدم الخصوصية وعادة ما تكون دورة المياه مشتركة بين عدد من الأسر مما يسهم فى إضعاف الشعور بالحياء لدى ساكنيها نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم فى أوضاع تنطوى على الإثارة الجنسية.
بينما قامت د. منى عادل رءوف، حاصلة على ماجيستير فى علم الاجتماع، بتقسيم زنا المحارم إلى ثلاثة أنماط، أولها النمط الغاضب حيث تكون هناك مشاعر غضب من الضحية تجاه الجانى، وهذا يحدث حين تكون الضحية قد أجبرت تمامًا على هذا الفعل دون أن يكون لديها أى قدرة على الاختيار أو المقاومة أو الرفض، ومن هنا تحمل الضحية مشاعر الغضب والرغبة فى الانتقام من الجانى، أما النمط الثانى فهو النمط الحزين وفى هذه الحالة نجد أن الضحية تشعر بأنها مسئولة عما حدث، إما بتهيئتها له أو عدم رفضها، أو عدم إبداء المقاومة المطلوبة، أو أنها حاولت الاستفادة من هذا الوضع بالحصول على الهدايا والأموال أو بأن تتبوء مكانة خاصة فى الأسرة باستحواذها على الأب أو الأخ الأكبر، وهنا تشعر بالذنب ويتوجه عدوانها نحو ذاتها، وربما تقوم بمحاولات لإيذاء الذات كأن تحدث جروحًا أو خدوشًا فى أماكن مختلفة من جسدها، أو تحاول الانتحار من وقت لآخر أو تتمنى الموت على الأقل، وتكون لديها كراهية شديدة لنفسها، أما النمط الثالث فهو الذى يختلط فيه النمطان السابقان ببعضهما.
أما جيهان المقدم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فتشير إلى أنه لا بد بالرجوع إلى الدين مرة أخرى، ويجب على وسائل الإعلام توعية الناس، ونشر المعانى السامية والدينية الطاهرة للتصدى لمثل تلك الظواهر القادمة من الغرب
والتى يقومون بنشرها بشكل مخطط ومنظم من أجل تدمير المجتمع الشرقى وعقائده الدينية الراسخة مثل علاقة الأب بابنته وعلاقة الابن بوالدته وكل تلك المعانى السامية يودون زعزعتها، فلا بد من العودة للدين ولصحيحه مرة أخرى.
وعن دور الدولة فى حماية من يتعرضن لتلك الانتهاكات تقول سلمى ثابت، أخصائية اجتماعية فى أحد دور رعاية وتأهيل النساء، أن الدولة للأسف لا تقوم بحماية من يتعرضن للاغتصاب أو الاعتداء خاصة إن كانوا من الأهل أو حملوا سفاحًا، فما يفعله الظابط المحرر للمحضر دائمًا هو تحويل الضحية إلى أحد دور الرعاية، وإن كانت لديها طفل يأمر بوضعه فى أحد دور الأيتام، وفى تلك الحالة تحرم الأم من ابنتها أو ابنها ويزداد الأمر صعوبة عليها، حتى إنها فى إحدى المرات حاولت عمل استثناء لطفل ليبقى مع والدته فى الدار ولأنها دار مخصصة للبنات، لم يتم الموافقه عليه، حتى إن الدار تكلفت بإيجار شقة للسيدة وابنها حتى تبقى معه، ولكنها تكلفة صعبة عليها لأنها تعتمد على التبرعات، ولن تستطيع فعل ذلك مع كل حالة يقابلها.
أما د. ماجدة العادلى، مديرة بأحد مراكز الرعاية، فتقول إن الدولة لا تحمى أحدًا، فهى تعتمد على آلية تحرير المحضر فقط لا غير وانتظار الإجراءات القانونية، بالإضافة إلى الكثير من الفتيات والنساء اللاتى يتعرضن يوميًا للانتهاك ويخشون البوح لما قد يلقونه من تكذيب أو إهانة أو نظرة دونية من المجتمع، أو يخشون الانتهاك مرة أخرى لأنهن أصبحن فريسة سهلة، خاصة أن من انتهك عرضهن كان هو الموكل بحمايتهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.