وزارة الدفاع الليبية تعلن السيطرة على كامل منطقة أبوسليم جنوب طرابلس    رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء يفصل موظفين لاستغلال الوظيفة والتلاعب بالبيانات    «الاتصالات» تطلق برنامج التدريب الصيفي لطلاب الجامعات 2025    عيار 21 يعود لسابق عهده.. انخفاض كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء بالصاغة    أديب عن انقطاع الكهرباء مع ارتفاع الحرارة: "تخفيف أحمال" أم "حوادث متفرقة"؟    الدولار ب50.45 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 13-5-2025    تفاصيل.. مؤتمر الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة في نسخته الرابعة    بعد استلام ألكسندر.. هل تواصل إسرائيل خططها لتصعيد هجومها في غزة؟    ترامب: نصدق كلام الحوثيين بشأن التوقف عن استهدافنا    محمود بسيوني حكما لمباراة سيراميكا كليوباترا والأهلي.. مثل الدور الأول    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    حبس لص الدراجات النارية بالبساتين    مواعيد أهم مباريات اليوم الثلاثاء في جميع البطولات والقنوات الناقلة    ما هي أهداف زيارة ترامب إلى الرياض ودول الخليج؟    رعب أمام المدارس في الفيوم.. شاب يهدد الطالبات بصاعق كهربائي.. والأهالي يطالبون بتدخل عاجل    دي ناس مريضة، مصطفى كامل يرد على اتهامه باقتباس لحن أغنية "هيجي لي موجوع"    جولة تفقدية لمدير التأمين الصحي بالقليوبية على المنشآت الصحية ببهتيم    إطلاق مبادرة «دمتم سند» لتوصيل الدواء والكشف المنزلي بالإسماعيلية    بعد مقتله.. من هو غنيوة الككلي؟    بعد اطمئنان السيسي.. من هو صنع الله إبراهيم؟    ثبات سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الثلاثاء 13 مايو 2025 (بداية التعاملات)    محافظ سوهاج: تشكيل لجنة لفحص أعمال وتعاقدات نادي المحليات    ملف يلا كورة.. عقد ريفيرو.. منتخب الشباب في كأس العالم.. ويد الأهلي تطيح بالزمالك    ميمي عبدالرازق: الأهلي يحتاج لمدرب أجنبي قوي.. وهناك مجاملات للأحمر!    سعر السمك البلطي والجمبري بالأسواق اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    حريق هائل يلتهم 4 طوابق بعقار في المريوطية    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    إيقاف الدراسة بجامعة طرابلس الليبية لحين إشعار أخر    الخارجية الأمريكية: جهود كبيرة لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    كيف ردت سوريا على تصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات؟    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة المنيا للفصل الدراسي الثاني 2025    الكشف على 490 مواطناً وتوزيع 308 نظارات طبية خلال قافلة طبية بدمنهور    بعت اللي وراي واللي قدامي، صبحي خليل يتحدث عن معاناة ابنته مع مرض السرطان (فيديو)    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    تحت شعار «اكتشاف المشهد».. «أسبوع القاهرة للصورة» يواصل فعاليات دورته الرابعة بدعم غزة (صور)    5 أبراج «لو قالوا حاجة بتحصل».. عرّافون بالفطرة ويتنبؤون بالمخاطر    محامية بوسى شلبى تعلن مقاضاة كل من يخوض بعرضها أو ينكر علاقتها الزوجية    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    آس: بعد أول مباراتين ل البرازيل.. نجل أنشيلوتي سيتولى تدريب رينجرز    الفريق أسامة ربيع: ندرس تخفيض رسوم عبور السفن عبر قناة السويس بنسبة 15%    افتتاح أول مركز للقيادات الطلابية بجامعه المنوفية    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    أميرة سليم تحيي حفلها الأول بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟| الإفتاء تجيب    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    انتحار شقيقي الشاب ضحية بئر الآثار في بسيون بالغربية    اليوم| محاكمة تشكيل عصابي بتهمة الشروع في قتل شاب ببولاق الدكرور    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجع المسكوت عنه دائماً 4حكايات من دفترزنى المحارم
نشر في الصباح يوم 08 - 02 - 2015

*زينة فتاة عشرينية يصر والدها على التحرش بها ولما منعته حبسها ومنع عنها المصروف
*زينب صعيدية عمرها 12 عامًا استغل عمها وفاة والدها واعتدى عليها 4 مرات
*خال فاتن اعتاد استدراجها وهى فى العاشرة بالحلوى واعتدى عليها فى الزريبة المقابلة لمنزلها
*ناهد ظل شقيقها يعاشرها حتى حملت منه فقررت الهرب من الصعيد إلى القاهرة
*دراسة المجدوب: جرائم زنا المحارم منتشرة فى العشوائيات بسبب «أزمة السكن» وضيق المنازل
*أستاذ علم الاجتماع: مشاهدة الأطفال العلاقة الجنسية بين الوالدين يدفعهم للتقليد.. والملابس الخفيفة تثير الغريزة
«بابا بعد ما كان بيضحى عشانى.. ضحى بيا»،» عمى بدل ما يحمينى وبابا مسافر كان بيغتصبنى»، «خالى كان بيقولى وأنا صغيرة هجيبلك حاجة حلوة ويعتدى عليا»، « أخويا فضل يعاشرنى لحد ما حملت منه».. قد تكون تلك العبارات مجرد كلمات على الورق، لكنها فى الواقع صرخات يصم المجتمع آذانه عن سماعها، ويغمض عيونه عن النظر لاستغاثة هؤلاء الفتيات، فلا يجدن من ينتشلهن من الضياع، فتيات ونساء وقعن ضحية لزنا المحارم، وإن اختلفت القصص والروايات بين من وقعن ضحية لتلك الجرائم، ما بين قبول الزنا طواعية أو بالإجبار، إلا أنها تظل كبيرة من الكبائر التى يصعب علينا تصديقها، خاصة فى مجتمع شرقى محافظ، معروف عنه أنه - متدين بطبعه - فبدلًا من أن يصون الرجل عرضه، أصبح هو المنتهك لحرمته، لتصبح المرأة وأحيانًا الطفلة إما كارهة لنفسها وجسدها أو تحمل من أحد محارمها سفاحًا ليلاحقها العار طيلة عمرها.
«الصباح» تفتح ملف زنا المحارم وتستمع إلى قصص ضحايا تم الاعتداء عليهن من محارمهن لتترك لهم المجال للإفصاح عن آلامهن ونفسح لصرخاتهن المكتومة الانطلاق لتكون بمثابة ناقوس الخطر يدق للمجتمع حتى نتصدى لمثل هذه الظاهرة.
الصرخة الأولى
فتاة فى العشرينيات من عمرها تدعى زينة، خرجت الكلمات من بين شفتيها وكأنها السكين التى تشق جسدها، لتحكى لنا عن مأساتها مع أبيها، حيث كانت ترى دائمًا الخلافات بين أبيها وأمها الأمر الذى أدى إلى طلاقهم مرتين دون رجعة، وكانت دائمًا ما تحاول الإصلاح بينهما وتحمل مسئولية المنزل هى وشقيقتها الصغرى، أما الأب فهى كانت الابنة المقربة منه جدًا ولا تعتبره أبًا فحسب بل كانت ترى فيه خير صديق فى ظل غياب حنان أمها، ولكنه كثيرًا ما كان يلامسها بطريقة غريبة ويتحرش بها بشكل يثير دهشتها ومخاوفها فى آن واحد وبعد طلاق والدتها أصبحت الأمور واضحة وزادت أفعاله الغريبة معها، الأمر الذى جعلها تصارحه بشكل مباشر وكان الرد عليها حينها: أنا أبوكى ومن حقى أهزر معاكى زى ما أنا عايز»!
تقول زينة: «على الرغم من أن أبى ربانا أنا وشقيقتى على عدم السلام على أى رجل باليد، وأن نضع حدودًا فى تعاملاتنا مع الذكور، وتحمل الكثير من الأعباء لأجلنا، إلا أن طريقته فى التحرش بى زادت عن حدها كثيرًا فقررت أن أتمنع وأصده فكان رده حرمانى من المصروف وتهديدى بإخراجى من المدرسة وتعنيفى لأتفه الأسباب، الأمر الذى جعلنى أرضخ لطلباته وشهواته.
تذكر زينة أنها فى إحدى المرات وجدت بعض المواقع الإباحية مفتوحة على جهاز الكمبيوتر قبل طلاق والدتها الأمر الذى صعقها وجعلها تفكر فى أختها الصغيرة ووالدتها والتى سرعان ما استبعدتهما تمامًا لأنهما لا تجيدان استخدام الإنترنت من الأساس، وعلمت أنه لا يوجد سوى والدها من يفعل ذلك، ثم يتقرب منها ويتحرش بها.
وتقول زينة: «كثيرًا ما كان يفتح على باب الحمام أثناء استحمامى وقال لى «الباب ده مش هيتقفل تانى»، وفى إحدى المرات قررت والدتى وأختى السفر وطلبت أن أذهب معهما خوفًا منه فمنعنى لينفرد بى وبالفعل قام بهتك عرضى يومها».
وعند سؤالها عن سبب عدم إفصاحها لوالدتها بما يفعل كان ردها هو أنها طيلة عمرها تخشى الحديث مع والدتها ولم تشعر مطلقًا بحنانها، ففى وقت من الأوقات طلبت من والدتها أن ترتمى فى حضنها، ففعلت ذلك ل 5 دقائق ثم دفعتها بعيدًا قائلة: «أنا تعبت بطلى دلع وامشى سيبينى أتخمد»، وعلى الرغم من خوفها على شقيقتها الصغرى من أن تلقى نفس مصيرها، هربت من المنزل لتعيش فى إحدى دور الرعاية.
الصرخة الثانية
طفلة لم تتخط ال 12 عامًا تدعى زينب، من إحدى قرى الصعيد، والمجرم فى قصتها كان عمها الذى حل مكان الأب المتوفى، لكنه استغل غياب الأب وكان يعتدى جنسيًا على ابنة أخيه، وحدث ذلك كما تروى الصغيرة التى بدت عليها علامات الخوف والخجل أكثر من 4 مرات، وهو ما جعلها من شدة الضيق تذهب للبوح عما حدث لأمها، وعندما فضحت والدتها الأمر وواجهته هددها جد وجدة الفتاة بإلقائها من أعلى الجبل، وكانت والدتها تتلقى الإهانة والضرب كلما حاولت الدفاع عن ابنتها، بينما كان العم والجميع يكذب الفتاة والأم ولا يصدقون روايتهم عن العم الذئب، حتى هربت الفتاة من المنزل وذهبت إلى إحدى دور الرعاية ليقوم مسئولو الدار بتحرير محضر بالواقعة، وتأجير شقة للفتاة وأمها للمكوث بها لحين انتهاء القضية أو صدور حكم ضد العم منتهك عرض ابنة شقيقه الصغيرة.
الصرخة الثالثة
تعلن عن آلام مرت بها فتاة عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، لكن لم تروها أو تبوح بها فاتن إلا عندما بلغت الحادية والعشرين من عمرها وكأن الواقعة حدثت بالأمس فقط.
بمجرد سؤالها عما حدث لها، امتلأت عيناها بالدموع واعتلى وجهها ابتسامة صغيرة ساخرة من المجتمع ومما تعرضت له، تحكى فاتن مأساتها فتقول: كنت طفلة شقية أحب اللهو والضحك والألعاب المختلفة، وكان منزل خالى يقع أمام منزلنا مباشرة، فى قرية من القرى المصرية، حيث البيوت المتلاصقة والمواشى والعائلات التى يعرف كل منهم الآخر عز المعرفة، كان خالى يستدرجنى بإيهامى أنه سيعطينى اللعبة التى أحبها أو عروسة من التى أردت شراءها دوما ويأخذنى إلى زريبة منزلهم ويعتدى على مرارًا وتكرارًا، فتارة يغرينى بالحلوى، وتارة بألعاب الأطفال وفى كل مرة كان يستدرجنى للاعتداء على، وإلى الآن لم أفصح لوالدتى بما حدث لى وأنا صغيرة فبماذا سأخبرها؟ أن شقيقها ذئب ينهش جسد ابنتها؟!
تتابع قصتها: كلما تخيلت وجه أمى إذا ذهبت إلى طبيبة وافتضح أمرى، تتثاقل الكلمات ولا تخرج منى أبدًا، أعيش الآن دون أن أعرف معنى للفرحة، فكلما مرت على لحظة واحدة لأضحك فيها أقول فى نفسى معاتبة إياها: «وليكى نفس تفرحى ولا تضحكى»، أصبحت فى نظر نفسى إنسانة بشعة غير طاهرة، ليست مثل باقى البنات، عندما سمحت لخالى بهتك عرضى وإفقادى شرف عائلتى بالكامل لكنى لا أعرف أين أذهب ولا لمن أحكى قصتى ليساعدنى؟!
الصرخة الرابعة
تأتى من إحدى النجوع المصرية الصعيدية، (ناهد.م) تبلغ من العمر 16 عامًا وتروى قصتها قائلة: كان أخى يعتدى على بوحشية، وظل هكذا طيلة 4 أعوام، منذ أن كان عمرى 12 عامًا، حتى حملت منه سفاحًا عندما بلغت الخامسة عشرة.. كنت مغلولة الأيدى لا أدرى كيف أواجه المجتمع بما فعله أخى بى، ومن سيصدقنى أن من فى بطنى هو نتاج ما فعله أخى بى.. خفت من مواجهة مجتمعنا الصعيدى الذى يرى أن الذكور بلا خطيئة بفضيحتى فمن الممكن أن يقتلنى أهلى لغسل عارى، فقررت الفرار بعيدًا عن قريتى والنوم على الأرصفة فى الشوارع أيامًا وليالى فى عز الشتاء القارس وفى بطنى الجنين، حتى ساعدتنى إحدى دور الرعاية واستضافتنى فى محافظة الإسكندرية وقامت بتحرير محضر بما حدث لى.
ناهد على وشك الزواج من أحد العاملين بمؤسسة قريبة من الدار، بعد أن علم ما تعرضت به وتعاطف معها وقرر الزواج منها.. لكن من سيتعاطف مع عشرات الحالات ممن تعرضن لمثل هذه الجرائم؟ سؤال نتركه للمجتمع.
بالإضافة إلى كل هذه الصرخات المكتومة، هناك الكثير من الحالات التى تم الإبلاغ عنها أو تم إلقاء القبض على الجناة فيها فربما كن هؤلاء الضحايا قد أرغمن على زنا المحارم لكن هناك من يمارسنه طواعية، من أبرز هؤلاء عاطل يدعى (ياسر.أ) يعرض زوجته وشقيقته وابنة زوجته لراغبى المتعة فى منطقة فيصل بالجيزة، بالإضافة إلى اعتراف الطفلة 10 سنوات بأن زوج والدتها قام بالاعتداء عليها، كما أن والدتها كانت تجبرها على ذلك معه ومع آخرين مقابل مبالغ مادية.
كما تم ضبط أيضًا مجموعة من أفراد أسرة واحدة فى الجيزة يمارسون زنا المحارم، حيث يجتمع الأخ مع شقيقته، والزوج مع ابنة الأخ وأمام تحقيقات النيابة كانت ردودهم أن ذلك كان بالتراضى فيما بينهم ولم يتم إجبار أى منهم على شىء.
(كريم.م) أقام دعوة زنا أمام محكمة الأسرة ضد زوجته (سميرة.م) وطالب بمحاكمتها بما فعلته من خيانة، حيث فوجئ عند عودته من عمله مبكرًا بوجودها فى الفراش مع شقيقها وشقيقتها الصغرى.
أما عن آخر جرائم زنى المحارم فكانت من نصيب محافظة المنيا، حيث حملت (ق.ج) 16 عامًا، سفاحًا من عمها، الأمر الذى جعل شقيقها الأكبر ( خ.ج) 18 عامًا يقوم بطعنها برقبتها حتى لقت مصرعها، حيث علم عندما بدأت علامات الحمل تظهر عليها لكنه ظن فى البداية أنها نزلة برد أو شىء ما، وعندما أجبرها على الاعتراف كانت الصدمة أنه عمها فلم يشعر بنفسه إلا وهى غارقة فى دمائها.
عشرات وربما المئات من الحالات والجرائم التى تملأ صفحات الجرائد والمجلات وجميع وسائل الإعلام بشكل غير معهود فى المجتمع المصرى تفتح الباب للتساؤل حول كيف انتشرت الظاهرة ولماذا لا نواجهها؟.
يقول الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ علم الاجتماع، أنه لا يمكن إطلاق كلمة ظاهرة على جرائم زنا المحارم لأنها حتى وإن انتشرت فممارستها تتم على نطاق محدود ولا يتم ممارستها فى كل بيت حتى يتم تسميتها بالظاهرة، أما عن الأسباب فيقول عبد المحسن: هناك أسباب أخلاقية وأسباب اجتماعية فمثلا مشاهدة الأبناء للأب والأم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية إذا كانوا ينامون معهم فى نفس الغرفة يجعلهم يقلدونهم، وقال: إن من بين الأسباب ارتداء أفراد الأسرة للملابس الخفيفة أو العارية بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى الأفلام ووسائل الإعلام التى تعرض ما يثير النواحى الجنسية، بالإضافة إلى الفقر والبطالة والإدمان وهى عوامل أخرى تتسبب فى جرائم زنا المحارم.
يُذكر أنه بحسب تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات فإن 33 فى المائة من الأسر المصرية بمتوسط 7 أفراد يقيمون فى غرفة واحدة.
و قد أكد د. أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى كتابه زنا المحارم «أن 24 فى المائة ممن ارتكبوا جرائم زنا المحارم من الطلبة، و25 فى المائة منهم من العاطلين، والحرفيون لم تزد نسبتهم عن 5.2 فى المائة، والمهنيون 5.8 فى المائة، والتجار 10 فى المائة، أما الموظفون فتصل نسبتهم إلى 11 فى المائة».
وأشار فى كتابه إلى أن معظم مرتكبى جرائم الزنا تشابهت ظروفهم الاجتماعية، فغالبيتهم غير متزوجين ولا يعملون، وبالتالى فإنهم يقضون فى البيت وقتا أطول مما يقضيه العاملون، ويعيشون فى أسر فقيرة مما يجعل إقدامهم على ممارسة الزنا أمرًا متوقعًا، كما أن بنسبة 75 فى المائة تتمثل فى علاقة الأب مع ابنته فى حين تندر علاقة الأم بالابن.
وأرجع أسباب تفشى جرائم زنا المحارم فى مناطق العشوائيات إلى عدة عوامل أهمها العوامل الاقتصادية، وتتضمن «أزمة السكن» فالأسر الفقيرة تضطر إلى السكن فى مساكن ضيقة تتكون من غرفة أو اثنتين يحتشد فيها عدد من الأفراد ما بين خمسة إلى سبعة، فتنعدم الخصوصية وعادة ما تكون دورة المياه مشتركة بين عدد من الأسر مما يسهم فى إضعاف الشعور بالحياء لدى ساكنيها نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم فى أوضاع تنطوى على الإثارة الجنسية.
بينما قامت د. منى عادل رءوف، حاصلة على ماجيستير فى علم الاجتماع، بتقسيم زنا المحارم إلى ثلاثة أنماط، أولها النمط الغاضب حيث تكون هناك مشاعر غضب من الضحية تجاه الجانى، وهذا يحدث حين تكون الضحية قد أجبرت تمامًا على هذا الفعل دون أن يكون لديها أى قدرة على الاختيار أو المقاومة أو الرفض، ومن هنا تحمل الضحية مشاعر الغضب والرغبة فى الانتقام من الجانى، أما النمط الثانى فهو النمط الحزين وفى هذه الحالة نجد أن الضحية تشعر بأنها مسئولة عما حدث، إما بتهيئتها له أو عدم رفضها، أو عدم إبداء المقاومة المطلوبة، أو أنها حاولت الاستفادة من هذا الوضع بالحصول على الهدايا والأموال أو بأن تتبوء مكانة خاصة فى الأسرة باستحواذها على الأب أو الأخ الأكبر، وهنا تشعر بالذنب ويتوجه عدوانها نحو ذاتها، وربما تقوم بمحاولات لإيذاء الذات كأن تحدث جروحًا أو خدوشًا فى أماكن مختلفة من جسدها، أو تحاول الانتحار من وقت لآخر أو تتمنى الموت على الأقل، وتكون لديها كراهية شديدة لنفسها، أما النمط الثالث فهو الذى يختلط فيه النمطان السابقان ببعضهما.
أما جيهان المقدم، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فتشير إلى أنه لا بد بالرجوع إلى الدين مرة أخرى، ويجب على وسائل الإعلام توعية الناس، ونشر المعانى السامية والدينية الطاهرة للتصدى لمثل تلك الظواهر القادمة من الغرب
والتى يقومون بنشرها بشكل مخطط ومنظم من أجل تدمير المجتمع الشرقى وعقائده الدينية الراسخة مثل علاقة الأب بابنته وعلاقة الابن بوالدته وكل تلك المعانى السامية يودون زعزعتها، فلا بد من العودة للدين ولصحيحه مرة أخرى.
وعن دور الدولة فى حماية من يتعرضن لتلك الانتهاكات تقول سلمى ثابت، أخصائية اجتماعية فى أحد دور رعاية وتأهيل النساء، أن الدولة للأسف لا تقوم بحماية من يتعرضن للاغتصاب أو الاعتداء خاصة إن كانوا من الأهل أو حملوا سفاحًا، فما يفعله الظابط المحرر للمحضر دائمًا هو تحويل الضحية إلى أحد دور الرعاية، وإن كانت لديها طفل يأمر بوضعه فى أحد دور الأيتام، وفى تلك الحالة تحرم الأم من ابنتها أو ابنها ويزداد الأمر صعوبة عليها، حتى إنها فى إحدى المرات حاولت عمل استثناء لطفل ليبقى مع والدته فى الدار ولأنها دار مخصصة للبنات، لم يتم الموافقه عليه، حتى إن الدار تكلفت بإيجار شقة للسيدة وابنها حتى تبقى معه، ولكنها تكلفة صعبة عليها لأنها تعتمد على التبرعات، ولن تستطيع فعل ذلك مع كل حالة يقابلها.
أما د. ماجدة العادلى، مديرة بأحد مراكز الرعاية، فتقول إن الدولة لا تحمى أحدًا، فهى تعتمد على آلية تحرير المحضر فقط لا غير وانتظار الإجراءات القانونية، بالإضافة إلى الكثير من الفتيات والنساء اللاتى يتعرضن يوميًا للانتهاك ويخشون البوح لما قد يلقونه من تكذيب أو إهانة أو نظرة دونية من المجتمع، أو يخشون الانتهاك مرة أخرى لأنهن أصبحن فريسة سهلة، خاصة أن من انتهك عرضهن كان هو الموكل بحمايتهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.