*تهديدات بحرق شركات عبدالنور ومخازن فيتراك قبل انطلاق مؤتمر مارس الاقتصادى *قيادات هاربة اجتمعت بكندا لوضع خريطة ضرب المؤسسات الاقتصادية لم يكن البيان الذى أذاعته القنوات الداعمة لجماعة الإخوان الإرهابية، قبل أيام، لتهديد المستثمرين الأجانب، وأصحاب المال والأعمال، والسفارات الأجنبية ومنحها فرصة لمغادرة مصر، قبل ارتكاب أعمال تخريبية تستهدف استثماراتهم ومؤسساتهم، مجرد تهديد، لكنه كان إعلانًا عن خطة للجماعة الإرهابية لضرب الاقتصاد المصرى، عن طريق استهداف المنشآت الاقتصادية، الخاصة والحكومية. ومن الواضح أن البيان أذيع بعد بدء الجماعة فى تنفيذ مخططها خلال الأيام الماضية، بحرق 4 فروع لشركة «موبينيل»، و3 فروع من مطعم كنتاكى، والتهديد بحرق مخازن شركة «فيتراك»، التى يملكها وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبدالنور، وحرق فرع بنك دبى الوطنى فى الهرم. شركة موبينيل روى عبدالرحمن على، مدير أمن فرع «موبينيل» بشارع الهرم، الذى تعرض للحرق مساء يوم 26 يناير الماضى، قائلًا إنه أثناء تواجدهم داخل الفرع، كانت مظاهرة إخوانية تسير من أمامه، بها بضع مئات يرفعون علامات رابعة وصور المعزول محمد مرسى، ووضع بعضهم قنبلة أمام الفرع، انفجرت وأحدثت دويًا هائلًا، أعقبه إطلاق ملثمون عدد أعيرة نارية ومولوتوف تجاهنا، مما أسفر عن إصابة أحد الموظفين، بينما هم يهتفون «يا كفرة سنحرقكم بالنار». وأضاف عبدالرحمن: اعتبرونا كفارًا وأننا نعمل مع «نجيب ساويرس»، رغم أنهم يعلمون أن ساويرس ترك «موبينيل» منذ ثورة يناير، وباعها لشركة فرنسية، ولا تتخطى حصته الآن 20 فى المائة، بعد أن كان له حق الإدارة سابقًا. وأضاف أن الإخوان حرقوا أيضًا فرع الشركة فى أسوان، ثم المنيا، ثم فى حلوان، وأخيرًا الهرم، مؤكدًا: نخشى الآن على فرع شبرا، لأنه يقع وسط بؤرة إخوانية، مثل فرع الهرم. وقال: الآن نقوم بصيانة الفرع وإعادة تجهيزه مرة أخرى، رغم علمنا بأنهم سيحرقونه مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الشركة عينت حراسة من 6 «بودى جارد» بالإضافة إلى أمن الفرع، لأننا نعلم أننا وسط بؤرة إخوانية. من جهته يؤكد فتحى علاء، أحد موظفى فرع «موبينيل» فى شبرا، أن العاملين يعانون حالة من الخوف والرعب، حيث ينتظرون كل يوم أن يهجم عليهم الإخوان لتدمير فرعهم، موضحًا أن أنصار الجماعة يخرجون فى مسيرة كل يوم بالمنطقة، ويقفون أمام الفرع ويهتفون ضدنا. وقال حسين ثابت، أحد موظفى الشركة إن استهداف الفروع الأربعة كبدة الشركة خسارة نحو 6 ملايين جنيه، بخلاف تكاليف إعادة التجهيز والترميم، التى تكلف كل فرع نحو 4 مليارات جنيه، وتكلفة الاستعانة ب«البودى جارد». مطاعم كنتاكى * حرق فرعيين بطريقة قنابل المولوتوف..والثالث نتيجة ماس كهربى
المستشار القانونى عبدالحميد الوحش، المستشار القانونى لمجموعة مطاعم «كنتاكى» فى مصر، أكد أن فرعين للمطعم فى الهرم وإمبابة، تعرضا للحرق من قبل أعضاء الجماعة الإرهابية، أما فرع ميدان لبنان فحرقه كان نتيجة ماس كهربائى. وأضاف: تم حرق الفروع بطريقة واحدة، عن طريق أفراد ملثمين يلقون زجاجات المولوتوف من الخارج، وما إن تنشب النيران داخل المطعم، حتى يطلقوا الخرطوش والأعيرة النارية ويقتحمون الفرع لسرقته، وحدث ذلك بالفرعين فى الهرم وإمبابة. وأضاف الوحش أن كنتاكى تملك نحو 300 فرع على مستوى الجمهورية، وأن الشركة تعمل الآن على إعادة ترميم وتجهيز الفرعين، وكل منهما سيكلف الشركة 2 مليون جنيه، موضحًا أن «كنتاكى تعود على الدولة بملايين الجنيهات شهريًا، فإدارتها شركة مصرية، إنما التوكيل العالمى فى أمريكا». وقال: منذ حدث ذلك، تم وضع كاميرات على الأبواب، خارج كل مطعم، وزيادة عدد أفراد الأمن، لحماية المقرات بالتعاون مع جهاز الشرطة، موضحًا أنه تم تصوير الملثمين الذين أحرقوا فرع الهرم. استكمل: لم نتلق أى تهديد من عناصر الإخوان، لكنهم يفعلون ذلك، باعتبار أن «كنتاكى» مملوكة ل«كفار» باعتبارها أمريكية، موضحًا أن غلق فرع واحد يعنى خسارة كبيرة، مما يؤثر سلبًا على ميزانية الشركة، فضلًا عن التأثير السلبى على صورة مصر العالمية، وما يصدر عن أن الاستثمار فى مرمى نيران الإرهابية.
مخازن «فيتراك» قال محمد فؤاد عباس، المستشار القانونى ل«فيتراك»، إننا حتى الآن لم نتعرض لأى أعمال عنف، ولم نعلم أننا مهددون، إلا عبر المواقع الإلكترونية، موضحًا أننا لا نشاهد القنوات التابعة لجماعة الإخوان. وأضاف: الشركة تمتلك نحو 100 مخزن، للمنتجات الغذائية الكثيرة التى تنتجها الشركة، موضحًا أن المالك الأكبر لأسهم الشركة، هى شركة «هيرو» الفرنسية، وتشارك فيها شركة أفريقية، وشركة منير فخرى عبدالنور. وأكد: شددنا الحراسة على المخازن، وبدأنا التعامل مع شركات حرسات خاصة، خوفا من اقتحامها من الجماعات الإرهابية، موضحا: ليس لدينا أى سبب لوضع مخازن الشركة على قائمة الأماكن المستهدفة، وكل مخزن منها يحتوى مواد غذائية بنحو 8 ملايين جنيه تقريبًا.
بنك «الإمارات دبى الوطنى» من جهته قال متولى الخولى، مدير الأمن فى بنك «الإمارات دبى الوطنى» بفرع الهرم، الذى تعرض للحرق منذ أيام، إن بنك الإمارات منذ اتحاده مع بنك دبى الوطنى، أصبح من أقوى البنوك الدولية. وأوضح أن مشهد الحرق كان كالآتى: ملثمون تعدوا على فردى الأمن المتواجدين خارج البنك بعد إغلاقه، حتى غابا عن الوعى، ثم هاجموا البنك بزجاجات المولوتوف، وحرقوا واجهته الخارجية، وهم يطلقون الرصاص عليه، ثم رسموا علامة «رابعة» على جدران البنك. وأضاف: زودنا الحراسة أمام كل فرع بنك إلى 10 أفراد أمن مسلحين، يقفون خارج الفرع، موضحًا أن غلق الفرع خسر البنك أكثر من 10 ملايين جنيه، حتى الآن.
الاقتصاد.. ورقة الضغط الأقوى وقال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن ما يفعله الإخوان الآن يسمى ب«الجهاد الاقتصادى»، موضحًا أن الهدف النهائى للإخوان، ضرب الاقتصاد المصرى، والتأثير على أصحاب رءوس الأموال، لأنهم يعتبرون أن هناك تحالفًا بين رأس المال والنظام الحالى، وبالتالى لابد من استهداف كل المصالح السياسية والاقتصادية. وأضاف أن الجماعة تعتبر أن أى حليف أو داعم للنظام الحالى هو عدوها، لذا تستهدفهم، موضحًا أن الجماعة تحاول أن تسبب حالة من القلق والارتباك والإثارة فى البلاد، الهدف منها إنهاك النظام السياسى، بمنع تدفق الاستثمارات، خاصة الأجنبية والعربية. وأضاف أن الجماعة تستخدم كل أوراق اللعب مع الدولة المصرية، سواء عنصر العنف أو التأثير على الاقتصاد، واختارت الشركات الأجنبية، لأن فى المراحل السابقة كنا نطالب بمقاطعة المنتجات الأجنبية، وهم استخدموا هذا بينهم ويطالبون الآخرين بانتهاجه. من جهته قال سامح عيد الباحث الإخوانى المنشق عن الجامعة، إن الإخوان تحاول استهداف الاستثمار الأجنبى، فبنك الإمارات بالنسبة للجماعة هدف حيوى، لأن الإمارات تدعم الاقتصاد المصرى، بينما استهدفوا كنتاكى لتصدير صورة عن أن الاستثمارات الأجنبية لا تعمل فى أمان فى مصر، مما يقطع الطريق على أى استثمارات يمكن أن تأتى إلى مصر. وأكد أن الإخوان يحاولون إعاقة الاقتصاد، وأعضاء الجماعة لا يحرقون مطاعم صغيرة مثل مطاعم الفول، لكنهم يختارون المطاعم الدولية، لأنهم يستهدفون ضرب سمعة مصر الاقتصادية فى الخارج، مما يعوق تدفق الاستثمارات مع المؤتمر الاقتصادى المقرر عقده فى مارس المقبل. وأوضح أن كارت الاقتصاد أصعب الكروت التى تستخدمها الجماعة لضرب الدولة، فهم يريدون شل جميع جوانب الدولة، وينفذون أعمالًا تخريبية كثيرة بعدما بدأت الأوضاع تستقر. وقال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى أن الإخوان يريدون أن توقف كل الدول الخارجية استثماراتها فى مصر، لكن آن الأوان أن يساعد جهاز الأمن، موضحًا أن الإخوان لا يستطيعون أن يسقطوا النظام بالسياسة، لكن يحاولون إسقاطه بالاقتصاد، فهم يريدون القضاء على السياحة وبقية الاستثمارات، مما يهدد بثورة جياع، وتحدث فوضى جديدة، ويسيطرون هم على الحكم من جديد. وأضاف أن القيادات الإخوانية الهاربة اجتمعت بكندا الشهر الماضى لوضع خريطة ضرب المؤسسات الاقتصادية فى مصر، موضحًا أن هدفهم من وراء التخريب الحالى إفشال المؤتمر الاقتصادى، ومنع استثمارات الأجانب، حتى تركع مصر، لذلك فلابد من اكتمال المنظومة بتعاون الجميع مواطنين وشرطة وشركات أمن ضد أى عمل تخريبى.