*«ترشيح الأقباط» على القوائم الانتخابية للحزب يجدد الخلافات القديمة *مصادر: بكار يخشى الصيرفى.. والحزب يتجه إلى شباب «الدرجة التالتة» فى الانتخابات البرلمانية الماضية تغلب حزب النور على شرط وجود المرأة ضمن القوائم الانتخابية، بأن وضع صورة الوردة بدلا عنها فى دعايته الانتخابية، ووقتها بدا الأمر أشبه بنكتة يتداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن لم يمثل الأمر أزمة بالنسبة للحزب وقتها، والذى رأى الحل فى «الوردة». الأمر يبدو أكثر صعوبة بالنسبة للحزب فى الانتخابات المقبلة، بعدما وضع القانون المنظم لها شرطًا بترشح الأقباط على قوائم الحزب، بالإضافة إلى نسبة المرأة، ما أدى إلى ظهور انقسامات داخل الحزب ذى المرجعية السلفية، والتى يحرم مشايخها تهنئة الأقباط فى أعيادهم، باعتبارهم خارجين عن الإسلام. وأدى العداء المسبق من جانب مشايخ التيار السلفى للأقباط، إلى إحجام الكثير من الشخصيات السياسية القبطية عن قبول عروض الحزب لها بالترشح على قوائمه، والذى يهدف إلى إنقاذ ماء وجهه، بالإضافة إلى خروج دعوات من داخل الدعوة السلفية والحزب نفسه إلى الامتناع عن المنافسة على مقاعد القوائم، والاكتفاء بالفردى، ما آثار خلافات داخل الحزب. وأكدت مصادر فى الحزب، أن الخلافات بدأت منذ عدة أشهر، لكن القيادات الكبيرة للحزب نجحت فى السيطرة على الموقف وقتها، قبل أن تعاود الظهور من جديد، مع دخول الحزب فى مفاوضات جادة مع عدد من الأقباط، ما قوبل برفض من جانب عدد من الأعضاء، الذين اعتبروه تخليا عن مبادئ السلفية، ولضمان ألا يتهمهم أحد بالتلون السياسى، مثلما حدث مع الإخوان، خاصة أن «النور» سبق له الاعتراض على كوتة الأقباط داخل البرلمان. وأضافت أن اجتماعًا ضم عددًا من أعضاء الحزب، على رأسهم يونس مخيون، انتهى إلى الاتفاق على التفاوض مع أعضاء عدد من الحركات القبطية، خاصة المحسوبة على التيار المعارض للكنيسة، وذلك لضمان تهيئة قواعد الحزب، والدعوة السلفية، وبالفعل تم التفاوض مع أكثر من حركة، وكانت الاستجابة من حركة أقباط 38، ورابطة حماة الإيمان، وكان الشرط المبدئى لحزب النور عدم وجود تحالفات حتى لا يثير ذلك حفيظة أبناء الحزب والدعوة، خاصة الرافضين للمشاركة السياسية لحزب النور، الذين كونوا «لوبى» داخل الدعوة يضم أكبر المشايخ وعددًا كبيرًا من الشباب التابع للدعوة. وأضاف المصدر أن نادر الصيرفى، مؤسسة حركة أقباط 38، المنضم حديثًا لحزب النور، وافق فى الاجتماع الذى جمعه مع محمد إبراهيم منصور، على ضم الأقباط، ثم كان الاجتماع الآخر مع القيادى أشرف ثابت، وفيه تم الاتفاق على أن يتولى الصيرفى مهمة جذب وإقناع عدد من المنتمين للحركات القبطية للترشح على قوائم حزب النور، وبالفعل نجح فى إجراء عدة اتصالات بأعضاء حركة أقباط 38 وحماة الإيمان وأقنعهم فيها بضرورة الانضمام لحزب النور لضمان حصولهم على أصوات الناخبين، خاصة أن خلافهم مع الكنيسة يجعل نجاحهم فى البرلمان شبه مستحيل، بينما ترشحهم على قوائم حزب النور يجعل الفوز مضمونًا، وبالفعل نجحت تحركات الصيرفى وأصبح من المقربين لقيادات الحزب، الأمر الذى أثار حفيظة عدد من شباب الحزب، وعلى رأسهم نادر بكار. وأكد المصدر أن الأزمة الحقيقية لحزب النور حاليا تتمثل فى الشباب، بعد أن أثر عدد من مشايخ الدعوة المنتمين لجبهة سعيد عبدالعظيم على شباب الحزب، مستغلين مسألة التواجد القبطى وترشح المرأة على قوائم الحزب، فى حين فشلت محاولات ياسر برهامى الذى فقد كثيرًا من الشباب التابعين له، نتيجة لبعض مواقفه السياسية، ليتم الاستعانة بشباب «الدرجة الثالتة» من أبناء الدعوة ليخوضوا الانتخابات على قوائم الحزب، لرفض البعض المشاركة بعد إبدائهم الموافقة المبدئية، وفقًا لما ذكره المصدر. فيما قال الدكتور محمد حجاج، منشق سلفى، إن الخلافات التى بدأت تتمكن من حزب النور ليست مفاجأة، خاصة أن ما حدت هو تغير منهجى وليس تطورًا فكريًا، متسائلا: «كيف لأعضاء لا يعرفون شكل ورقة الانتخاب يؤسسون حزبا ويتعاملون مع أعضائه ويخططون ويحددون استراتيجية؟»، مؤكدًا أن قاعدة الاقتناع بالحزب داخل الدعوة أصبحت ضعيفة جدًّا مما سيؤثر على الحزب بالسلب خلال الفترة المقبلة وسيشعل الصراع أكثر، مشيرًا إلى أن النور منذ بدايته لم يملك فكرًا، وتنصل من الرغبة فى الوصول للحكم وكأنها سبة، برغم أن أى كيان سياسى لا يسعى إلا للحكم. وأضاف أن ما يردده حزب النور من السعى لإقامة الدولة الإسلامية ليس حقيقة، مشيرًا إلى أن قيادات الحزب لم تحدد كيف سيقوم بذلك؟ وما هو منهجهم وخطتهم؟، مستطردًا: «كل هذا العبث هو السبب وراء حالة التخبط التى يعشيها الحزب، خاصة أن الأب الروحى لهم داخل الدعوة لم يعد له نفس التأثير»، فى إشارة منه للشيخ ياسر برهامى، مؤكدًا أن الأيام المقبلة ستكشف عن خلافات كثيرة، خاصة بعد خسارة النور للقاعدة الشبابية التى كان يعول عليها، واعتماده على سلفيى القاهرة الذين لا يملكون أى تأثير يُذكر.