*يشغل منصب الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى ويدير قناة فضائية ومجلة كنسية *كان يتباهى بأنه صديق شخصى للرئيس الإخوانى ورتب زيارة المرشد للكنيسة وحرص على استقبال «السيسى» فى الكاتدرائية نامت فتنة الصراع على الكرسى الرسولى للكنيسة الأرثوذكسية عقب رحيل البابا شنودة الثالث والأب متى المسكين، لكن هناك من يحاول إيقاظها.. ويتهم الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى بإعادة إحياء السيناريو القديم، ويروجون أن أول فصوله بدأت مع زيارة الرئيس السيسى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية خلال تلاوة قداس عيد الميلاد، واعتبروا أن الأنبا أرميا تقمص خلال الزيارة دور دوبلير البابا.. وإصراره على مرافقة الرئيس داخل الكنيسة وخارجها، هو محاولة لتصدير علاقة تشبه تلك التى جمعت بين الأب متى المسكين والرئيس السادات. تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية يقول إن الكرسى الرسولى يحظى ببريق.. يخطف العقول مثلما يخطف الأضواء، ومن يجلسون عليه يتربعون على عرش الكنيسة، وكل عرش تحاصره الصراعات.. والحكايات، وتتعدد فيها أسماء الأبطال والضحايا، وهذا ما حدث فى زمن البابا شنودة الثالث، خلال حكم الرئيس السادات، فعقب حادث الزاوية الحمراء - أول حادث فتنة طائفية، توترت العلاقة بين الرئيس والبابا، وسعت مؤسسة الرئاسة وقتها إلى فتح قناة اتصال بديلة.. لعب خلالها الأب متى المسكين دور الوسيط.. لتقريب وجهات النظر، ومع تزايد حدة الصراع أصدر الرئيس السادات قرار بإلغاء القرار الرئاسى بإعلان تنصيب البابا.. وتحديد إقامته داخل الدير، وطلب من الأب متى المسكين ترشيح من يخلفه.. وانتهى الأمر بتشكيل لجنة خماسية للقيام بأعمال البابا، ثم عاد البابا شنودة لموقعه مع تولى الرئيس مبارك للحكم، وبالطبع لم ينس الشبهات التى كانت تدور حول علاقة الأب متى المسكين بالرئيس السادات.. خاصة أن عددًا من المقربين للبابا زينوا له أنه كان ينقل أخبارًا للكنيسة للرئاسة، فقرر الإطاحة به.. ليقضى ما تبقى من حياته داخل الكنيسة، لكن فى الظل، وتعرض لتضييق بلغ حد إخفاء مؤلفاته.. ومنعها أحيانًا.. رغم ما يحظى به من محبة وتقدير كبيرين لدى شعب الكنيسة. المصير الذى انتهى إليه حال الأب متى المسكين دفع البعض لتفسير ما يجرى حول اتهام الأنبا أرميا بمحاولة التقرب للرئاسة.. بأنه فخ للإطاحة به خوفًا من مكانته الروحية التى يضعها البعض فى مقارنة مع مكانة البابا الفعلى. الأنبا أرميا يعيش حياة العزلة التى تشبه فصول حياة الأب متى المسكين، مع الفارق، لأن الأسقف العام صنع مملكته الخاصة داخل المركز الثقافى القبطى، عقب رحيل البابا شنودة، والإطاحة به من سكرتارية الكرسى الرسولى، فهو ضيف دائم لعدد من الصحف التى تنشر مقالاته، إضافة إلى أنه دشن العديد من المواقع الإليكترونية التى تحمل اسمه، وإصدار مجلة باسم «مصر الحلوة»، والتى يعتبرها البعض منافسة لمجلة «الكرازة» التى يترأسها البابا تواضروس، وهى لسان حال الكنيسة، ويشرف الأنبا أرميا على قناة مارمرقس، وهى لسان حال الكنيسة، لكنها تواجه عاصفة من الانتقادات بسبب الإعلانات المضللة التى تذيعها والخارطة البرامجية التى يراها البعض بعيدة عن خدمة شعب الكنيسة. ويقول الدكتور ميشيل فهمى المحلل السياسى والناشط القبطى إن الأنبا أرميا هو «جوبلز» الإعلام القبطى، ويدرك أهميته فى التأثير على وجدان الشعب، وأهمية تكوين الرأى العام، فاستأثر بإمكانيات وأملاك الكاتدرائية وأنشأ وأسس قناة تليفزيونية يملكها ويديرها ويجمع تبرعاتها وإيرادات إعلاناتها التجارية دون رقابة، وأسس الذراع الثانية لخدمة ذاته باسم المركز الثقافى الأرثوذكسى الذى يعمل كجزيرة منفصلة عن الكنيسة الأرثوذكسية. الأنبا أرميا - حسب كلام الناشط القبطى - يسبق اسمه لقب «الأسقف القوى» ويقال إنه يقيم مجموعة من الاحتفالات والندوات الخاصة بالتوازى مع ما تقوم به الكنيسة. فقبل عيد الميلاد السابق كان الأسقف القوى ينوى إقامة احتفالية كبرى تحت رعايته.. موازية لاحتفالية الكنيسة، وقام بدعوة عدد كبير من الإعلاميين ورجال الدولة لهذه الاحتفالية، إلا أن بعض المصادر أكدت إصدار أوامر من البابا بإلغاء هذه الاحتفالية فى اللحظات الأخيرة، وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن شبهات الحرب الخفية بين البابا والأسقف القوى بدأت منذ فترة، مثلما جرت عملية تحجيمه أيضًا منذ فترة أطول، عقب إزاحته عن السكرتارية وتقليص الصلاحيات التى حصل عليه أيام البابا السابق. ويؤكد «ميشيل» أن الأقباط يغفرون كل تجاوزات الآباء الكهنة.. إلا التواطؤ مع الإخوان، وهذه هى التهمة التى تحاصر الأنبا أرميا، وتتشابك خيوطها حوله بدأ من تصريحاته خلال الانتخابات الرئاسية فى عام 2012 التى وصف خلالها الأنبا أرميا سكرتير البابا شنودة الراحل ونائب المركز الثقافى.. الدكتور محمد مرسى بالصديق الشخصى، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان ستفاجأ بعد الانتخابات إذا سمح لكل شخص بالكشف عن اسم مرشحه بتصويت رموز كنسية وقبطية لصالح «مرسى»، وتأكدت علاقته بالجماعة من خلال الدور الذى لعبه فى زيارة مرشد الإخوان محمد بديع للكاتدرائية ولقائه البابا شنودة، ودوره فى ترتيب زيارة الأنبا باخوميوس قائمقام البطريركية للرئاسة فى عهد محمد مرسى والتى أظهرت مدى الارتباط بينه وبين الإخوان. واعتبر «ميشيل» أن الدور الذى لعبه الأنبا أرميا خلال زيارة رئيس الجمهورية للكاتدرائية لتهنئة الشعب القبطى بعيد الميلاد المجيد، وتحطيم كل قواعد البروتوكول واللياقة، يعكس رغبته فى لعب دور أكبر من المنوط به.