المتهمة: تحملت الكثير.. وعندما فاض بى الكيل طعنته 10 طعنات
«حول حياتى إلى جحيم، لم أستطع أن أتحمل البقاء معه أكثر منذ ذلك رغم أننى تزوجته عن حب، إلا أنه كان دائم التعدى علىّ بالضرب، ومؤخرًا تحول شكه فى سلوكى إلى حصار وعذاب مستمر، ففاض بى الكيل وقتلته حتى أتخلص من هذا الكابوس للأبد». كانت هذه أول اعترافات المتهمة بذبح زوجها فى منطقة بولاق الدكرور، فالمرأة التى طعنت زوجها 10 طعنات أفقدته الحياة سردت تفاصيل جريمتها لنا بادئة بأنها تعرفت على زوجها منذ أكثر من ثلاث سنوات عن طريق إحدى صديقاتها بالشارع، خاصة أنه يعمل بوابًا فى أحد العقارات، وبعد تبادل نظرات الإعجاب المعتادة بدأت بينهما قصة حب انتهت بالزواج. ورغم هذه البداية السعيدة للقصة إلا أن استكمالها لم يكن سعيدًا، فتقول المتهمة: «بعد أن أصبحت فى منزل الزوجية - التى هى غرفة بواب العمارة - اكتشفت أن القدر لم يكتب لى السعادة، فبعد مرور أسبوع واحد من الزواج ظهر لى وجه زوجى الحقيقى، فهو رجل سريع الغضب يفتعل معى أى مشاجرة كى يتعدى علىّ بالضرب، حتى إننى تركت المنزل أكثر من 10 مرات خلال عام واحد بسبب هذه المشاجرات المستمرة، وفى كل مرة كان أبى يعيده لى كى تستمر حياتنا الزوجية». المتهمة قالت إن ميلاد طفلهما الأول لم يغير من طباع زوجها السيئة، لكنها قررت أن تتحمل كل شىء من أجل تربية الطفل، لكن القشة التى قطمت ظهر البعير كانت شك زوجها فى سلوكها، وعن هذا تقول : «كنت إذا خرجت للتسوق يتعدى على بالضرب وينهرنى ويسألنى مع من خرجت؟ رفضت منه هذا الأسلوب المهين خاصة أنه كان يضربنى أمام السكان وتركت المنزل مرة جديدة، لكننى اضطررت للعودة مرة أخرى بضغط من عائلتى، لكن تلك المرة كانت الأخيرة، فبعد عودتى إلى المنزل بيومين بدأ مرة أخرى يضربنى ويتعلل بشكه فى سلوكى، وأننى امرأة سيئة السمعة، فحدثت بيننا مشاجرة كبرى لم أشعر بنفسى خلالها إلا وأنا أركض للمطبخ وأنتزع سكينة من على أول منضدة رأيتها وانهال عليه بالطعنات حتى سقط على الأرض مفارقًا الحياة». كان المقدم هانى الحسينى، رئيس مباحث شرطة بولاق الدكرور، تلقى بلاغًا عن جريمة قتل حدثت فى نطاق القسم، حيث فوجئ عدد من الأهالى بصوت صراخ شديد يصدر من غرفة البواب فى أحد العقارات، وبعد ربع ساعة من صوت الصراخ خرجت زوجة البواب وملابسها ملطخة بالدماء، وبعد دخول غرفة البواب تبين أنه القتيل. انتقل المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور إلى مكان البلاغ، وبإخطار اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد عبدالوهاب شعراوى مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على المتهمة. من خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن هناك خلافات مستمرة بين المجنى عليه وزوجته، ويوم الحادث حدثت بينهما مشاجرة كبيرة تسببت فى أن زوجته قامت بقتله وخرجت تصرخ من المنزل. تمكن رئيس المباحث من ضبط المتهمة، وبمواجهتها أمام اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية اعترفت بالواقعة، فأحالها اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق.