النتائج التى يحققها برنامج «الراقصة»، والذى يذاع على قناة القاهرة والناس تعيد للأذهان ظاهرة نجاح الراقصات الشرقيات الأجانب فى مصر، وكون أغلب متسابقات البرنامج يحملن جنسيات أخرى ليس ظاهرة جديدة، فهى تعود إلى أربعينيات القرن الماضى، فمنذ أيام تحيه كاريوكا وسامية جمال كانت الراقصة الأجنبية موجودة بمصر مثل اليونانية نيللى مظلوم والأرمينية كيتى والأرمنية هدى شمس الدين، وكذلك الراقصة السويدية سماسم والأرجنتينية أسمهان والبرازيلية كاميليا.. هذه النماذج كانت موجودة بنسبة قليلة فى وسط الراقصات الشرقيات، لكن أعدادهن لم تكن بالكثافة الحالية. قضية الراقصات الأجنبيات دائمًا ما تمثل معضلة لدى السلطات، وربما كانت أبرز أزماتها تعود لعام 2003 عندما أصدر وزير القوى العاملة وقتها أحمد العماوى قرارًا بمنع إعطاء تراخيص للراقصات الأجانب، وذلك بعد أن شعر بمزاحمتهن للراقصة المصرية، لكنه عدل عن هذا القرار عام 2004. التبرير الذى ترفعه كل الراقصات الأجانب لاستمرار عملهن فى مصر هو أن مهنتهن تعمل على تنشيط السياحة وزيادة الدخل القومى لمصر، لكن راقصة مثل صافيناز أخذت خطوة جديدة للأمام فى باب الوطنية عندما اعتبرت أن مصر هى بلدها الثانى، وأعربت عن أن حبها لمصر أكثر من بلدها الأصلى أرمينيا. صافيناز بعد النجاح التى حققته خلال عام 2014 بدأت تغزو شاشة السينما بكثافة، وذلك من خلال مشاركتها فى كثير من الأعمال السينمائية لتصبح أحد أبرز الراقصات فى مصر فى الفترة الأخيرة، وظهرت كممثلة فى فيلم «عمر وسلوى»، ويتردد أن السبكى تعاقد معها على بطولة أعمال سينمائية أخرى، وبهذا قد تصبح صافيناز بديله لدينا بطلة أغلب أفلامه الأخيرة. وبعد أن أعادت صافيناز فتح باب الراقصات الأجنبيات لاحظنا خلال الشهور الماضية زيادة عدد الراقصات الأجانب بشكل كبير فى الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالى وكل المناطق السياحية فى مصر، واعتماد أصحاب الملاهى الليلية عليهن يعود فى الأساس لرخص ثمنهن، وذلك فى ظل ارتفاع أجر الراقصة المصرية، التى اضطرت لتعوض هذا باللجوء للإثارة أكثر من تقديم رقص شرقى، وهو ما انعكس على السينما خلال الفترة الماضية بظهور عدد من الراقصات المصريات أمثال شاكيرا وبارديس وصوفيا اعتمدوا كليًا على الإثارة وبأقل قدر ممكن من الرقص. الحال لا يختلف كثيرًا فى برامج الرقص التى انتشرت على الفضائيات فى الفترة الأخيرة، وأغلب من يشاركن فى مسابقة برنامج «الراقصة» هن من غير مصريات، وبالفعل تميز الكثير منهن فى الرقص الشرقى بشكل لافت، مما يدل على استمرار البحث عن استخراج راقصات جدد عبر الشاشات، وهو ما ستفعله سما المصرى أيضا التى ستقدم برنامج مسابقات للرقص الشرقى على قناة «فلول». واستمرارًا لاستحواذ الراقصات غير مصريات على الاهتمام وصلت إلى مصر خلال الأسابيع الماضية الراقصة اللبنانية «إليسار» والتى يطلق عليها «إليسا الرقص» وذلك لإحياء حفل خاص فى أحد الأماكن الشهيرة لتقرر بعدها الإقامة فى مصر. «إليسا الرقص» تتميز إلى جانب كونها راقصة شرقية وغربية بأنها ممثلة أيضًا، ليبدأ الاهتمام بها من جانب المنتجين وتنهال عليها العروض التمثيلية، حيث يتردد أنها تفاضل بين أكثر من عمل سينمائى وغنائى أيضًا، ومن المتوقع لها أن تكون الصاروخ الذى سيهز عرش صافيناز.