*«دعم الشرعية» تحالف فضفاض غير منظم.. وأعضاؤه غير متجانسين ولديهم «شطط» أكد الدكتور كمال حبيب، الخبير فى الحركات الإسلامية، أن إلقاء القبض على القيادى الإخوانى محمد على بشر أنهى فكرة المصالحة بين الإخوان والدولة، مشيرًا إلى أن «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للإخوان تحالف فضفاض غير منظم، وأعضاؤه غير متجانسين ولديهم «شطط»، حسب تعبيره. وأضاف «حبيب» فى حوار ل«الصباح» أن «السلفيين» لن يحصلوا على 10% من مقاعد البرلمان المقبل، وسيصطدمون مع الإخوان.. وإلى نص الحوار: * حدثنا عن خريطة الحركات الإسلامية كما تراها على الساحة فى ظل الوضع الحالى؟ -الإسلاميون مصرون على الاستمرار فى الصدام مع الدولة من خلال «تحالف دعم الشرعية» دون أن يكون لديهم برنامج واضح واستراتيجية لذلك، بل يتصرفون بلا مركزية ولا يحسبون الأمور حسابًا صحيحًا، وقتل الشباب خسارة للوطن، فيجب الحفاظ على المتحمسين منهم، ومعظم هؤلاء الشباب يصبحون ضحايا فيما تبقى القيادات تحرض فقط من الخارج وتدعم بالأموال. أما «تحالف الشرعية» هو تحالف فضفاض غير منظم، ولدى أعضائه شطط، كما أنهم غير متجانسين، بالإضافة لبعض التيارات الجهادية وأحزاب هامشية مثل الأصالة، وكذلك الجبهة الثورية التى شكلها الإخوان والإسلاميون مؤخرًا الموجودة خارج مصر وتدفع فى اتجاه المواجهة والحشد ضد النظام المصرى. أما حزب «النور» فلا يرجح فكرة المواجهة من الأساس، وهنالك فصيل من المتدينين فقط لا علاقة لهم بأحزاب لكنهم تائهون ويجب على الأزهر دعوتهم إلى الطريق الصحيح، وهناك أيضًا جماعتا «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر» التى تتبنى التفجيرات داخل القاهرة. * وما خلفية «الجبهة السلفية» التى دعت لتظاهرات 28 نوفمبر الماضى؟ - هم شباب متأثرون بأفكار سيد قطب ورفاعى سرور خاصة أنهم كانوا محيطين بالأخير «سرور» خلال فترة الثورة، وهم يتحدثون على المستوى العقدى وليس البرامج أو السياسات للتعامل مع الواقع الحالى، كانوا ينوون تدشين «التيار الإسلامى العام» وأعضاؤه هم خالد سعيد وأحمد مولانا ومحمد جلال القصاص، وكل أمنيتهم هى الثورة الاسلامية ضد النظام، وتأثيرهم فكرى على الشباب، ولكن ليس لديهم أى أتباع وهم جماعة هامشية. * كيف ترى العمليات الإرهابية الأخيرة وخاصة عمليتى «كرم القواديس» و«لنش البحرية فى دمياط»؟ - نحن هنا أمام إرهاب مختلف عن العمليات السابقة، بل أيضًا منفتح على إرهاب «معولم» وعابر للحدود خاصة أنه تم التنسيق مع تنظيم «داعش» فى حادث «كرم القواديس»، كما أن «أنصار بيت المقدس» بايعوا أبو بكر البغدادى للتعاون معهم فى العمليات، من خلال الدعم المالى وأفراد يتم تدريبهم فى الخارج والعودة إلى مصر لتنفيذ ما تدربوا عليه، أما حادث لنش البحرية فهو حالة غامضة، لأنه حتى الآن غير معلوم، ولم يتبناه أحد رسميًا، وهو يعد شكلًا جديدًا من الإرهاب فى البر والبحر، وننتظر توضيح من الجهات الرسمية بخصوص حادث اللنش بالذات. * وفى رأيك.. كيف يبيح بعض المتشددين لأنفسهم تفجير محطات المترو والقطارات لاستهداف وإرهاب المدنيين؟ -العنف موضوع خطير وإذا انفتح بابه سينتقل من حالة إلى حالة أشد، ومن تطرف إلى تطرف أخطر، وتنظيم «داعش» يعد حالة متوحشة أو إدارة للتوحش، فقد أسقطوا الشريعة والإنسانية ورفضوا مواكبة العصر، فلا يهمهم المدنيين أو العسكريين، بل يتحدون العالم وقيمه ويتمردون عليه، والجوهر الإسلامى داخلهم ضعيف للغاية، وهى حركة اجتماعية فوضوية لا تريد سلطة أو أى شىء آخر، تريد البدائية والعيش فيما قبل العقد الاجتماعى، أى ما قبل قيم المجتمع، والعنف يتوغل فى دمائهم، فلا أحكام شرعية، لأنهم يكفرون الجميع ودماؤهم وأموالهم فليس لديهم أى حدود. * ما تقييمك لدور السلفيين فى الفترة الحالية وتجهيزهم لدخول البرلمان الجديد؟ - «الدعوه السلفية» وحزب النور تأثرا بحالة الحركة الإسلامية المتردية عامة خاصة بعد أن أخذ الإخوان هذه الحركة إلى حيث يريدون هم، وهو ما انعكس على السلفيين بشكل كبير، وبينهم وبين الإخوان صراعات كبرى، لكن الدعوة السلفية ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة بالنسبة لها نوعًا من التحدى والاختبار واسع النطاق، وأنا أتوقع أنهم لن يحصلوا على 10% من مقاعد البرلمان المقبل، وسيصطدمون مع الإخوان. * ومن يدير جماعة الإخوان الآن بعد القبض على محمد على بشر؟ - قادة الجماعة الموجودين فى السجون يديرونها حتى الآن، كما أن لهم مجلس شورى، وكذلك قاموا بتفويض المكاتب الإدارية لفعل ما يرونه مناسب. ولكن الجماعة تواجه مشكلة كبرى الآن، وهى أن شبابها الجدد متطرفون فكريًا وعندهم وهم اسمه «الثأر» لما حدث خلال أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، أما القيادات فى الخارج فدورهم أصبح يقتصر فقط على دفع الأمور للتشدد والتحريض، ومستقبل الجماعة غامض حتى الآن. لكن لابد أن يعلم الجميع أن الجماعة لن تُمحى من التاريخ، ولكن إن عادت ستعود على قواعد أخرى بلا تنظيم سرى وهذا ما اشترطته الدولة فى حال التفاوض، لأن هناك تيارًا يحاول طرح فكرة المصالحة ووقف العنف. و« بشر» لم يكن يدير الجماعة، ولكن كان وسيطًا بين الجماعة والحكومة، والقبض عليه أنهى فكرة الوساطة والحوار أو المصالحة مع الدولة، خاصة ما قيل عن دعم الإخوان لمظاهرات يوم الجمعة الماضى. *ما دور الجهاديين الهاربين فى الخارج.. وما مخططاتهم ضد مصر؟ - هم لا يمثلون أى أهمية وخاصة الموجودين فى بريطانيا مثل ياسر السرى وهانى السباعى، لأن بريطانيا تبحث حاليًا عن كل من لهم علاقة بالتطرف، ولن تسمح لهم بفعل أى شىء، وقد بدأت لندنوتركيا ترحيل أعداد منهم إلى هناك، خاصة أن تركيا متهمة بدعم «داعش» لذلك تسعى لتحسين صورتها وستضحى بهؤلاء جميعًا.