لا أحد يستطيع أن ينكر النجاح الذى حققه مسلسل «هبة رجل الغراب»، المأخوذ عن المسلسل الأمريكى «ugly betty»، بمجرد عرضه، فالمسلسل بالفعل يحمل الكثير من الإيجابيات، منها الصورة الفنية الجيدة، وتمثيله لشرائح مختلفة داخل المجتمع المصرى، بخلاف خفة الدم ورشاقة الحوار، كل هذا من خلال متابعته لفتاة من بيئة فقيرة تجتهد فى عملها رغم شكلها وذوقها المختلف عن باقى بنات الطبقة الراقية التى تتعامل معهن، وبمجهودها أصبحت عنصرًا أساسيًا فى شركة « ايكوا مودا « للموضة والأزياء والسكرتيرة الخاصة لرئيس مجلس الإدارة «أدهم» دون النظر إلى مظهرها أو شكلها. المسلسل يمتاز بالحرفية العالية والأداء الرائع من إيمى سمير غانم، التى استطاعت أن تدخل به كل بيت مصرى، وهذه هى المشكلة الكبرى، أن العمل بإيجابياته الكثيرة ونجاحه الذى يجعل أغلب المصريين يتابعونه يحمل بعض السليبات التى نحتاج إلى تنبيه القائمين على المسلسل إليها. أحداث المسلسل مليئة بالعلاقات غير الشرعية التى لا يحتاجها العمل، كما أن أغلب المشاهد تحوى شرب الخمور بشكل طبيعى وكأنه نشاط يومى تقليدى، والعلاقات الجنسية غير الشرعية تظهر كثيرًا من خلال الحوار، وهو الأمر الذى لا يتكرر كثيرًا فى المجتمع المصرى، وحتى لو تكرر فما الحاجة لعرضه على شاشة التليفزيون التى يشاهدها مختلف الأجيال؟ العلاقات المتحررة الملىء بها المسلسل لا تناسب مجتمعنا الشرقى، وأبرزها تتم من خلال شخصية أدهم رئيس مجلس الإدارة، والتى يجسدها الفنان «حازم سمير»، والذى يدخل فى علاقات جسدية مع عدد من الموديلز فى شركتة، وهو إلى جانب هذا مرتبط ب«فريدة» مسئولة المعارض - التى تجسدها الفنانة «ريهام حجاج » - ورغم أنهما غير متزوجين إلا أنهما يعيشان معًا فى شقة واحدة، كما أن أدهم لا يترك كأس الخمر من يده، حتى فى النهار. أيضا شخصية مازن مسئول التسويق، والتى يجسدها «تامر يسرى»، يعترف بأن له علاقات نسائية كثيرة مع عارضات الأزياء فى الشركة، كما أنه أقام علاقة جنسية مع بريهان السكرتيرة المطلقة - تجسدها «ريم مصطفى » - والتى تخدعه بأنها حامل منه مقابل استغلاله ماديًا. مازن لم تقتصر علاقاته النسائية على بريهان فقط، فهو لديه علاقات متعددة شاهدناها كلها على الشاشة، ومنها علاقته ب«رباب» والتى تجسدها « ندى موسى» فهى مطلقة ولديها طفل وفقيرة وأقامت علاقة مع مازن من أجل حاجتها للمال، وهو ما يأتى على هواه. رباب أيضا لا تضيّع وقتها، فتصاحب أيضا شابًا غنيًا تخرج معه ويوصلها لمنزلها ويعزمها داخل منزله، ولم تهتم ب «رماح» الذى يجسد شخصيته «حمادة بركات» ويعمل «ساعى» داخل الشركة لأنه فقير، رماح بدوره رغم طبقته الفقيرة يخرج مع «هايدى» وهى إحدى الموديلات فى الشركة، ويغازلها دون علم زوجها فى واقعة خيانة زوجية واضحة . كل هذه الانحرافات الأخلاقية غير المبررة تجعلنا نتساءل عن أهمية وجودها فى العمل الدرامى، أم أن اقتباس المسلسل من عمل أمريكى جعل القائمين عليه يقتبسون أخلاقيات الشارع الأمريكى أيضا؟