قادتني المصادفة منذ يومين إلى مشاهدة حلقة من مسلسل « هبة رجل الغراب»، شدتنى جدا الأحداث والحوارات، ووجدت فيه نافذة للهروب من المشاكل والأزمات السياسية التى نعيشها، والأهم من كل هذا أن رجل الغراب يعرض في فترة إذاعة برامج التوك شو، يعنى بعون الله وفضله لن أتابع ولو على مضض بعض فقرات من ثوار أبطال هنكمل المشوار، فقد كرهت السياسة والخلافات والصوت المرتفع والمنافقين وأدوات الأجهزة. الحلقة التي شاهدتها امتازت بسرعة الإيقاع وخلو الحوار من اللت والعجن، إضافة إلى خفة ظل المواقف والشخصيات، بسهولة انشغلت بالأحداث والمنافسات والصراعات والمقالب بين الفريقين، وفجأة انتهت الحلقة واكتشفت أنني لا أعرف من الممثلين سوى القدماء، سعيد الصالح، وحنان سليمان، وأحمد دياب، وعزب لبيب، من هى رجل الغراب؟، وما هي أسماء هؤلاء الشباب؟. علمت من ابنى أن رجل الغراب هي إيمى ابنة الفنان الكوميديان الكبير سمير غانم والقديرة دلال عبدالعزيز، وقد سبق وشاهدت بعض أعمال لبنات الفنان الكبير دنيا وإيمى، وللحق بالفعل ابن الوز عوام، فقد نجحت إيمى في إخفاء ملامحها ونبرات صوتها في رجل الغراب، كما نجحت فى أن تجبرنا على التعاطف معها، والاصطفاف خلفها ومساندتها ضد الفتيات الجميلات اللاتي يعايرنها بقبحها. فى اليوم التالى قررت قبل مشاهدة الحلقة أن أعرف على الأقل أسماء الشباب الذين يؤدون بطبيعية ومهارة كبيرة، وعرفت أن شخصية أدهم يؤديها الفنان الشاب حازم سمير، والحقيقة هذه هى المرة الأولى التى أتابعه فيها هو وباقى زملائه وذلك لعدم متابعتى للمسلسلات منذ سنوات، كما أننى لم أعد أذهب أيضا للسينما منذ فترة كبيرة، وأذكر أن آخر مسرحية شاهدتها كانت عفروتو، وكانت تعرض فى مسرح الزمالك، وكنا فى أحد الأعياد وطلبت ابنتى وابنى ان نذهب للمسرح، ومررنا على مسرح الزمالك صباحا وحجزنا أربعة مقاعد ب 600 جنيه، أيامها ابنى حسام كان لازال عمره ست سنوات أو أقل، وحجزت له كرسي مثلنا، ولم يتمكن من مشاهدة العرض من كرسيه، وأجلسته على مسند الكرسي الخاص بى طوال العرض، وأذكر كذلك أنني بعد انتهاء العرض اكتشفت أن حافظة نقودي سقطت منى، وكانت تحتوى على البطاقة والكارنيهات ورخصة السيارة والقيادة. خفة ظل إيمى ابنة الفنان القدير سمير غانم أعادتني بالذاكرة إلى أيام السبعينيات، فقد كنت من عشاق مشاهدة والدها متعه الله بالصحة، وكنت أسافر من مدينة طنطا إلى القاهرة لمتابعة العروض، وعندما كنا نفاضل بين مسرحيتين أو أكثر فكنت أختار أنا وأصدقائي عروض سمير غانم، وكانت تعرض أيامها في مسرح الهوسابير برمسيس، كما كنت أنا وأولادي ننحاز لعروضه فى الإسكندرية خلال فترة الصيف. أحد الأصدقاء أخبرني بأسماء باقي الممثلين، ريهام حجاج التي تؤدى دور فريدة، وريم مصطفى وتؤدى دور بريهان الغلسة، ونورهان: شيرين، ومن الفنانين الذين كنت أعرف ملامحهم الفنانين: ماهر ماهر الذى أدى ببراعة دور معتز، وتامر يسرى: مازن، وأشرف طلبة : إلهامى، ونرمين زعزع: (رجاء)، مديحة البكري: (هالة)، محمد سليمان: (هادي)، سامية عاطف: (داليا)، إنجي المقدم: (لينا)، حمادة بركات: (رماح)، محمد سلام: (تيمور)، ندا موسى: (رباب)، رجوى حامد: (هايدي)، وجميعهم يستحقون الإشادة والتقدير. أول أمس اكتشفت أنني أنحاز بشكل لا يليق لفريق رجل الغراب، مع أنهم بدأوا يزورون فى التقارير، فقررت أن أتابع الحلقات من مقعد المتفرج المحايد لكى أرى جيدا، فى التاسعة والنصف انتهيت من فنجان القهوة، وجلست أتابع رجل الغراب، واتضح أن رجل الغراب تجمع بين الفتاة القبيحة وبعض من الفتاة المتخلفة، كما أنها هى وفريقها أدهم ومازن لا يهمهم كثيرا الأخلاقيات بقدر انشغالهم بالمنصب والسلطة، ورجل الغراب يمكنها أن تفعل أي شئ لكى تبقى بجانب أدهم، واتضح كذلك أن الحلقات ربما والله أعلم منقوله عن مسلسل أمريكي، وأن الذين نقلوه لم ينتبهوا لبعض العادات والتقاليد المخالفة لنا ولثقافتنا وديانتنا. سألت أحد المهتمين بالفن، وقال لى: قلت لك قبل كده، رجل الغراب ، النسخة العربية من المسلسل الأمريكي «بيتى القبيحى Ugly Betty». قلت له: والله ما قصرت، بيتى القبيحة، هبة رجل الطرابزة أو حتى ديل الكلب، العيال أولادنا بيؤدوا زى الفل، وهم أفضل بكثير من ثوار أحرار هنكمل المشوار.