*«حبارة» و32 إرهابيا من شاركوا فى عملية قتل جنود «الأمن المركزى» بدم بارد انتقامًا من «الداخلية» أثارت واقعة استشهاد 25 من مجندى الأمن المركزى بشمال سيناء فى 18 أغسطس الماضى، والتى عرفت إعلاميا ب«مذبحة رفح الثانية»، غضب الرأى العام، وأنهكت القضية الأجهزة الأمنية السيادية فى البحث عن مرتكبى الواقعة التى ظلت غامضة حتى فك طلاسمها جهاز «الأمن الوطنى» فى نهاية المطاف. وتبين من تحريات الجهاز أن وراء الواقعة خلية إرهابية تعرف باسم «الأنصار والمهاجرين» والتى يقودها الإرهابى عادل حبارة، وهو أصلا «بلطجى» من قرية «الأحراز» بالشرقية، كما ضمت قائمة المتهمين أيضًا، بالإضافة إلى «حبارة» أكثر من 32 إرهابيًا شاركوا فى عملية قتل الجنود، وأحالت محكمة جنايات القاهرة أوراق 7 منهم إلى فضيلة المفتى. وجاء فى قرار الإحالة أن «المتهمين سعوا فى الأرض فسادا وانتموا لجماعات متطرفة تؤمن بالفكر التكفيرى ودبروا وخططوا لتنفيذ العملية الإرهابية، مبيتين النية على قتل الجنود والتمثيل بجثثهم»، وأن الإرهابى «حبارة» جند المتهمين من الإرهابين التابعين له لتنفيذ العملية انتقامًا من وزارة «الداخلية» بعد فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة». ومن بين المتهمين التى أحالت المحكمة أوراقهم إلى المفتى، المتهم محمود محمد مغاورى وشهرته «أبو سليمان المصرى» والذى حدد «الأمن الوطنى» دوره فى القضية- حسب التحريات- بأنه «جهادى مؤمن بالفكر التكفيرى وانضم إلى جهاديى سيناء منذ أكثر من 5 سنوات، كما أنه اشترك فى تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ففى سيناء، وسافر للقتال فى سوريا ومكث هناك زمنا ثم عاد مرة أخرى إلى مصر ليكمل جهاده فى سيناء، ومن ثم عاد مؤخرًا إلى الشرقيةمسقط رأسه هو والإرهابى عادل حبارة، وعقدت بينهما اجتماعات سرية استمرت عدة أسابيع». وكشفت التحريات أن هناك تسجيلات صوتية عُثر عليها بصوت المتهمين، يعقد خلالها «حبارة» اتفاقًا مع المتهم (أبو سليمان المصرى) على تنفيذ عملية إرهابية بالشرقية ضد رجال الشرطة قبل الاتفاق على تنفيذ العملية الكبرى فى رفح، وكان دوره فى هذه العملية أساسيا، حيث تم الاتفاق مع المتهم وباقى شركائه من خلال التواصل عبر الهاتف المحمول، وعقدوا النية على أن يتم التنفيذ انطلاقا من أحد منازل القيادات «الجهادية» بسيناء قبل العملية بأربعة أيام، وعرض عليهم «حبارة» الخطة الكاملة لطريقة تنفيذ العملية ومكان التنفيذ. أما المتهم الثانى أحمد مأمون محمد سليمان، الذى أحيلت أوراقه إلى المفتى ضمن الخلية الإرهابية وهو من مواليد الشرقية أيضًا، فقد انتمى لتنظيم تكفيرى بعد انتمائه لجماعة الإخوان، وأقام فى سيناء أكثر من 5 سنوات كان يقوم خلالها بتنفيذ العمليات الإرهابية، ثم انتمى إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» ونفذ مع أعضائه العديد من العمليات الأخرى التى ارتكبها التنظيم بعد ثورة 30 يونيو. وحسب تحريات «الأمن الوطنى»، تلقى أحمد مأمون محمد سليمان تدريبات عسكرية على يد قيادات من تنظيم «القاعدة»، وشارك فى العديد من العمليات الإرهابية داخل محافظة الشرقية، فقد جمعته مع «حبارة» صداقة قديمة لكونهما جيران، فضمه الأخير إلى خلية «الأنصار والمهاجرين» والتى كانت مهمتها الأساسية هى تصفية أكبر عدد من رجال الشرطة والقوات المسلحة. وأما المتهم الثالث أحمد سعيد عطية، فقد عرف عنه التشدد فى الآراء الدينية وسط جيرانه فى إحدى قرى الشرقية، وقد اعتنق المتهم الفكر «الجهادى» مبكرا، وتحديدا منذ بلوغه 21 عاما، وسافر من قريته فى الدلتا إلى سيناء فمكث بها لعدة سنوات، والتقى «حبارة» الذى عرض عليه الانضمام إلى الخلية الإرهابية، وكانت له أدوار محددة قبل تنفيذ العملية، وهو أن يكون همزة الوصل بين منفذى العملية والتنسيق بين الاجتماعات السريعة التى عُقدت فى منزل القيادى «الجهادى» بسيناء قبل تنفيذ العملية بأيام، بالإضافة إلى التأكد من صلاحية الأسلحة التى سوف يتم استخدامها فى الواقعة والمشاركة فى قتل المجندين بدم بارد. وكانت النيابة العامة وجهت للمتهمين عدة اتهامات بارتكاب جرائم إرهابية بمحافظات شمال سيناءوالقاهرةوالشرقية، ونسبت لهم قتل 25 شهيدًا من مجندى الأمن المركزى، بجانب قتل مجندين آخرين فى «بلبيس، واتهامات أخرى من بينها التخابر مع تنظيم «القاعدة».