تنشر "المصريون" تحريات جهاز الأمن الوطني فى قضية مقتل 25 مجندًا من قطاع الأمن المركزي، والتي عرفت إعلاميًا ب"مجزرة رفح الثانية"، والتي تمت إحالتها إلى محكمة الجنايات, والتي تفيد قيام قيادات تكفيرية بتكوين مجموعة تنظيمية سرية تعمل على تكفير رجال الجيش والشرطة والعاملين بالدولة وخطط للقيام بعمليات تخريبية وعدائية ضد البلاد. وأكدت التحريات تمكن قيادى تكفيرى يدعى محمود محمد مغاوري من استقطاب عناصر معتنقة للأفكار الجهادية والتكفيرية والقائمة على تكفير العاملين بالدولة للقضاء على القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء والجهات الحكومية لأنهم يرون عدم تطبيقها لشرع الله، وأن تلك الأفكار تقوم على وجوب الجهاد ومحاربة هؤلاء لإقامة المجتمع والدولة الإسلامية وأيضًا تكفير المسيحيين فى مصر واستهداف دور عبادتهم ومشاريعهم، ومن خلال ذلك تمكن "محمود محمد مغاورى" من تكوين مجموعة تنظيمية تعمل تحت إمارته وأنه قد عرف منهم كل من الآتي أسماؤهم وهم القيادي التكفيري "عادل محمد إبراهيم" وشهرته عادل حبارة. كما أضافت التحريات قيام القيادي "مغاورى" بالاستعانة بكل من عضوي التنظيم "أشرف أبو طالب" و"صبرى أبو الروس" فى إعداد برنامج لتجهيز عناصر التنظيم للقيام بأعمال عدائية مما قد يتم تكليفهم بها وأن ذلك البرنامج يعتمد على عدة محاور، أولها المحور الفكري المتمثل فى عقد اللقاءات التنظيمية والتثقيفية لأعضاء التنظيم بصفة دورية يتم خلالها تدارس الأفكار التكفيرية والجهادية وبحث الأمور التنظيمية وتكليفهم بمطالبة المواقع الجهادية على شبكة المعلومات الدولية لتثبيت عقد بينهم وإقناعهم بجدوى العمليات العدائية المخطط لها وأيضًا مدّهم بمطبوعات وإصدارات مؤيدة للأفكار الجهادية والتكفيرية ومؤلفات لقيادات التنظيمات الإرهابية وتواصل عناصر التنظيم إلكترونيًا مع القيادي "محمود مغاوري" عبر حسابه على موقع «فيس بوك» واتخاذه اسمًا حركيًا أبو سليمان المصري, والمحور الثاني للبرنامج إعداد عناصر التنظيم هو المحور العسكري القائم على تلقيهم تدريبات فى مجال أعداد العبوات المتفجرة والشراك الخداعية، وفى مجال حرب العصابات والتدريب على استخدام الأسلحة النارية لإعدادهم؛ لتنفيذ بعض العمليات العدائية داخل البلاد ودراسة أسلوب «رفض ورد» لي وصد ودفع المنشآت وتصويرها، والمحور الثالث من ذلك البرنامج هو المحور الحركى المتمثل فى شرح أساليب كشف المتابعات الأمنية والتخفى والهرب من المراقبة. وأكدت التحريات قيام "مغاوري" بتكليف عناصر مجموعته بالقيام ببعض العمليات العدائية والمتمثلة فى استهداف المنشآت العامة ودور العبادة الخاصة بالطائفة المسيحية والمنشآت الشرطية والدوريات الأمنية وأن عناصر ذلك التنظيم يحوزون بمحل إقامتهم العديد من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات المتفجرة لاستخدامها فى تلك العمليات، وأن "مغاوري" كلف عناصر مجموعته التنظيمية بمحاولة السفر خارج البلاد والتسلل عبر الحدود السورية للالتحاق بحقل الجهاد هناك وتلقى تدريبات عسكرية على القتال داخل المدن تمهيدًا لعودتهم للبلاد لاستغلال تلك المهارات فى ارتكاب عمليات عدائية، وقد توصلت التحريات إلى سفر بعض عناصر التنظيم, منهم "أشرف أبو طالب" و"صبري أبو الروس" وتلقيهم تدريبات عسكرية هناك خلال الفترة من يناير 2013 حتى عودة أشرف أبو طالب خلال شهر يونيه. وتوصلت التحريات إلى قيام التنظيم بعدة عمليات عدائية منها إطلاق عضو التنظيم "عادل حبارة" النيران على شرطي سرى من قوة مباحث شرطة، مما أدى لوفاته وحكم عليه غيابيًا بإحالة أوراق بقضية مفتى الديار المصرية، وأيضًا تكليف القيادي "مغاورى" لبعض عناصر التنظيم باستهداف قوات الشرطة، حيث قاموا بإطلاق النيران على بعض سيارات قطاع الأمن المركزى أثناء سيرها بمحافظة الشرقية وحدوث تلفيات بالسيارتين، ونتج عن ذلك إصابة أحد الضباط بقطاع الأمن المركزي وأمين شرطة وإصابة سبعة مجندين آخرين. عقب صدور إذن النيابة العامة تم تشكيل عدة مأموريات من قطاع الأمن الوطنى لتنفيذ إذن النيابة بشأن المتهمين، وأسفر ذلك عن قيام ضابط بقطاع الأمن الوطني بالتوجه لضبط المتهم صبرى أبو الروس والتوجه لمسكنه, وحال وصوله والقوة المرافقة أطلق المتهم أعيرة نارية من أعلى مسكنه على القوة، أدى إلى وفاة مجند وإصابة مجند آخر، وتم تبادل طلقات نارية وضبط بحوزته سلاح نارى بندقية آلية وخزينة بها عدد من الطلقات المستخدمة فى التعدي على القوات, وتمكن ضابط من ضبط المتهم صبرى محمد إبراهيم بمسكنه كما انتقل لضبط المتهم أشرف أبو طالب لمسكنه، وتبين هروبه وتم تفتيش مسكنه وعثر على بعض المضبوطات بمسكنه من بينها طلقة نارية وجهاز سامسونج تاب, حيث تمكن العقيد هشام درويش مدير المباحث بإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن شمال سيناء من ضبط المتهم عادل حبارة بأحد محلات البويات بمدينة العريش وضبط برفقته كل من على مصبح سليمان أبو حراز, وأحمد مصبح سليمان أبو حراز، حيث قام بتصنيع قنبلة يدوية حاول استخدامها إلا أنه تم ضبطهما وضبط بحوزة كل منهما هاتف محمول وعقب ذلك وبناءً على قرار نيابة أمن الدولة العليا بشأن طلب التحريات حول ضبط سلفي الذكر. وأضافت التحريات انه بعد ارتكاب المتهم عادل حبارة لعدة وقائع بالشرقية, اتفق مع المتهم مغاورى على الهروب من خشية ضبطه والانتقال لمحافظة شمال سيناء واستئجار شقة بمساكن الدعم التعاونى برفح وتمت إقامته بالمناطق الصحراوية والنائية واستمر فى تواصله مع عناصر التنظيم بالشرقية وتحديدًا القيادي التنظيمي محمود مغاورى وعضوي التنظيم أحمد مأمون, وأحمد سعيد وتلقى تكليفات من الأول اتفق معه خلالها على تكوين مجموعة تنظيمية من بعض العناصر الجهادية والتكفيرية بشمال سيناء تعمل بطريقة البؤر العنقودية المنفصلة عن تنظيم الشرقية فيما عدا الارتباط بين عادل حبارة وعناصر مجموعته الأصلية بالشرقية، وفى هذا الإطار أسس المتهم عادل حبارة مجموعة تنظيمية تحت مسمى المهاجرين والأنصار تعمل تحت إمارته والمعتنقة لذات الأفكار الجهادية والتكفيرية وأنه قد عرت من بين عناصر جماعة المهاجرين والأنصار كل من يوسف سالم السواركة المقيم بمنطقة الجورة قرية أبو إقبال وفرج جمال, ومصطفى حسين محمد المقيم بقرية بالشيخ زويد سبق اتهامه فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ تمكن من الهرب من السجن خلال أحداث اقتحام السجون يناير 2011 وعلى مصبح سليمان مصبح أبو حراز وشقيقه أحمد مصبح سليمان مصبح وهما من العناصر الجنائية سابقاً والتى تعمل فى تجارة الأسلحة والتزما دينيًا واعتنقا الفكر الجهادي التكفيري على يد المتهم عادل حبارة وأيضًا ناصر عياد المقيم بمنطقة الجورة بالشيخ زويد وعبد الهادى زايد المكنى أبو ولاء, والفلسطيني الجنسية أبو عبد الله المقدسى المسئول الشرعي لتنظيم فتح الإسلام بقطاع غزة. وأكدت التحريات أن حبارة تمكن من استقطاب عضو التكفير إسماعيل إبراهيم عبد القادر, والذي كانت تربطه به علاقة صداقة قوية حال إقامته بالشرقية وعمل إسماعيل تحت إمارة حبارة واقتصر دوره على إمداد حبارة بالأموال اللازمة لعملياته التنظيمية فى شمال سيناء وتلقى تكليفات من حبارة لنقلها لعناصر التنظيم بالشرقية. وأضافت التحريات بعمل إسماعيل إبراهيم بالمجموعة التنظيمية بالشرقية وشمال سيناء وأن دوره اقتصر على إمداد جماعة المهاجرين والأنصار بالأموال ونقل وتلقى تكليفات حبارة لأعضاء التنظيم بالشرقية كحلقة وصل بينهم, وأكدت التحريات ارتكاب عناصر الجماعة المسماة «بالمها» بالمهاجرين والأنصار بشمال سيناء، بالعديد من العمليات العدائية تجاه قوات الجيش وبعض العمليات تجاه المواطنين بهدف توفير الدعم المالى لعمليات التنظيم وتخطيط المتهم حبارة وإعداده وتنفيذه لحادث مقتل خمسة وعشرين مجندًا من جنود الأمن المركزى بشمال سيناء بقطاع رفح الأحراش خلال شهر أغسطس 2013 بمشاركة كل من أعضاء مجموعته التنظيمية ناصر عباد جهينى وعبد الهادى زايد عواد والفلسطينى أبوعبدالله المقدسى وآخرين لم تتوصل التحريات لتحديد شخصيتهم، وأن تلك الواقعة تم تنفيذها لدى وصول المجندين لمدينة العريش ومبيتهم بموقف السيارات نظراً لحظر التجوال وتوجههم إلى قطاع الأمن المركزى عقب انتهاء حظر التجول وأثناء حديث المجندين بموقف العريش بجوار أحد المقاهي علم أحد عناصر التنظيم بطبيعة عمل هؤلاء المجندين وخط سيرهم وقام بإرسال تلك المعلومة إلى المتهم عادل حبارة وعقب علمه بذلك قرر تنفيذ عملية لاغتيالهم بدعوى الثأر للمسلمين الذين يتم قتلهم فى العمليات العسكرية بسيناء وأعد الأسلحة النارية اللازمة لتلك العملية، وهى عبارة عن بنادق آلية ووسيلة انتقال نصف نقل دبل كابينة سوداء اللون وانتظر المجندين فى طريق مرورهم لمعسكر الأمن المركزي العريش - رفح ورفقته كل من ناصر عباد وعبد الهادي زايد وأبو عبد الله المقدسي وآخرين فى أحد جوانب الطريق وعقب مشاهدته للسيارتين الأجرة التى يستقلها المجندون والتى تم إبلاغه بمواصفاتها فى الليلة السابقة خرج وباقى المتهمين وقطعوا الطريق على السيارتين وأطلقوا أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب السائقين وإجبارهم على التوقف وعقب ذلك استولوا على مفاتيح السيارتين وأنزلوا عدد 25 مجندًا من السيارتين عقب التعدى عليهم بالضرب؛ لإجبارهم على النزول ثم وضعوهم على وجوههم فى التراب بأحد جوانب الطريق وأطلقوا عليهم أعيرة نارية وآلية ونتج عنها وفاة خمسة وعشرين مجندًا وإصابة اثنين آخرين بطلقات نارية ونجا مجند وهو عبد الله أحمد سعيد، وعقب ذلك قام المتهمون بالهرب بعد تأكدهم من وفاة المجندين جميعًا وسلموا مفاتيح السيارات لسائقيها وعقب تلك الواقعة ونظرًا لتتبع قوات الأمن لمحاولة الوصول للسيارة المستخدمة فى الحادث أصدر المتهم عادل حبارة تكليفًا لعضو التنظيم أسامة محمد الشربجي لإخفاء السيارة المستخدمة فى حادث مقتل الجنود ولم تتوصل التحريات إلى عدد السيارات المستخدمة تحديدًا فى هذا الحادث من كونها سيارة واحدة أو أكثر وقام المتهم أسامة بإخفاء تلك السيارة لحين صدور تكليفات من حبارة بالتخلص منها إلا أنه قد استقر على تغيير لونها بناءً على اتفاق فيما بينه والفلسطينى أبوعبدالله المقدسى، وتم ضبط عادل حبارة خلال محاولته شراء المواد اللازمة لطلاء تلك السيارة وإخفاء معالمها. وأضافت التحريات أنه فيما يتعلق باستمرار تواصل عادل حبارة مع عناصر مجموعة بالشرقية ومن بينهم محمود مغاورى ومحمد على باشا وبلال محمد إبراهيم نصر الله وأشرف أبو طالب وسامح لطفي السيد, والمنوفي صبرى محمد أبوالروس أكدت التحريات عقدهم لقاءات سرية فيما بينهم أصدر على إثرها كل من عادل حبارة ومحمود مغاورى تكليفات بتنفيذ عمليات عدائية تجاه أفراد الشرطة والقوات المسلحة والمسيحيين واستهداف من يشتبه فى تعاونهم مع الأجهزة الأمنية من أبناء محافظة الشرقية، وترتب عليه واقعة مقتل صبرى أبوالروس عقب استهدافه وتعديه على القوة المكلفة بضبطه وفى هذا الإطار توصلت التحريات إلى تواصل عادل حبارة مع بعض عناصر مجموعة تنظيمية بالقاهرة يرتبط بينهم الفلسطينى أبو عبدالله المقدسي، وذلك فى إطار البؤر العنقودية التى تعمل كل منها على حدة ومنفصلة كل منها عن الأخرى وأن الفلسطينى هو حلقة الوصل فى هذه المجموعة التنظيمية ويرتبط بعلاقة بالمتهم عبدالله ناجى عبدالعظيم, وتواصل عادل حبارة مع بعض العناصر الجهادية المتواجدة حاليًا خارج البلاد وعرف منهم عمرو زكريا شطا المكينى, والمتواجد بدولة سوريا والذى قام عقب ارتكاب عادل حبارة واقعة قتل مجندى الأمن المركزى وإمارته للجماعة المسماة المهاجرين والأنصار بالاتصال به وتهنئته وإبلاغه بأنه سوف يرسل له مبلغ عشرة آلاف دولار كدعم مالى للجماعة عبر مَن يدعى المكنى أبو عبيدة المصرى وهو من الإسكندرية وأبلغه المتهم عادل حبارة بأن إسماعيل إبراهيم سوف يقوم باستلام مبلغ عشرة آلاف دولار من المكنى أبو عبيدة المصري لتوصيلهم له، كما أضافت المعلومات بقيام عمر زكريا شطا بتكليف عادل حبارة بتسجيل مقطع فيديو لعناصر مجموعته التنظيمية بشمال سيناء حال تلقيهم التدريبات العسكرية والأسلحة النارية وأر. بى. چى حاملين الإعلام السوداء الخاصة بتنظيم القاعدة ويتم خلال ذلك المقطع مبايعتهم لمسئول تنظيم القاعدة ببلاد العراق والشام المكنى أبوبكر البغدادى ويتم بث ذلك الفيديو بتوقيت متزامن لفيديو آخر يتم إعداده بمعرفة التنظيم الذي يتولاه أبو بكر البغدادى خارج البلاد ويحوى تهديدًا للقائد العام للقوات المسلحة، وأن تواصل عادل حبارة مع عمرو زكريا شطا كان يتم عبر الهاتف الذى يستخدمه, وأكدت التحريات أنه فى أعقاب فرار عادل حبارة من وقت لآخر لمحافظة الشرقية وعقد لقاءات تنظيمية مع بعض أعضاء التنظيم السابق الإشارة اليهم والاتفاق على تنفيذ عمليات عدائية ضد قوات الشرطة والجيش وتم تنفيذ بعض العمليات وآخرها واقعة الاعتداء على سيارات الأمن المركزى بطريق ههيا الزراعى، وأن تلك التكليفات أكدها لعناصر التنظيم المتهم إسماعيل إبراهيم عقب إبلاغه بها وموعد تنفيذها من المتهم عادل حبارة الذى تولى قيادة التنظيم بالشرقية منفرداً عقب مغادرة محمود محمد مغاورى للبلاد.