-لواء بمكافحة الإرهاب: إيران تمول التنظيم للدخول فى مواجهة مع داعش وأمريكا لا يزال تنظيم القاعدة يتوعد الأمريكان انتقامًا لمقتل زعيمهم أسامة بن لادن، وبين حين وآخر تظهر جماعة تابعة للتنظيم تعلن تبنيها عمليات إرهابية ضد أمريكا، الأمر الذى يثير فزع الأمريكان، خاصة أنهم لم ينسوا أبدًا أحداث 11 سبتمبر 2001، التى هزت الولاياتالمتحدةالأمريكية بأكملها، لكن الخطير- بحسب ما ذكره جيمس كلابر مدير الاستخبارات الأمريكية فى مؤتمر صحفى بواشنظن- أن هناك تنظيمًا يدعى «خرسان» يتوعد بتنفيذ ضربات ضد أمريكا خلال الفترة القادمة، بغرض توجيه رسالة للعالم بأن القاعدة قادرة على هزيمة أمريكا التى تتدعم بعض التنظيمات الإرهابية مثل «داعش». تصريحات «كلابر» كانت بمثابة خيط البداية الذى اتبعته «الصباح» للكشف عن حقيقة هذا التنظيم، وأفكاره، وتمويله.
أصل التسمية البداية كانت بالبحث عن سبب تسمية التنظيم ب«خراسان»، واتضح أن اسم خراسان فى الأدب الفارسى معناها «أرض المشرق» وهى تتألف من كلمتين «خور» يعنى الشمس و«اسان» يعنى طلوع وعلى هذا فمعنى خراسان «مكان طلوع الشمس»، وخراسان الكبرى هى منطقة جغرافية واسعة تشمل إقليم «خراسان الإسلامى» شمال غرب أفغانستان «مثل مدينة حيرات» وأجزاء من جنوبتركمانستان، إضافة لمقاطعة خراسان الحالية فى إيران. كما اتضح أن غالبية سكان الإقليم هم من الفرس والبشتون والبلوش مع وجود للترك فى الأقسام الشمالية، وقبل دخول الإسلام كان الإقليم مركزًا للديانة المجوسية وخصوصًا فى أفغانستان، وعند انتشار الإسلام فى المنطقة اعتنق عامة الخرسانيين الإسلام، حيث كانوا فى الغالب من السنة الشافعية، وبعض الحنفية. فى حين توجد الشيعة فى الإقليم أيضًا، واعتنق معظم سكان القسم الإيرانى المذهب الشيعى.
عناصره وذكر موقع «هفنجتون بوست» الإخبارى الأمريكى أن هذا التنظيم يضم مزيجًا من الجهاديين من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا، وله تعاون مباشر مع صانعى القنابل اليمنيين لاستهداف الطائرات الأمريكية، كما أوضح الموقع تواجد الخلية المعروفة باسم مجموعة «خراسان» فى وسط سوريا، والتى تشمل كادرًا من المقاتلين المخضرمين التابعين لتنظيم القاعدة من أفغانستان وباكستان الذين سافروا إلى سوريا لإقامة روابط مع فرع تنظيم القاعدة هناك، المعروف ب«جبهة النصرة»، ونقل الموقع عن مسئولين أمريكيين قولهم إن مسلحى «خراسان» لم يذهبوا إلى سوريا فى الأساس لمحاربة نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بل أرسلوا من قبل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى لتجنيد الأوروبيين والأمريكيين الذين تسمح جوازات سفرهم بارتياد طائرات أمريكية بأقل تدقيق من قبل مسئولى أمن جوازات السفر فى واشنطن والذهاب إلى واشنطن للقيام بعمليات إرهابية.
قائده وتابع الموقع: من أقرب الشخصيات التى تنسب إلى هذا التنظيم، إبراهيم العسيرى، الملقب ب «أبو صالح»، مواليد أبريل 1982، فى الرياض، وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات، وفى عام 2007، انضم وشقيقه الأصغر سنًا، عبدالله، إلى تنظيم «القاعدة» فى اليمن، وبرز كخبير فى صناعة المتفجرات، بعد اندماج جناحى القاعدة اليمنى والسعودى، ليشكّلا «تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية»، واتجهت إليه هو وشقيقه فى محاولة اغتيال نائب رئيس وزير الداخلية السعودى، محمد بن نايف مساعد، بقنبلة مصنوعة من مادة PETN المتفجرة، ليتضح فى ما بعد أن الانتحارى هو عبدالله، وأن العسيرى قام بتجهيز شقيقه بنفسه. أما عن قائد تنظيم خراسان، فكان هو العضو السابق فى تنظيم القاعدة، محسن الفضلى، وقد فر من أفغانستان وأقام فى إيران حتى عام 2012 بمعرفة السلطات الإيرانية، قدم إلى سوريا منذ أكثر من عام ليقود مجموعة «خراسان»، حيث إنه يركز فى كل عملياته على توجيه الضربات داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا عن طريق الطائرات وزرع عبوات ناسفة بداخلها. وقد وصفت وزارة المالية بالولاياتالمتحدة الفضلى بناء على الأمر التنفيذى رقم 13224 بتاريخ 15 فبراير 2005 بأنه قدم مساعدات مالية ومادية إلى شبكة الزرقاوى وتنظيم القاعدة. وفى فبراير 2005 أدرجت لجنة عقوبات تنظيم القاعدة التابعة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة الفضلى لمشاركته فى تمويل وتخطيط وتسهيل وارتكاب جرائم لتنظيم القاعدة. ويتسبب هذا الإدراج فى إخضاعه للتجميد الدولى للأصول المالية، وحظر السفر، وحظر على توريد المعدات والمساعدات القانونية الأخرى. عضو ثالث فى التنظيم، هو النيجيرى عمر فاروق عبدالمطلب والذى حاول تفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بقنبلة مخبأة فى ملابسه الداخلية، إلا أنها لم تنفجر، وعُثر على طردين كل منهما يضم عبوات حبر للطابعات، محشوة بالمادة المتفجرة نفسها، وذلك على متن طائرتين فى طريقهما من اليمن إلى شيكاغو فى الولاياتالمتحدة، وتم اكتشاف القنابل بعدما توقفت الطائرتان فى مطار إيست ميدلانذز فى بريطانيا.
أمريكا صانعة الإرهاب أمنيًا، قال اللواء رضا يعقوب- مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب فى مصر- فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى التى صنعت «تنظيم القاعدة» لمحاربة روسيا، وكذلك أنشأت بداخل القاعدة مراكز ووحدات للتدريب على صناعة المتفجرات، واستخدام الأسلحة الخفيفة وفوق المتوسطة والثقيلة، كذلك مراكز للتدريب على صناعة الثورات، وكان من يدرب هذه العناصر قيادات بالجيش الأمريكى وكان ذلك بمقابل مادى، وعندما انقلبت القاعدة على أمريكا قتلوا أميرهم أسامة بن لادن واهمين أنهم بذلك قضوا على التنظيم، ولا يعلمون أن «داعش» خرج من قلب تنظيم القاعدة لكنهم اختلفوا على حرب القيادات والزعامات لا أكثر. وأضاف اللواء يعقوب، بأن داعش أصبحت الآن أغنى تنظيم إرهابى وتسليحها أصبح أقوى من دول كثيرة، لكن «خراسان» يتم تدعيمه من إيران، لأنها تحاول أن تكون طرفًا فى القضية، ولأنها تدافع عن بشار الأسد، وتود أن تخرج من كل ذلك بمكاسب ضد أمريكا.
علاقته ب«داعش» من جانبه قال الدكتور ياسر سعد، القيادى الجهادى السابق بتنظيم القاعدة: تنظيم «خراسان» هو مجرد محاولة من ال «CIA» للدخول فى صدام مع داعش ولكى تكون جهتان تحت غطاء الإسلام حتى يتم استقطاب الشباب الجهاديين ويتم تشتيتهم بين التنظيمين، منوهًا إلى أن «تنظيم خرسان» ليس لديه خلاف فقهى مع «داعش» ولكن الخلاف فى البيعة بين الظواهرى والبغدادى.
وأضاف سعد ل«الصباح» أن تنظيم خراسان يضم فى صفوفه الكثيرين ممن يجيدون اللغة الإنجليزية للتحرك نحو الغرب وتجنيد شبابهم، لكنه أوضح أن تنظيم خراسان أو أى تنظيم آخر لن يستطيع منافسة «داعش»؛ لأنها تجاهد تحت مسمى «الدولة الإسلامية» وهو اسم يحلم به كل المجاهدين، منوهًا بأن محاولة خراسان ستفشل.