«عفاف».. تزوجت من رجل يكبرها ب12 عامًا قيدها بالحبال واغتصبها بعنف.. فقتلته «كوثر» زوجها اعتاد التعدى عليها أثناء المعاشرة فهربت من المنزل.. ولاتزال تراه فى المنام يحاول اغتصابها «حنان».. فشلت فى الإنجاب بعد 5 زيجات.. والأخير كان يضربها بحزام الملابس أثناء ممارسة الجنس فقطعت شرايينها «علياء» تزوجت ابن عمها ثم اكتشفت ضعفه الجنسى وعند مواجهته قيدها واغتصبها بعنف «زينب» فتاة صعيدية تزوجت وهى قاصر.. وتحملت العنف الجنسى من زوجها لأكثر من 13 عاما
على الرغم من أن أحلامهن لم تكن تتجاوز حدود منزل وزوج وأطفال يملئون الدنيا أملاً حولهن، إلا أن سادية بعض الأزواج، وإدمانهم ممارسة الجنس بعنف مع زوجاتهن، وضعت نهايات مأساوية لسيدات وفتيات حاولن البحث عن «ضل راجل»، وانتهى بهن المقام فى جمعية المغتصبات بمدينة 6 أكتوبر، والتى تؤوى المئات من السيدات اللاتى اغتصبن، وتحولن بسبب العنف الأسرى لعدوانيات.. «الصباح» فتحت الملف المسكوت عنه وزارت أحد مقار الجمعيات التى تتولى إعادة تأهيل ضحايا جرائم الاغتصاب. أثناء جولتنا داخل عنابر جمعية «الأمل» بمدينة السادس من أكتوبر، التقينا عفاف والتى تقيم بالجمعية منذ سنتين، وتعرضت للاغتصاب من قبل زوجها، ما أصابها بنوبات من البكاء الشديد كلما تذكرت ما حدث معها، حيث يقوم العاملون بالجمعية بتقييدها للسيطرة عليها. عفاف التى تزوجت منذ 6 أعوام وكانت تبلغ من العمر 44 عامًا، وارتبطت برجل يكبرها ب12 عامًا، ولديه أربعة أطفال، كانت فى غاية السعادة بهذه الزيجة، فقد أصبح لها بيت وحياة مستقلة، إلا أنها فوجئت ليلة الزفاف بالزوج يقيدها بالحبال فى الفراش، ويتناوب اغتصابها بوحشية، وهو ما تكرر لأيام متتالية حتى أصيبت بنزيف، وفى إحدى المرات تركها مقيدة فى السرير وغادر المنزل، حيث ظلت تصرخ حتى تدخل الجيران وقاموا بفك قيودها، إلا أنها لم تقرر الهروب من المنزل، بل أصرت على الانتقام، حيث تهيأت لزوجها وفور عودته دعته لممارسة الجنس معها فقيدها فى السرير وأثناء ذلك، طلبت منه أن يفك قيودها فوافق، حيث فاجأته على الفور بطعنه 22 طعنة نافذة من سكين أعدتها لقتله. فيما أخطر الأهالى قوات الشرطة، التى حضرت وألقت القبض على الزوجة، وبعد عرضها على الأطباء النفسيين تبين إصابتها بخلل عقلى استدعى إيداعها فى مستشفى الأمراض العقلية، لتخرج منها إلى جمعية المغتصبات. كوثر الفتاة ذات العشرين ربيعًا، والتى قررت الزواج من الشخص الذى أحبته على الرغم من أنه يكبرها ب15 عامًا، إلا أنها أصرت عليه، وانتقلت للإقامة فى القاهرة مع زوجها، وظلت تعيش فى فرحة قرابة 30 يومًا، لكن تعرض الزوجة الأولى لحادث، دفع بزوجها لممارسة الجنس معها بذات الطريقة العنيفة التى كان يستخدمها مع زوجته الأولى، حيث اعتاد اغتصابها حتى تعرضها للإغماء، وعندما حانت الفرصة تمكنت كوثر من الهرب ولجأت إلى الجمعية التى وافقت على إيوائها، بعد أن أصيبت بحالة مرضية تمنعها من النوم، حيث إنها ترى زوجها يحاول اغتصابها فى المنام. حنان التى تبلغ من العمر 33 عامًا، سبق لها وأن تزوجت أكثر من 5 مرات، وفى كل مرة ينتهى الأمر بالطلاق لعدم قدرتها على الإنجاب، وقادها حظها العثر لأن تتزوج برجل لا تعرف عنه شيئًا، حيث اعتاد الزوج ممارسة الجنس معها بعد ضربها بالحزام، وعلى الرغم من أنها طلبت الطلاق أكثر من مرة، إلا أنه كان يرفض ويستمر فى ممارسة الجنس معها حتى دخولها فى الإغماء، وحاولت أكثر من مرة قطع شرايين يدها، وفى إحدى المرات نجحت المحاولة، فقام الزوج بإلقائها فى الطريق العام، حيث حملها المارة لمستشفى قريب وتم إنقاذ حياتها. أما علياء والتى تبلغ من العمر 35 عامًا، فقد تزوجت من ابن عمها الذى كان يحبها منذ الصغر ولكنه عقب إتمام زواجهم، اكتشف إصابته بالضعف الجنسى، ورغم محاولاتهم المستمرة للعلاج إلا أنه ظل على حالته، وعندما طلبت منه علياء الطلاق، قام بتقييدها بالحبال وحاول اغتصابها بشتى الطرق، قائلاً لها: «تأكدتى من أننى قادر على اغتصاب أكثر من 40 فتاة فى آن واحد»، حيث قامت بضربه على رأسه وهربت من المنزل، ومع الأيام علمت بوجود تلك الجمعية وتوجهت إليها على الفور.
أما زينب والتى تزوجت وهى قاصر، من رجل يكبرها ب 30 عامًا، وتسكن فى قرية بالصعيد، شعرت مع الوقت بأنها دفنت شبابها فى تلك الزيجة، خاصة وأن زوجها اعتاد اغتصابها وممارسة الجنس بعنف معها، وظلت أكثر من 13 عامًا على هذا الحال، حتى توفى زوجها وغادرت قريتها إلى القاهرة، ومنذ ذلك الحين وهى تخشى الاقتراب من الرجال. تؤكد سناء عبد الحكيم- مديرة جمعية «الأمل» للزوجات المغتصبات- أن الجمعية كانت عبارة عن منزل لإيواء المحتاجات، ومع الوقت وتوافد النساء اللاتى تعرضن للاغتصاب، تحولت لجمعية تقدم خدماتها ورعايتها لهن. حيث تهتم الإدارة بتقديم الدعم النفسى والطبى للضحايا، كما تعتمد فى كل ذلك على التبرعات التى يقدمها أهل الخير للجمعية، إضافة إلى عدة جهات لا يتم الإعلان عنها بناء على طلب أصحابها والمسئولين عنها. تهتم الجمعية بتوفير أجواء للتعامل مع الضحايا بشكل علمى، ومن خلال إبعاد العنصر الذكورى عن العمل فى الجمعية، فهى للنساء فقط، خاصة وأن معظم الضحايا تحولن لعدوانيات تجاه الرجال، ما جعل مشاهدة التلفاز داخل مقر الجمعية أمرًا بالغ الصعوبة.
الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، أكد أن الشرع يحرم اغتصاب الزوجة، وأن الله عز وجل قال فى القرآن الكريم عاشروهن بالمعروف وسرحوهن بإحسان، وأنه من المفترض أن تكون المعاشرة بالرضا والقبول وليس بالاغتصاب وبالإكراه. الدكتورة منال زكريا- أستاذة علم النفس والاجتماع- أكدت أن الحالات التى عرضتها «الصباح»، حولها الاغتصاب إلى وحوش، ففى المجتمع الذكورى لا أحد يحاسب الرجل على ما يفعله بحسب قولها، وأن البعض يصيغ مفهوم طاعة الزوج فى قبول الفتاة الاغتصاب. مشيرة إلى أن مرتكبى جرائم الاغتصاب الجنسى مرضى يجب مساعدتهم على العلاج. ويضيف الدكتور علاء السيد- أستاذ الأمراض العصبية والنفسية- أن النساء اللاتى تعرضن لذلك، يجب إخضاعهن للمراقبة الطبية لإصابتهن بأمراض نفسية، لافتًا إلى أن تلك الجمعيات ليس لها أى وضع قانونى، وبالتالى يجب إرسال الحالات إلى مستشفى الأمراض العقلية، كونهم أصبحوا خطرًا على كل الرجال، بعد ما تعرضوا له من صدمة عصبية فى حياتهن الزوجية. من جهته، يؤكد الدكتور خالد منتصر أن «هناك من يعتقد أن المرأة مجرد وعاء جنسى مستقبل فقط، وجسد مستعد للجماع فى أى وقت وليس عليه أن يرفض أو أن يتململ، لأن الجنس فى اعتقاده لا يكلف السيدة جهدًا أو عناء، ولذلك كانوا يعتبرون الرفض إما دلالاً منها أو عنجهية وعجرفة لا بد أن تعاقب عليها بكسر أنفها المتعالى الممتنع بلا سبب، ولكن مع التقدم الحضارى والاجتماعى والعلمى عرفنا فيما بعد أن المرأة ليست مجرد دمية بلاستيك بها وعاء مثقوب لتفريغ كبت الرجل الجنسى اللاهث على الدوام الذى يضنيه فحيح الرغبة المتأججة، ولكنها إنسان مثلها مثل الرجل، الجنس عندها لا يتم بضغطة زر، ولكنه يتم بمجموعة معقدة من التفاعلات النفسية والشعورية والجسدية، ولكى تستمتع به لا بد أن تكون لديها رغبة وإلا لو انتفت الرغبة عندها ومارست مع الزوج رغمًا عنها وهى توهمه بأنها مستمتعة». ويشدد د. «منتصر» على أن «الجنس الذى يمارسه الزوج بالإجبار مع زوجته الرافضة لممارسته معه يعتبر اغتصابًا، ولا تنفيه أو تجمله أو تقلل من حدته ورقة كتب الكتاب والقائمة والشهود والمأذون، فهذه كلها ديكورات لا تخفى قبح هذا السلوك المشين». أما الدكتور محمد المهدى- أستاذ الطب النفسى- فيقول إن: «العلاقة الجنسية بين الزوجين دائمًا ما يطلق عليها (العلاقة الحميمة) دلالة على ضرورة أن تصاحبها فى كل مراحلها مشاعر دافئة ورقيقة وعذبة ليستمتع بها الطرفان وتؤدى إلى دوام المحبة بينهما، أما إذا خرجت العلاقة عن هذا الإطار فأصبحت عبارة عن قهر وإجبار من الزوج لزوجته كى يأخذ منها مراده دون قبول أو رضا منها، فإننا لسنا بصدد علاقة حميمة بالمعنى الوجدانى والإنسانى، وإنما بصدد علاقة اغتصاب جنسى حتى ولو كانت بين زوجين». ويتابع «المهدى» أن: «الزواج يعطى الحق الشرعى فى العلاقة برضا الطرفين ومن أجل سعادتهما معا، أما الاغتصاب فهو يعطى الحق للطرف الأقوى لتحقيق سعادته على حساب الطرف الآخر وانتقاصًا من حريته وإرادته وخياراته، ويرسب فى نفس الطرف المغصوب والمقهور مشاعر الألم والغضب والاشمئزاز، وهذا ما تعبر عنه الزوجة المغتصبة بأنها تشعر بعد العلاقة الجنسية بالرغبة فى القىء وأنها تكره نفسها وتكره زوجها بعد هذه العلاقة، وتشعر بأن دنسًا قد أصاب جسدها». ويشير «المهدى» إلى أن «الاغتصاب الزوجى هو نوع من العنف يتلبس بالفعل الجنسى، وهو رغبة من الزوج فى إثبات رجولته التى ربما تكون قد عانت قهرًا من قوى أخرى فتزيح هذا القهر نحو الحلقة الأضعف فى نظره وهى زوجته، وقد لوحظ زيادة حالات الاغتصاب الزوجى فى الطبقات الأكثر فقرًا، ربما لأن الزوج الفقير المعدم لا يشعر بكرامته ولا برجولته بينما هو لا يستطيع توفير حاجات أسرته وربما يشعر بالدونية لفقره، فيحول كل هذه المشاعر السلبية إلى طاقة قهر وإذلال لزوجته المسكينة».