-الوصفة ب 300 دولار.. ودفع نصف المبلغ قبل بدء جلسة العلاج مع تطور الحياة بشكل ملحوظ، لم يقف من يطلقون على أنفسهم معالجين روحانيين محلهم سر، بل تطوروا أيضًا، فبدلًا من إحضار الحال لقراءة آيات من القرآن وبعض الأدعية عليها، أصبح من الممكن الآن علاج المريض عبر مواقع التواصل الاجتماعى وال«واتس أب» وغيرهما من وسائل التواصل الحديثة. فنظرًا للظروف الاقتصادية التى تعانى منها العديد من الدول العربية، وارتفاع نسبة العنوسة يوما بعد يوم، قامت بعض صفحات الفيس بوك بالقيام بدور «الخاطبة»، وذلك عن طريق كتابة الشخص لجميع مواصفاته والمواصفات التى يريدها فى شريك حياته أيضًا، ومن يتفقون يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض، وعلى الرغم من أن هذه الصفحات أصبحت كسوق الجوارى والإماء، وأصبحت مصدرًا مهمًا للقوادين فى الإيقاع بضحايها، نجح آخرون فى استغلالها للنصب على المواطنين بدعوى العلاج الروحانى. «الصباح» تواصلت مع أحد العلماء الروحانيين المشهورين على موقع «فيس بوك»، والذى يدعى أنه يستطيع «جلب الحبيب وتزويج العانس ورد المطلقة وقضاء الحوائج وتيسير الأعمال والأمور العامة، وعادة الغائب والكشف عن الكنوز واسترجاع المسروقات»، وطلبت منه البحث عن عريس مناسب، والذى أكد صعوبة ذلك كونة مقيمًا فى الأردن، مطالبًا ببحث حالتها وعلاجها عبر «واتس أب». وبالفعل تواصلت محررة «الصباح» مع المعالج والذى أكد لها فى البداية أن تكلفة العلاج 300 دولار يتم إرسالها المبلغ عن طريق مكاتب الصرافة،150 دولارًا قبل البدء فى العلاج ، و 150 دولارًا أخرى بعد عشرة أيام وهى الفترة التى سيحدث فيها النصيب على حد قوله، متعهدًا بأن يرسل لها طردًا يحتوى على بعض الأوراق إلى جانب خاتم روحانى عليه حجر عتيق يمنى، ومعه بعض الأحجار الكريمة، اللازمة للعلاج وطريقة استعمالها.
محررة «الصباح» سألت المعالج عن بياناته لإرسال المبلغ المتفق عليه، وكانت المفاجأة فى اختلاف اسمه على صفحة «فيس بوك» عن الاسم الحقيقى له، حيث يتعامل مع الضحايا باسم «محمد أبو عبد الرحمن»، فيما يتلقى الأموال باسمه الحقيقى وهو «أحمد محمد راشد أبو عليقة»، وحينما سألته عن سبب اختلاف اسمه قال لها: «أصلهم كانوا بينادونى بمحمد وأنا صغير» ، ومن هنا كشفت المحررة زيف ادعاءاته. ومن جانبه أكد الشيخ عبدالله رشدى، أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وأن العلاج الروحانى يتم فقط بقراءة القرآن دون الاستعانة بالجان وما وراء الطبيعة، وأن البعض قد منحهم الله القدرة على العلاج عن بعد، ولكن تحديد الفترة أو اليوم الذى سيتم فيه الشفاء وتيسير الأمر، فهذا ما لا يعلمه بشر. وأضاف: « الله عز وجل أنزل القرآن الكريم رحمة وشفاء للمؤمنين، وإذا كان هناك علاج روحانى فما يحدث هو استغلال اسم العلاج الروحانى فيما يسمى بعلم الأوفاق، والذى يتم من خلاله أحيانا الاستعانة بالجن، أو من خلال علم تواصل الأرواح الذى يستخدمه بعض الأفاقين فى النصب على من يعانون من مشاكل لا تفسير لها طبيًا».