نجح قبل سفره فى إقناع 100 شاب بفكرة الجهاد.. وسافر بزعم تعلمه أساليب القتال لا تزال تتعدد الأسباب حول انضمام بعض الشباب المصريين إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية فى مصر والشام «داعش».. البعض يرجعها إلى فقر هؤلاء الشباب، الذى يسهل استقطابهم من قبل تنظيم «داعش»، وآخرون يرجعونها إلى تشبع بعض هؤلاء الشباب بالأفكار المتشددة، ومن ثم ينضمون لمثل هذه التنظيمات التى تتسق فى أفكارها معهم. حكاية «يونس» التى روتها وكالة «رويترز» تجسد قصة شاب مصرى، يبلغ من العمر 22 سنة، طالبًا بجامعة الأزهر، قرر فجأة أن يترك حياة الثراء مع أسرته بحى المعادى، ليتوجه إلى الانضمام لصفوف تنظيم «داعش»، وهو الأمر الذى أثار استغراب المقربين له. يونس ظل خلال شهور يراسل أعضاء التنظيم على شبكة الإنترنت دون علم أسرته، حتى حان وقت رحيله إلى سوريا باعتبارها المكان الوحيد الذى يجتمع به المجاهدون القادمون من بلادهم بغرض الانضمام إلى تنظيم «داعش». وقال يونس، الذى طلب الاكتفاء بنشر ذلك الاسم، فى مقابلة مع «رويترز» عبر «فيسبوك»: غادرت مصر متجهًا إلى سوريا لأننى أعتقد أننا لن نستطيع تغيير الوضع فى مصر من الداخل، بل إن مصر تفتح من الخارج. يونس أوضح إنه نجح قبل سفره إلى سوريا فى إقناع 100 شاب بفكرة الجهاد، ومنهم من سافر إلى العراقوسوريا، ومنهم من بقى فى مصر، وبعضهم قتل والآخر لا يزال يقاتل. وأكد أن الموجودين منهم فى مصر يشاركون فى هجمات ضد الجيش والشرطة، لافتًا إلى إنه تعلق بالجهاد حين كانت والدته تعلمه الدين فى صغره وتحدثه عن حال المسلمين فى السابق وحالهم الآن، متابعًا: «قبل التفكير فى حمل السلاح، كنت أحفظ القرآن وأتعلم الدين، وكنت ألعب كرة القدم ورياضات قتالية مثل الكونغ فو والجى جيتسو». يونس أوضح أن الانضمام إلى «داعش» ليس سهلًا، قائلًا: أى شاب مصرى لن ينضم إلا صفوف التنظيم إلا بعد حصوله على تزكية من عضو بالتنظيم بعد إثبات نفسه فى كتيبة إسلامية أخرى تقاتل فى سوريا، لافتًا إلى أنه انضم لإحدى الكتائب حتى حصل منها على التزكية، ولولاها ما كان قد انضم إلى «داعش»، مشيرًا إلى أنه بمجرد حصوله عليها، مزق جواز سفره ليعلن ولاءه للتنظيم الذى لا يعترف بالحدود بين الدول الإسلامية وبعضها البعض، متابعًا: جئت إلى هنا كى أتدرب على فنون القتال المختلفة، ثم أعود إلى مصر لإعادة فتحها وتحريرها من النظام القائم الآن - على حد قوله. يونس أفصح عن إنه تلقى دورة تدريب قوات خاصة، وأخرى فى أساليب القنص، مع بعض التدريبات على حمل الأسلحة الثقيلة، كاشفًا عن إنه يتلقى التعليمات والأوامر من قائده المباشر وهو مصرى الجنسية أيضًا. وحول أسرار «داعش» كما يرويها يونس، فقال: «هذه دولة بها وزارات ودواوين، والجيش جزء من أركانها، وهناك كتائب وسرايا تماما كأى جيش فى العالم». وقدر يونس عدد المصريين فى صفوف تنظيم «داعش» بنحو ألف عضو، وقال إنه قابل الكثير منهم، موضحًا أن أحد الذين تقابل معهم الشاب إسلام يكن الذى ذاع صيته فى وسائل الإعلام بعد نشره صورًا على «تويتر» وهو يمسك بأسلحة وسيوف فى صفوف «داعش». وأكد يونس ما قيل عن أن يكن الذى يشتهر بلقب «أبو سلمة» كان مغنى راب ويهوى الموسيقى، متابعًا: كان تاركًا حتى للصلاة، والحمد لله الذى منّ عليه بالهداية». واعترف يونس فى نهاية مقابلته مع «رويترز» بأن تنظيم داعش مازال مستمرًا فى تجنيد المصريين عبر شبكة الإنترنت.