-تقاتل فى صفوفه عناصر أجنبية من جنسيات مختلفة.. أسسه محمد خليفة مجاهد حفيد مؤسس جماعة الإخوان بالأردن.. ويقوده الآن مصرى يدعى أبو يوسف الأنصارى واسمه الحقيقى محمود جابر عبدالتواب «أسود الإسلام».. تنظيم إرهابى جديد يتمركز فى سيناء بعيدًا عن أعين أجهزة الأمن المصرية، ولا يتردد اسمه كثيرًا مثل الجماعات الجهادية والتكفيرية الأخرى، إلا أن واقعة القبض على ثلاثة عناصر إرهابية فى منطقة إمبابة، بحوزتهم منشورات مدون بها مخططات إرهابية، وعليها توقيع التنظيم ذاته، كانت بداية الخيط للكشف عن تنظيم «أسود الإسلام» الذى يضم خليطًا من شباب عائدين من الجهاد فى سوريا، تابعين بالأساس إلى جماعة الإخوان، وعناصر أجنبية من جنسيات مختلفة.
نشأة التنظيم مصادر جهادية كشفت ل«الصباح» عن أن مؤسس التنظيم يدعى محمد محمد خليفة مجاهد، أردنى الجنسية، وحفيد مؤسس جماعة الإخوان بالأردن، ففى عام 2012 أسس خليفة كتيبة مكونة من 30 شابًا مقاتلًا من جنسيات مختلفة أغلبهم مصريون منتمون لجماعة الإخوان، كانت بمثابة جهاز استخباراتى لجمع المعلومات لصالح الولاياتالمتحدة، ثم ازداد عدد أفراد التنظيم ووصل إلى الآلاف، وبعد فترة تخلى خليفة عن القيادة لأسباب غير معلومة، فتولاها شخص يدعى أبو إيهاب سورى الجنسية إلا أن عملية اغتياله الشهر الماضى نقلت القيادة إلى مجاهد مصرى الجنسية الملقب ب أبو «يوسف الأنصارى». وألمحت المصادر إلى أن قائد التنظيم انتحل اسم « أبو يوسف الأنصارى»، لافتة إلى أن اسمه الحقيقى محمود جابر عبدالتواب، وهو من محافظة الشرقية، وظل عضوًا بجماعة الإخوان لفترة طويلة سعى خلالها أكثر من مرة لخوض انتخابات المكتب الإدارى للمحافظة إلا أنه فشل مرتين الأولى عام 2009، والثانية بعد ثورة يناير. وأشارت المصادر إلى أنه بعد انشقاق جابر عن جماعة الإخوان، سافر للجهاد فى سوريا، وانضم فى البداية إلى كتائب الفرقان ثم انتقل منها إلى عدة كتائب أخرى، وكان يحث إخوانه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على الانضمام إلى تنظيمه، حيث إنه شكل أول كتيبة للمصريين للقتال ضد بشار الأسد وتنظيم داعش، وظل حسابه يجمع آلاف الأصدقاء والمتابعين حتى تم إغلاقه بشكل نهائى من قبل السلطات المصرية، ثم تدرج إلى أن وصل إلى قائد كتيبة الأنصار ثم زعيم لتنظيم أسود الإسلام.
تجنيد المصريين المصادر كشفت عن أن التنظيم نجح فى تجنيد بعض شباب جماعة الإخوان المسلمين ضمن صفوفه، لافتة إلى أن بعضهم استشهد فى عمليات نفذها التنظيم داخل سوريا، مشيرة إلى أن أبرز هؤلاء الشباب محمد على الدهشان طالب بكلية التجارة، وعلى نور الدين من إخوان مدينة نصر، وكريم عبدالسلام من إخوان القليوبية، ومصطفى ممدوح حمزة وعيد صلاح عيد ومحمد على الشيخ وثلاثة شهداء آخرين منتمين إلى الجماعة الإسلامية وكانوا مقاتلين مع التنظيم فى سوريا. القيادى الإخوانى المنشق محمود الوردانى قال ل«الصباح» : ليس غريبًا أن ينجح التنظيم فى تجنيد شباب الإخوان، خاصة أن الجماعة لديها كتائب وتنظيمات فرعية تقاتل باسمها داخل سوريا. وكشف وليد البرش، منسق حركة تمرد الجماعة الإسلامية، عن أن التنظيم الدولى هو الذى أصدر تعليماته للجماعة بإرسال بعض شبابها للمقاتلة فى سوريا ضمن صفوف تنظيم «أسود الإسلام».
صبرة القاسمى، القيادى الجهادى السابق، أوضح أن بعض عناصر التنظيم متواجدة الآن بمصر، فى أماكن نائية بسيناء، مدللًا على ذلك بقوله: من يدقق فى المنتديات الجهادية الموجودة على شبكة الإنترنت، سيجد رسائل واضحة من التنظيم بوجوب نقل عملياته إلى مصر، مشيرًا إلى أن واقعة القبض على أعضاء التنظيم خير دليل على ذلك، قائلًا : التنظيم موجود فى مصر، ويستعد لتنفيذ عمليات إرهابية، لكنه ينتظر التكليفات. فيما رجح إسلام الكتاتنى، القيادى الإخوانى المنشق، أن يكون التنظيم قد دخل مصر قبل عام، وتحديدًا أثناء اعتصام رابعة العدوية، مدللًا على ذلك بقوله: أثناء الاعتصام أرسل الإخوان برسائل إلى جموع الجماعات الجهادية والتنظيمات المتطرفة لمساندتهم فى اعتصام رابعة العدوية لإرهاب الدولة والنظام وقتها، وبالفعل عاد عدد كبير منهم واعتصموا بميدانى رابعة العدوية والنهضة، وربما يكون أعضاء تنظيم أسود الإسلام اعتصموا برابعة ثم هربوا إلى الأقاليم بعد فض الاعتصام. وهو الأمر الذى أكده نبيل وجدى خبير الحركات الإسلامية والجهادية، قائلًا: أثناء الاعتصام، كان هناك مئات الجهاديين العائدين من سوريا وأفغانستان والعراق وليبيا واليمن بين صفوف المعتصمين، وشكلوا مجموعات مسلحة خرجت فيما بعد بأسماء مختلفة كأجناد مصر والذئاب المنفردة والفاتحين.. وغيرهم.
قبضة أمنية
اللواء عبد الحميد خيرت الخبير الأمنى، أكد استحالة انتشار هذا التنظيم داخل ربوع مصر، نظرًا لحالة التضييق التى تفرضها الأجهزة الأمنية على الجماعات المسلحة، بل والعمل على تصفية عناصرها، مؤكدًا على أن قوات الجيش والشرطة قادرة على مواجهة أى تنظيمات إرهابية مسلحة تهدد بدخول مصر، لافتًا إلى أن الجماعات الجهادية والتكفيرية فى طريقها للتلاشى نهائيًا بعد عمليات التصفية الجسدية التى تشنها ضدهم القوات المسلحة من وقت لآخر، مشددًا على ضرورة تعمير سيناء، والاتجاه نحو تنميتها حتى لا تصبح معقلًا لجماعات الإرهاب، لافتًا إلى أهمية البدء بتعمير المناطق النائية منها، باعتبارها أماكن تمركز الإرهابيين.