• التنظيم يُخيّر الفتيات بين تحقيق المتعة الجنسية ل«المقاتلين» باعتبارهن جوارى وسبايا.. أو القتل يبدو أن المقولة الفكاهية التى ترددت فى أحد الأفلام «أموالهم ونساؤهم غنيمة لنا» لم تعد مجرد مزاح كوميدى، حيث يكشف تطور المشهد فى العراق عن أشياء لا يصدقها عقل فى القرن الحادى والعشرين، ويؤكد أن هذه المقولة تحولت إلى واقع غير كوميدى على الإطلاق، بل هو مأساوى بمعنى الكلمة. التطور الجديد فى المشهد العراقى متعلق بما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابى، وهو تطور نوعى يكشف عن مدى إجرام هذا التنظيم وسعيه للفساد فى الأرض، بما يتنافى مع الراية التى يرفعها التنظيم والتى تحمل كلمات التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله». التنظيم الذى يدعى أنه يسعى إلى دولة الخلافة الإسلامية، والإسلام منه براء، ارتكب الأسبوع الماضى عدة جرائم ضد طوائف دينية وعرقية فى البلاد، بعدما قام بتهجير مسيحيى الموصل والاستيلاء على أموالهم ومنازلهم، و«أسر» بعض فتياتهم على اعتبارهن «سبايا»! والكارثة الإنسانية الجديدة التى يرتكبها التنظيم هى أسر ما يزيد على 3 آلاف فتاة أيزيدية، بعد احتلال مدينة «سنجار» شمال إثر سيطرة التنظيم على الموصل فى يونيو الماضى. وحسب تقارير إعلامية دولية، وشهادات لبعض الفارين من أبناء هذه الطائفة الذين استغاثوا بدول العالم لإنقاذهم من يد التنظيم الإرهابى، فإن «داعش» خصص عددًا من منازل الإيزيديين التى استولى عليها لإقامة حفلات جنس جماعى مع فتيات من الطائفة التى استحل نساءها وأموالها. فيما أكد عدد من شهادات النساء المسجلة أيضا أن التنظيم يتعامل مع الفتيات فى السجون كالجوارى، إما أن تدخل الواحدة منهن فى الإسلام أو تقوم بتنفيذ كل ما تؤمر به من تحقيق المتعة الجنسية لمن يصفوهم ب «المقاتلين»، أو يكون مصيرهن القتل. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتعامل بها التنظيم مع الفتيات بهذه الطريقة، حيث إنه يتبع تلك الاستراتيجية منذ سيطرته على مدينة الرقة السورية فى 2012، حيث كان يقوم بإغراء «المجاهدين الأجانب» بنكاح بنات الشام، ويلجأ إلى إجبار الفتيات على ممارسة «جهاد النكاح» مع مقاتلى التنظيم، وكان هذا هو الدافع وراء ذهاب الكثير من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، ثم إلى العراق بعد ذلك، كما أن التنظيم يعطيهم الكثير من الأموال التى يستولى عليها من منازل هذه العائلات المطرودة أو المقتولة. الهلال الأحمر العراقى، من جانبه، أكد أيضًا صحة ما قاله بعض الفارين من إرهاب «داعش»، خاصة قيام التنظيم بإنشاء سوق للرقيق وعرض نساء الطوائف للبيع فى أسواق مدينة نينوى، بحد أدنى لسعر الفتاة وهو 150 دولارًا، وذلك نظرًا لكثرة الفتيات الأسيرات لدى التنظيم. وكان المتحدث باسم الهلال الأحمر، محمد الخزاعى، قال فى بيان له مطلع الشهر الجارى، «إن عناصر داعش خطفوا النساء من الإيزيديات والمسيحيات كسبايا، وعرضوهن فى إحدى الأسواق لبيعهن. كما احتجز عشرات العائلات فى مطار تلعفر من التركمان والإيزيدية والمسيحيين، وقتل جميع الرجال منهم». ووفق بعض المصادر الأمنية فى العراق، فإن التنظيم يستغل نحو 400 امرأة من الطائفة الإيزيدية، قام بتوزيعهن على معسكرين لممارسة ما يعرف ب «جهاد النكاح» من أجل تقديمهن كجزاء للمجاهدين، بعد تحقيقهم تقدمًا عسكريًا فى عدة قرى، وتقدمهم نحو إقليم كردستان. وسجلت العديد من المنظمات الإنسانية العالمية بعض شهادات الفتيات والنساء، واللائى أكدن أنهن شاهدن عناصر التنظيم يغتصبن بعض أقاربهن، حيث قالت إحدى الفتيات وتدعى سعاد «18» عامًا إن عناصر التنظيم اقتحموا المنزل وقاموا باغتصاب ابنة عمها بشكل غير همجى حيث اغتصبها 6 رجال معا وتركوها تنزف لولا أن البعض قد نقلها إلى المستشفى، موضحة أنها كانت تختبئ بإحدى الغرف المظلمة، وتمكنت من الهرب بعد ذلك بمساعدة بعض المسلمين الموجودين بمدينة «سنجار». «سعاد» أضافت فى شهادتها أنها تلقت اتصالات من بعض صديقاتها الأسيرات لدى التنظيم فى أيامهن الأولى، وأنهن أكدن لها أن التنظيم يقيم حفلات جنس جماعى للمقاتلين من جنسيات مختلفة، ويقومون بمعاشرة الفتيات بشكل غير آدمى. وجاء فى شهادات أخرى لبعض الرجال فى معسكر «خانك» الواقع على أطراف مدينة «هوك» أن التنظيم الإرهابى يقوم باقتحام المنازل، ومن ثم قتل الرجال وأسر الفتيات البالغات والنساء، ويقتادهن إلى معسكرات تابعة له أقامها بعد احتلال المدينة. «الصباح» تواصلت مع أحد النشطاء العراقيين بمدينة الموصل، والذى رفض ذكر اسمه، لمعرفة حقيقة الأمر، فأكد صحة كل ما تردد من أنباء حول هذا الأمر، موضحًا أن التنظيم يقيم سهرات تشبه حفلات الجنس الجماعى، حيث يعد بعض المنازل الكبيرة لهذا الأمر بزعم أن تلك الفتيات هن بمثابة «جوارى» للمجاهدين، ويحق لهم فعل ما يشاءون معهن. وأضاف الناشط العراقى أن المئات من الفتيات يضطررن كرهًا لممارسة هذا الأمر خوفًا من تهديدات «داعش»، بعد أن أعدم أزواجهن وآباءهن أمام أعينهن، ولكن العديد من النساء التى يرفضن ذلك فيكون مصيرهن القتل الفورى.
وكان التنظيم قد نشر بعض الفيديوهات لنساء إيزيديات يعلن إسلامهن إلا أنه فى الحقيقة قد أجبرهن على تصوير هذا الفيديو.