ما بين تحالفات وخلافات، تشهد الساحة السياسية هذه الأيام صراعات حامية الوطيس استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة، فيما يعود أعضاء الحزب «الوطنى» المنحل للظهور من جديد على جناح التحالفات المشبوهة، مؤكدين عزمهم المشاركة فى هذه الانتخابات مهما كان الثمن، وهو الأمر الذى لاقى ترحيبًا من بعض التيارات التى تسعى للاستفادة من شعبية أعضاء «الوطنى» فى دوائرهم، فيما رفضت تيارات أخرى عودتهم للحياة السياسية من جديد بشكل قاطع. وعلى الرغم من أن ظهور أعضاء «الوطنى» كان على استحياء إلا أن الفترة الماضية ومع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب الجديد، شهدت ظهورا معلنا لهم على نطاق واسع، خاصة أن معظم هؤلاء أقاموا «موائد رحمن» خلال رمضان الماضى، وعادوا إلى الساحة كأن شيئًا لم يكن! ومن المقرر أن تشهد الأيام القادمة إنشاء أول كيان سياسى يضم أعضاء «الوطنى» بعد ثورة 25 يناير بقيادة الدكتور ماجد الشربينى أمين التنظيم السابق بالحزب، والذى أكد فى تصريح خاص ل«الصباح» أن «فكرة إقصاء أعضاء الوطنى من الحياة السياسية لم يعد لها معنى، خاصة فى ظل الظروف السياسية الحالية»، مشيرًا إلى أن بعض الرموز السياسية اقترحوا عليه تشكيل تحالف يضم مجموعة منتقاة من رجال السياسة، للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة «نظرا لعدم وجود فصيل قوى على الساحة حتى الآن»، حسب قوله. وأضاف «الشربيني» أنه رحب بفكرة البدء فى عقد اجتماعات مع أصحاب فكرة الكيان الذى يضم أقطاب وأنصار «الوطنى»، لتحديد كيفية تفعيلها، مؤكدًا أن «هذا التحالف أو التكتل أو أيا كان اسمه لن يكون مقتصرًا على أعضاء الحزب فقط كما أشاعت بعض وسائل الإعلام، بل سيكون متاحًا لكل القوى السياسية التى تسعى لخلق برلمان ناجح، وحياة سياسية مثمرة. واستنكر «الشربينى» الهجوم على أعضاء الحزب «الذين لم تتم إدانتهم فى أى قضايا تخص الفساد أو غيره بحكم قضائى نهائى»، لافتًا إلى أن «الشعب هو صاحب القرار الوحيد فى الإقصاء، وهو فقط من يحدد من يستمر ومن يرحل، دون فرض بعض مدعى الحرية لوجهات نظرهم بلا احترام لرغبة وحرية الآخرين فى الاختيار». وأوضح أنه لم يكن ينتوى المشاركة فى هذا الكيان، وأنه «بعد اقتراح الفكرة لم يتسرع وانتظر حتى يرى التكتلات الموجودة، وحتى لا يتردد كلام يسىء لأحد فى حال الانضمام إلى أى تحالف، خاصة أن التيار الانتخابى المنتظر تشكيله سوف يكون هو الأقوى وسيشارك بقوة وفاعلية فى السياسية الجديدة». يأتى ذلك، فى حين كشفت مصادر ل«الصباح» عن عزم حسين مجاور- رئيس اتحاد العمال الأسبق وأحد أقطاب «الوطني» القدامى- الترشح للبرلمان القادم على قائمة جبهة حزب «مصر بلدى» حتى يقوم بتشكيل تكتل عمالى كبير داخل المجلس، من خلال التحالف مع «ائتلاف الجبهة المصرية» الذى تم الإعلان عنه الأسبوع الماضى. وفى تعليق له، أكد كمال أبو عيطة- وزير القوى العاملة والهجرة السابق ورئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة- أن «حسين مجاور هو أحد رموز النظام الفاسد، فقد كان العمال الذين يتظاهرون أمام باب الاتحاد يتم تسليمهم إلى جهاز أمن الدولة بعد أخذ أسمائهم تحت مسمى التفاوض، ولكن النتيجة كانت هى قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على هؤلاء العمال من منازلهم بعد تركهم الاتحاد بساعات معدودة». وأضاف أبو عيطة أن «مجاور كانت له صلة وطيدة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك وأسرته وهذا معروف للجميع، وكان يستطيع أن يحصل على ما يريد ويفعل ما يرغب فيه بالعمال معتمدًا على تلك الصلات التى أوصلته لاحتلال كرسى البرلمان كلما ترشح فى الانتخابات، إذ كان نجاحه وقتها أمرًا مسلمًا به ليس حبا فيه، ولكن شأنه فى ذلك كأغلب أعضاء الحزب الوطنى ورجال العهد البائد».