-مها عزام رئيسًا للمجلس.. ووليد شرابى مساعدًا.. والمقر الدائم «إسطنبول» تحت رعاية «العدالة والتنمية» «تحالف دعم الشرعية»، «مصريون ضد الانقلاب»، و«التجمع المصرى بالخارج»، وأخيرًا «المجلس الثورى المصرى».. كيانات إرهابية ترتدى زى الليبرالية، وتخطط ليل نهار لهدف واحد وهو عودة الإخوان إلى المشهد السياسى فى مصر لاستكمال ما بدأوه من تخريب للاقتصاد ولمؤسسات الدولة، مستفيدين من الدعم المادى والمعنوى من قبل حليفهم التركى رجب طيب أردوغان، ومن دعم البيت الأبيض فضلًا عن المساندة القطرية لكل مخططاتهم الخبيثة. وآخر الأدوات الهادفة إلى تنفيذ هذه المخططات هو «المجلس الثورى المصرى»، الذى أعلن عن تأسيسه قبل أيام خلال مؤتمر صحفى عالمى بمدينة إسطنبول التركية، تحت رعاية حزب «العدالة والتنمية». وأعضاء هذا المجلس خليط من قيادات العمل السياسى والحزبى داخل مصر وخارجها، بمشاركة الإخوان، ولكن الجميع يقفون يدًا فى يد ضد النظام الحالى فى مصر، وهو تحدٍ منقطع النظير من قبل الحكومة التركية التى استضافت هذا المؤتمر. ودور هذا المجلس هو تحريك الجماعات المسلحة كونه يضم من بين أعضائه قيادات حالية فى «الجماعة الإسلامية» وتنظيم «الجهاد» وجماعة «التكفير والهجرة»، وعلى رأسهم ياسر السرى ومحمد أبو سمرة وممدوح ؤسماعيل ومحمد سلامة مبروك. ويقول قيادى إخوانى منشق ل«الصباح» إن قيادات الجماعة أسسوا بعد القبض على غالبيتهم وهروب البعض الآخر صندوقًا أطلق عليه «صندوق الاقتراحات» لم يكن معروفًا إعلاميًا، وكان الهدف من هذا الصندوق هو جمع الأفكار الجديدة التى من الممكن تنفيذها بأقل التكاليف المادية والبشرية، وهو ذات الصندوق الذى خرجت منه فكرة «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» وفكرة «بنات 7 الصبح» وأفكار عديدة أخرى. ويقوم على هذا الصندوق جمال حشمت، القيادى الهارب فى الخارج، حيث يجمع الأفكار ويطرحها على اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان لاختيار الأفضل منها، وهذه المرة جاء مقترح «المجلس الثورى» من قبل إخوان شمال القاهرة، لينادى هؤلاء بضرورة إنشاء كيان جديد فى الخارج لا يحمل أى بادرة تشير إلى أنه «إخوانى». ويضيف المصدر ل «الصباح» أن التنظيم الدولى للإخوان اجتمع فى فبراير 2013 بالعاصمة اللبنانية بيروت، وحضر الاجتماع كل من محمود حسين الأمين العام للتنظيم ومحمود الإبيارى الأمين العام المساعد وهمام سعيد مراقب الإخوان فى الأردن ومجموعة أخرى من القيادات. وتم خلال الاجتماع مناقشة مجموعة من النقاط من بينها تأسيس مجلس يضم رموز العمل السياسى سواء كانوا إسلاميين أو ليبراليين أو يساريين ليكون أول كيان سياسى عربى فى الخارج، إلا أن اعتراض «الجماعة الإسلامية» على الفكرة عطل المشروع لعدة شهور. وقبل أن تموت الفكرة جاءت الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، فاستغل الإخوان الظرف وعرضوا الأمر على قيادى بالأمانة العليا لحزب «العدالة والتنمية»، فوافق رجب طيب أردوغان على تبنى فكرة تأسيس «المجلس الثورى المصرى»، وتسخير المنابر الإعلامية التركية للدعاية لهذا الكيان الجديد. ومن بين المشاركين فى المؤتمر التأسيسى للمجلس «هنرى برنار ليفى» الكاتب اليهودى الفرنسى الشهير، صاحب لقب «الأب الروحى» لثورات الربيع العربى، والذى كان حريصًا على ألا يظهر فى الصورة حتى لا يؤثر ذلك على الدعم المعنوى القادم من قبل تيار «الإسلام السياسى». وكان «ليفى» زار مكتب إرشاد الجماعة مطلع عام 2012، ولذا تم الاستعانة به فى نهاية عام 2013 بعد سقوط حكم الإخوان ليكون وسيطًا لهم لدى مجموعة من دول الاتحاد الأوروبى، ليسوق خدمات التنظيم الدولى مقابل دعم هذه الدول لمساعى الإخوان فى العودة إلى الحكم. ويتكون «المجلس الثورى المصرى» من المراقب العام وهى الدكتورة مها عزام التى قادت مظاهرات الإخوان فى لندن، والتى كلفها التنظيم بالتواصل مع باقى الكيانات السياسية حتى لا يقال إن للإخوان يدًا فى تأسيس هذا المجلس ،وبالتالى يخسرون تأييد حركات وائتلافات مصرية يهدف المجلس إلى التواصل معها فى المستقبل ومنها «الاشتراكيين الثوريين» و«6 إبريل» وغيرها. أما باقى المناصب داخل المجلس فهى مقسمة بين القيادات الإخوانية على النحو التالى: الهيئة الاستشارية تتكون من المستشار وليد شرابى عضو حركة «قضاة من أجل مصر»، والدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشورى المنحل، وصلاح عبد المقصود وزير الإعلام الأسبق، ومحمد الفقى رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى وأشرف بدر الدين رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب المنحل والقيادى بجماعة الإخوان وخالد الشريف المتحدث الإعلامى باسم المجلس وياسر فتحى. ويوضح محمود الوردانى القيادى الإخوانى المنشق والمطلع على أمور التنظيم الدولى للإخوان، أن «هناك أهدافًا ثابتة وأخرى متغيرة بالنسبة للإخوان المشاركين فى هذا المجلس الذى أنشأوه بشراكة تركية أمريكية، وهو جمع كل الأحزاب المدنية المهمشة داخل مصر وضمها إلى المجلس، وكذلك الائتلافات والحركات الشبابية ليكونوا أداة ضغط على الحكومة والنظام الحالى للإفراج عن القيادات المحبوسة وإسقاط التهم عنهم، فبعد حكم حل حزب (الحرية والعدالة) لم يعد أمام الإخوان إلا التعجيل بتأسيس مقر للمجلس الثورى داخل مصر ليكون لسان حالهم الجديد بدلًا من (تحالف دعم الشرعية) خاصة أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب وهم فى حاجة إلى كيان سياسى للتسلل إلى مجلس النواب المقبل». وحسب المصدر، فإن هناك 6 مقار يتم إعدادها حاليًا وتنفيذ التشطيبات النهائية بها، وهى كالتالى: المقر الرئيسى ب«التجمع الخامس»، وهو نفس مقر «مركز تمكين للتنمية البشرية» المملوك لعضو فى تنظيم الإخوان، ومقران آخران بالشرقية واحد بالزقازيق استخدم فى السابق كمقر لحزب «الوسط»، وآخر فى حى «الحسينية» القريب من الزقازيق، أما المقرات الثلاثة المتبقية فمنها واحد فى شمال القاهرة، وآخر فى جنوب المحافظة، والأخير فى الجيزة، ولن تُرفع على هذه المقرات أى لافتات تشير الى هويتها، بل سيكتفى التنظيم بعقد اجتماعاته التحضيرية فقط وتنظيم المؤتمرات الصحفية بها، بالإضافة الى مقرات حزب «الوسط» و«البناء والتنمية»، والتى ترحب باستضافة اجتماعات المجلس الثورى، وكذلك بعض الحركات الثورية التى أبدت موافقتها الأولية على الانضمام إلى هذا الكيان الإخوانى الجديد. من جهته، يقول الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ل«الصباح» إن «المجلس الثورى هو صنيعة أجهزة مخابرات أجنبية تعمل ضد مصر، ولم تجد طريقة لدخول مصر سوى التنسيق مع الإخوان ومساعدتهم ماديًا ومعنويًا، وفى المقابل تسهيل مهام هذه الأجهزة، وبالتالى لابد من إسقاط الجنسية المصرية عن هؤلاء المطاريد الذين خرجوا من مصر بطرق غير شرعية وهم مطلوبون على ذمة قضايا متعددة أهمها من وجهة نظرى سب وقذف الوطن الذى أواهم وحماهم لسنين طويلة». من جهة أخرى، يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الامنى ل «الصباح» إن برنارد هنرى ليفى يقود تحركات الإخوان على المستوى العالمى ويستخدمهم كأدوات لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة فى مصر، وهذا (المجلس الثورى) ما هو إلا وسيلة لتنفيذ مخطط أجهزة مخابرات أجنبية تسعى لإفشال الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأعتقد أن على الجهات الأمنية فى الدولة أن تراقب وتتابع هذا المجلس المزعوم عن كثب، وأن تسرع فى القبض على هؤلاء الهاربين الذين أساءوا إلى مصر وشعبها».
ويضيف نور الدين «أما حجم الخطر من المجلس الإخوانى الذى تشكل تحت رعاية التركية فلا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار فهو كأنه لم يكن، والهدف منه هو الشو الإعلامى فقط، وحتى يظهر للعالم إن الإخوان مازالوا موجودين على الساحة فى مصر الآن».