-«طنطاوى » طلب من شباب الثورة تشكيل ائتلافات لمواجهة الإخوان.. فكان ردهم «ده بيعمل لنا كمين !» قال اللواء دكتور محمد الغوبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى السابق، ومستشار «أكاديمية ناصر العسكرية»، إن الرئيس المعزول محمد مرسى هو من دبّر «مذبحة رفح الأولى» ليُحكم سيطرته على القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، طلب من شباب الثورة تشكيل ائتلافات لمواجهة الإخوان.. فكان ردهم «ده بيعمل لنا كمين»! وأوضح «الغوبارى» فى حوار ل «الصباح» أن وجود القوات المسلحة فى مشروع قناة السويس الجديدة لن يجعل به خونة أو «طابور خامس»، مؤكدًا أن من يقول إنه لا توجد مخابرات أجنبية فى مصر فهو لا يفهم شيئًا.. فمخابرات «الدنيا كلها» تعمل على أرضنا، حسب تعبيره، وإلى نص الحوا:
* فى البداية نود التعرف على «كلية الدفاع الوطنى» وما علاقتها ب «مجلس الدفاع الوطنى»؟ - «مجلس الدفاع الوطنى» هو الذى يقود البلاد وقت الأزمات، وقد كنت عضوًا أساسيًا ضمن المجموعة التى شاركت فى أعمال لجنة الأمن القومى داخل «لجنة الخمسين» لوضع هيكل هذا المجلس فى الدستور الجديد. وهذا المجلس هو من اتخذ قرار حرب أكتوبر 1973، وأيضًا هو من اتخذ قرار إيقاف الحرب، وكان تشكيل المجلس قبل ذلك صادرًا بقرار جمهورى، لكننا أصررنا أن يكون فى الدستور ليكون ملزم لقادة الدولة، فهو يعد بمثابة «القيادة العسكرية العليا فى الدولة»، وهذا هو النظام التى تسير عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما «كلية الدفاع الوطنى» فقد أنشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1966 وهى مكان يتم تدريس فيه العلوم الاستراتيجية والأمن القومى، بعد التخرج من الكلية الحربية والحصول على درجة ماجستير أركان حرب بأكاديمية ناصر العسكرية، بالإضافة إلى أنه يتم تدريس تلك العلوم داخل الكلية للعسكريين والمدنيين معًا، لكن فى حالة المدنيين نشترط أن يكونوا معينين بوزارات الدولة وليس من يرشحهم للتدريب بالكلية، لكى يدرسوا التخطيط الاستراتيجى ويخدموا الوزارة التى يعملون بها. ومن المعلوم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى خاض التدريب فى كلية الدفاع الوطنى وكان الأول على دفعته آنذاك. * كيف تقيم المشهد السياسى الذى تمر به البلاد حاليًا؟ - أعتقد ثورة 30 يونيو كانت ناجحة بكل المقاييس، وقد تم إنجاز أول استحقاق لخارطة الطريق بإقرار دستور ملائم للمرحلة، وأيضًا الاستحقاق الثانى، وهو تولى رئيس جمهورية يعى جيدًا استراتيجية الدولة والمخاطر التى تهدد الأمن القومى، كما أنه دارس للسياسة التى تمر بها البلاد، وهو أفضل من الرئيس المعزول محمد مرسى، والرئيس الأسبق حسنى مبارك، كما أنه يتطلع لتحركات سياسية لفك الضغط الغربى، والحفاظ على المنطقة. * هناك من يقارن بين السيسى ومبارك.. حيث أن كلًا منهما ذو خلفية عسكرية؟ - العسكرى ليست وصمة عار، خاصة أنه مؤهل بالقدر الكافى الذى يجعله أفضل من المدنى، لأنه درس وطبق، كما أن شعبية السيسى أكثر من شعبية مبارك بكثير، ولا يضاهيها شعبية سوى شعبية عبدالناصر فقد انتخبه 33 مليون مصرى وثقوا به، ليس هذا فقط بل إن السيسى يختار رجاله على أساس الكفاءة وأهل الثقة سويًا وبطرق علمية بحتة، لكن مبارك كان يختار أهل الثقة فقط. * كيف ترى مشروع تنمية قناة السويس.. ولماذا يعتبر مشروعًا قومياً؟ - الحقيقة أن الرئيس السيسى اختار فى هذا المشروع «السهل الممتنع»، يعنى هو فى الواقع مشروع سهل وسيوفر أموالًا كثيرة للدولة، فهو أسرع مشروع سيدخل عائدا لمصر، وقد اعتمد على المصريين قبل أن يعتمد على المستثمرين الأجانب، وحفر القناة الجديدة سيسهل مرور السفن فى الاتجاهين، ويجعل منها منطقة صناعية وتجارية كبرى. وبما أن الرئيس وعد بإنهاء المشورع فى عام واحد، فعلينا أن نحاسبه بعد انتهاء هذا العام، كما أن حفر القناة ليس أمرًا سريًا بل هو معلوم للجميع، وسيتم الإشراف عليه يوميًا. * وما المغزى من إشراف القوات المسلحة على هذا المشروع؟ - القوات المسلحة تربت على أمرين أساسيين وهما «النصر أو الشهادة»، فقد وضعت خطة زمنية كأنها تضع خطة لمهمة عسكرية، ووضعت أيضًا البدائل لكل المشاكل التى ممكن أن تعوق المشروع، وهم سيقاتلون لتنفيذها، كما أن عمل المدنيين مع الجيش سيجعلهم ملتزمين أكثر من ذى قبل، وذلك سيضمن توفير الوقت والجهد، أيضًا وجود القوات المسلحة فى حفر القناة لن يجعل بها خونة أو «طابور خامس» وسيجعلها مقتصرة على الوطنيين فقط، كما أن القوات المسلحة تعرف كل شبر فى تلك المنطقة وهى مطلعة على كل تفاصيلها. * هل كانت هناك ضغوط لمنع البدء فى تنفيذ مشروع القناة أو تنمية سيناء؟ - إنشاء قناة السويس سيكون البداية لتنمية سيناء، وأى تنمية فى سيناء تعد تهديدًا للأمن القومى لإسرائيل، وهو ما يثير ضغينة أمريكا، ولذلك تجعل واشنطن الكثير من الدول الكبرى تقف فى صفها ضد مشروع كهذا، ولذا فإن الرئيس السيسى اختار المشروع الذى لا تستطيع أى دولة فى العالم أن تعترض عليه لأنهم يحتاجونها أكثر من مصر. *ما قراءتك لما شهدته غزة مؤخرًا؟ وما هدف إسرائيل من هذه الحرب؟ - أود توضيح حقيقة أن «حماس» صنعها رئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحيم بيجين، حيث إن دول العالم كله كانت تضغط عليه من أجل السلام مع فلسطين، وعند توقيع أى اتفاقية تقوم حماس بتفجير أو إطلاق صواريخ، فتعطى له مبررًا للانسحاب من المفاوضات، كما أن «حماس» هى السبب الرئيسى فى فصل غزة عن الضفة الغربية، وهى من رفضت السلام لكى تستطيع الحصول على المنح المالية من قطروتركياوأمريكا، بل من إسرائيل بشكل غير مباشر. ولا أفهم لماذا وافق الفلسطينيون على أن يعيشوا تحت مظلة الاحتلال دون مقاومة، وكان عليهم إنشاء كيان يسمح لهم دوليًا باستيراد السلاح لتحرير أراضيهم والدخول فى حرب، أما غرض إسرائيل من الحرب الأخيرة فهو التخلص من الأسلحة والصواريخ الجديدة التى حصلت عليها حماس عن طريق الأنفاق، ويعتبرون حربهم ضربة استباقية واستمرارًا لفرض الهيمنة. * وما الذى تريده قطروتركيا من مصر؟ - قطر هى ممول مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأيضًا هى من تدفع فاتورة «الحرب فى ليبيا»، وهى تصر على تشويه مصر لأنها نموذج حضارى للشرق الأوسط، كما أود توضيح أن «الشرق الأوسط الجديد» مستثنى منه مصر، ولكنهم يخططون لإضعافها فقط، بعد تأكدهم أنها غير قابلة للتقسيم، أما تركيا فتسعى لإعادة سلطانها القديم فى الشرق الأوسط، وتحاول تنفيذ أوامر ألمانيا الذى نصحتها بفتح علاقات وأسواق فى إفريقيا حتى تتم الموافقة لها بالانضمام للاتحاد الأوروبى. * متى شعرت أن مصر فى خطر؟ - شعرت بالخطر على مصر عندما تقلد مرسى مقاليد الحكم، ورأيت تفكيره وتفكير جماعته، لأنه كان لا يملك فن الإدارة حتى إنه لم يصل فى يوم من الأيام لأن يكون عميدًا للكلية الذى كان يعمل بها، وكذلك مرشد الجماعة محمد بديع وخيرت الشاطر، ليس هذا فقط بل إن مرسى دبر مجزرة رفح الأولى لإحكام سيطرته على الجيش وليكون ذلك غطاء له لإقالة قيادات الجيش. * ما مستقبل الجماعات التكفيرية والجهادية بعد تولى الرئيس السيسى حكم مصر؟ - مصيرها إلى زوال، ولابد من مواجهتهم عسكريًا وفكريًا عن طريق تطوير المناهج الدينية وتنقيتها من ممارسة العنف، كما أن انتماء بعض ضباط الجيش والداخلية المطرودين لتلك الجماعات يعنى أنهم حاقدون وفاشلون، لأنهم لم يستطيعوا اجتيازات تدريباتهم التى تؤهلهم للترقيات، ولذلك طردتهم القوات المسلحة، فاتجهوا للانتقام بدعوى أنه ظُلم، فهم لم يستطيعوا مسايرة المنظومة العسكرية. * هل ترى دورًا للمخابرات الأجنبية والإقليمية فيما يحدث فى مصر؟ - من يقول أنه لا توجد مخابرات أجنبية فى مصر، فهو لا يفهم شىء، فمخابرات «الدنيا كلها» بتشتغل على أرضنا، لأن مصالحهم مرتبطة بما يحدث فى مصر، وأضعف الإيمان هو الملحق العسكرى فى السفارات الأجنبية فى مصر، والبعثات الدبلوماسية، والدليل على ذلك هو التمويل الأمريكى لمنظمات المجتمع المدنى من أجل هدم مصر. * من يحرك تنظيم الإخوان الآن.. وهل توافق على التصالح معهم؟ - الإخوان مثل شبكة العنكبوت، ويتم إدارتهم من الخارج عن طريق التنظيم الدولى، وبعض القيادات الخفية الممثلين فى مسئولى الأسر الإخوانية، كما أنهم جمعوا أموالهم عن طريق تبرعات كل عضو فى التنظيم بجزء من راتبه للجماعة، ويتم وضعها فى البنوك على هيئة تجارة وبأسماء بعيدة عن التنظيم، وأرفض التصالح مع الإخوان فى أى حال من الأحوال لأنهم دعاة عنف ورفعوا السلاح فى وجه المصريين. * البعض يتهم المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى ، بأنه سلم مصر للإخوان.. ما رأيك؟ - إطلاقاً، هذا لم يحدث، والمشير طنطاوى لم يسلمها للإخوان، وقالها صراحة إن «مصر سيرأسها من يفوز فى الانتخابات»، واجتمع بالشباب بعد ثورة يناير وطلب منهم تشكيل إئتلافات وأحزاب ثورية قوية لتخوض الانتخابات وتقف فى وجه الإخوان، وأن الجيش سيجعل لهم المناخ لذلك، لكن فى المقابل هؤلاء الشباب قالوا «ده بيعمل لنا كمين»، وكان الإخوان أكثر تنظيمًا حينها ففازوا واستولوا على السلطة. * كيف ترى خطر تنظيم «داعش» على المنطقة العربية.. وهل يمثل خطورة على مصر؟ - «داعش» تم صناعته لأهداف معينة ومحددة، ليكون كعامل مساعد لإرهاب الأكراد والشيعة وتقوية السنة، وأكبر دليل على ذلك أنهم لا ينتقلون إلا بأحدث أسلحة وأفخم سيارات، لذلك «داعش» هو صناعة أمريكية بلا شك. كما أن أمريكا قامت بضرب مسلحى «داعش» جويًا عندما اعتدوا فقط على مبنيين عسكريين تابعين لأمريكا فى العراق لإنذارهم فقط، لكنهم مستمرون، وهدفهم الرئيسى تمكين السنة من أن يكون لهم دولة فى العراق، لمساعدتهم فى تشكيل الشرق الأسط الجديد، و«داعش» لن يكون لهم وجود على أرض مصر لأنها غير قابلة للتقسيم.