«أجناد مصر» حاولت اختراق عدد من العاملين فى القنوات الفضائية الخاصة قبل تسجيل حوار المشير عناصر مسلحة استهدفت «صباحى» خلال زيارة كانت مقررة لمسقط رأس الراحل «عزازى» بالشرقية كشف مصدر أمنى ل «الصباح» عن أن أجهزة الأمن تمكنت خلال فترة الانتخابات الرئاسية الماضية من إحباط 3 محاولات مختلفة لاستهداف واغتيال مرشحى الرئاسة عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى، مشيرا إلى أن عناصر مسلحة استهدفت «صباحى» خلال زيارته لقرية «أكياد» بالشرقية مسقط رأس القيادى فى «التيار الشعبى» الراحل الدكتور عزازى على عزازى، وتم إلغاء الزيارة فى آخر لحظة. وأوضح أن محاولتى اغتيال استهدفتا السيسى، إحداهما من خلال إسقاط خلية إخوانية تابعة لتنظيم «أجناد مصر» من الجو فى مسار تحركات المشير، بمشاركة عناصر غير مصرية، وتم القبض على الخلية فى مدينة 6 أكتوبر قبل تنفيذ العملية الإرهابية. وذكر المصدر أن الخلية الإخوانية أيضًا حاولت اختراق عدد من العاملين فى القنوات الفضائية الخاصة قبل تسجيل حوار مع السيسى لمعرفة مكان التسجيل وموعده وتم الإرشاد عنهم وسارعت أجهزة الأمن بالقبض عليهم، كما كان هناك مخطط لاستهداف المشير خلال الإدلاء بصوته فى الانتخابات، واتخذت الأجهزة إجراءات أمنية مشددة لتأمينه، وتم تسجيل حوار المشير فى استديو خاص مجهز بفندق «الماسة» التابع للقوات المسلحة لكى يسهل تأمينه من أى عناصر إرهابية. وحسب المصدر، فإن الأجهزة الأمنية تطارد حالياً 3 خلايا إرهابية تابعة لتنظيم «أجناد مصر» فى القليوبية والجيزة، متورطين فى عمليات إرهابية ضد رجال الشرطة ومحاولة تفجير ونسف أقسام الهرم والطالبية وبنها وقليوب. من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن اغتيال صباحى والسيسى كان مخططًا له أن يفجر بلبلة وفوضى فى البلاد، لتعطيل الاستحقاق الثانى لخارطة الطريق، وأن الخطورة لا تزال قائمة حتى بعد إعلان انتخابات الرئاسة، ولكن هناك استعدادات أمنية غير مسبوقة لتأمين المرشّحين وبعض قيادات المعارضة، منوهاً إلى أنه كان من المستحيل على تلك الجماعات اختراق فندق «الماسة» الذى يعقد المشير فيه كل لقاءاته الإعلامية لأنه يعد ثكنة عسكرية. وأوضح نور الدين ل «الصباح» أن هذه الجماعات تعلم جيداً أنه بمجرد إعلان السيسى رئيساً لمصر فلن يكون هناك وجود للإخوان فى مصر، وأنهم سيعودون لنقطة الصفر من جديد. ومن جهته، أوضح ثروت جودة وكيل المخابرات الأسبق، أن تلك الجماعات تعلم جيدًا أن التأمين حول المشير مشدد جدًا لذلك لن يقتربوا منه، لأن مخططهم لن يتحقق، لكن صباحى بالنسبة لهم كان هدفا سهلا، خاصة أنه يرفض التأمين الذى تعرضه عليه الجهات الأمنية، ولكن هذا لو حدث – لا قدر الله- كان يمكن أن يحرجنا أمام العالم، مع اتهام الحكومة والجيش بأنهم حاولوا التخلص من خصم انتخابى، وكان سيتم إيقاف الانتخابات، وهو يدل على أن الإرهابيين يفكرون بطرق ذكية جدا، رافضاً القول بأن محاولات الاغتيال التى تعرض لها صباحى أو السيسى مثل تلك التى استهدفت السياسى اللبنانى الراحل رفيق الحريرى، لأن الحريرى تم استهدافه من جهات مخابراتية إقليمية ودولية. وأكد وكيل المخابرات الأسبق أن أجهزة المخابرات الإقليمية تدعم تلك الجماعات بشكل مادى ولوجيستى من الباطن، لأنه لو ظهر عنصر مخابراتى فى الصورة وتم القبض عليه سيكون مشهدًا محرج له، خصوصا أن العبوات الذى تم ضبطها فى محاولات الاغتيال كانت ضخمة وإن لم تصب هدفها كانت ستشعل الدنيا صخبًا وضجيجًا، وسيرى العالم صورة أن الشعب ليس راضيًا عما يحدث داخل البلاد بطبيعة الحال. ويلفت خالد الزعفرانى القيادى الجهادى السابق المنشق عن الإخوان، إلى أن محاولات الجماعات لاغتيال السيسى وصباحى كان الهدف منها هو إفساد العملية الانتخابية، وأن يكون السيسى هو المرشح الوحيد، وبالتالى تكون الدولة فى موقف محرج، كما أن التيارات التكفيرية والجهادية الآن ليست لها القدرة على تنفيذ مثل تلك المحاولات.
أما اللواء محمد الغوبارى الخبير الاستراتيجى فى «أكاديمية ناصر العسكرية»، فيؤكد ل «الصباح» أن «فكر هذه الجماعات فى المؤامرة عالٍ جداً، ومخططها لاغتيال صباحى كان سيدخلنا فى طريق الاستفتاء الذى سيجعل المشير السيسى رئيسًا لمصر بالتزكية، وهو ما يوهم الغرب بأن هذا حكم عسكرى بصورة أو بأخرى».