- لقاءات سرية بين الحركات فى المنصورة.. واتفاق على ملاحقة نائب رئيس الدعوة السلفية أثارت تصريحات الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، التى أشاد فيها بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، غضب الكثير من أبناء التيار السلفى العام وبخاصة أعضاء «الجبهة السلفية» المنتمين لعدد من الحركات الإخوانية المناهضة لسياسات وتوجهات الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور فى الفترة الأخيرة بعد أحداث ثورة 30 يونيو. لقاءات سرية كشفت مصادر مطلعة داخل «الجبهة السلفية» ل «الصباح» عن أن هناك لقاءات تتم بين الحركات السلفية المنشقة من رحم الدعوة السلفية لاتخاذ موقف حاسم ضد ما يمارسه الشيخ «برهامى» من أمور تسىء إلى «السلفية»- على حد تعبيرهم. وأوضحت المصادر أن اللقاءات عقدت فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وحضرها عدد من الحركات السلفية من أعضاء «الجبهة»، و«ائتلاف دعم المسلمين الجدد»، و«ائتلاف شباب مصر الإسلامى»، و«تيار الإسلام الجديد»، و«السلفية الحركية»، و«طلاب الجبهة السلفية»، و«حركة حرائر الجبهة السلفية»، و«أولتراس اهتف بصوت الدم». وأشارت المصادر إلى أن هذه الحركات اتفقت على توجيه عدة رسائل إلى قيادات الدعوة السلفية و«النور»، تضمنت اللوم على السماح ل«برهامى» بالإساءة لمنهج التيار السلفى العام بفتواه المهينة- على حد تعبيرهم، مؤكدين أن شباب «الجبهة» سوف يلاحقه حيال ظهوره مرة أخرى فوق منابر المساجد، ليتعرضوا له بالمنع من صعوده مرة أخرى. وألمحت المصادر إلى أن حركة «أولتراس اهتف بصوت الدم» هى أحدث الحركات السلفية التى تأسست فى مطلع شهر مارس الماضى، وتضم العشرات من طلاب الجامعات ممن يعملون تحت شعار «طلاب الجبهة السلفية»، وأنها قد أعلنت مؤخراً فى اجتماعات الحركات السلفية عن استمرارية الحراك الثورى ضد النظام الجديد. تهديدات صريحة لفتت المصادر إلى دعوة «أولتراس اهتف بصوت الدم» جميع القوى والحركات الشعبية والسياسية للمشاركة فى تصدر مشهد الحراك الثورى فى مظهره الجديد للتصدى إلى تغول الدعوة السلفية و«النور» فى السيطرة على صورة ممثل التيار الإسلامى فى منظومة بناء الدولة الجديدة بعد انتخاب الرئيس، مع استعادة روح المقاومة والتصعيد ضد الممارسات القمعية التى بدأ النظام فى رسوم الخطوط العريضة لها – على حد قولهم. وكشفت المصادر عن اتفاق تم بين جميع الحركات السلفية والحركات الأخرى على تنفيذ خطة الحراك الثورى والتى تضمنت هدفين، هما: كشف حقيقة الدعوة السلفية و«النور» وفضائح «برهامى» التى لا يعلمها عنه أحد حتى الآن- والتى تحفظت المصادر فى الإشارة إليها-، ومواجهة النظام الجديد برئاسة «السيسى»، فى خطوات معدودة سوف يتم الاعتماد فى تنفيذها على الحل الوحيد الذى ما زال هو نقطة الضعف أمام النظام وهو «طلاب الجامعات»- على حد قولهم. يوم الانتفاضة من جانبه، قال كرم الزاوى، الناشط السلفى، إن «برهامى» خرج عن حدود اللياقة والقواعد التى أسست عليها الدعوة السلفية، خاصة بعد إصداره عددًا من الفتاوى التى لم يعرفها التيار السلفى مطلقًا، والتى أصابت التيار السلفى بأكمله بالخجل- على حد وصفه. وأضاف أن معاودة الدعوة إلى الحراك الثورى من قبل الحركات السلفية بالتعاون مع باقى الحركات الشعبية والسياسية المناهضة للنظام الجديد، أمر طبيعى خاصة بعد أن أهملت الدولة والأحزاب فكرة فتح قنوات للحوار مع الشباب من طلاب الجامعات. وأوضح «الزاوى» أن هناك دعوة دشنها أولتراس «اهتف بصوت الدم» تدعى «يوم الانتفاضة»، والتى من المقرر لها أن تكون يوم 30 يونيه المقبل، والتى دعت فيها الحركة جميع الكيانات الثورية للخروج ضد كل من شارك فى الانقضاض على شرعية الرئيس السابق «مرسى». وأشار الناشط السلفى إلى أن حجم المهاترات التى قام بها الشيخ «برهامى» من أجل إرضاء سلطة الانقلاب- حسبما قال-، كانت هى الدافع وراء الإعلان عن ملاحقته فوق منابر المساجد، وآخرها كانت خطبة الجمعة لمباركة تنصيب الرئيس الجديد. متاجرة بالدين فيما يرى المهندس وسام عبدالحميد، عضو الأمانة العامة لحزب النور بالجيزة، أن انضمام ما يطلقون على أنفسهم «الجبهة السلفية» إلى خندق الإخوان، هو الدافع وراء مهاجمة الشيخ «برهامى»، والتربص به. وأضاف: الإخوان يخشون من استحواذ التيار السلفى على أحقية تمثيل التيار الإسلامى وتواجده بالقرب من السلطة فى مصر، لذا فيحاولون اللعب على العاطفة الإسلامية لدى قطاع كبير من أبناء الدعوة السلفية المنضمون إليهم. وأوضح «عبدالحميد» أن التحدث باسم التيار الإسلامى فى الداخل والخارج أمر ليس حكرا على أحد، لما يمثله الإسلام من قوى عظمى فى العالم كله، ولكن لدى تجار الدين بعض المفاهيم الخاطئة، والمصطلحات المغلوطة والتى من مصلحتهم تداولها بين الشباب، لإيهامهم بالهدف الخفى منها. وأكد عضو أمانة «النور» على أن جوهر الخلاف هو المتاجرة باسم الدين، فهناك فريق متعقل ومتفهم للواقع وأدرك حجم المخاطر التى واجهتها الدولة، وفريق آخر كل هدفه التمكين والاستحواذ على مؤسسات الدولة، ففشل؛ فأصبحت مشكلته الآن محاولة استعادة الماضى مرة أخرى، حتى وإن كان باتهام الآخر بالكفر والتخوين. حرب على الكراسى وعن الدعوات التى أطلقتها الحركات السلفية ضد «برهامى» قال عبد الحميد: «إن هناك خوفًا من استحواذ مشايخ ودعاة «الدعوة السلفية» على منابر المساجد، فى الوقت الذى لاقى مشايخ الإخوان المنع، فمن الطبيعى أن نجد التهديد بالملاحقة فوق المنابر، مع العلم أن الحرب ليست على الإسلام ولكنها حرب على الكرسى».
ولفت عضو «النور» إلى أن فى النهاية ما صدر عن الشيخ «برهامى» من تصريحات أو فتاوى، ما هى إلا مجرد فتاوى، قابلة للمراجعة والرد، وينبغى أن تأخذ فى إطار الفتوى، بعيداً عن اتهام مصدرها بالفسق والتكفير، دون استغلالها سياسيًا، متابعًا: لكن الإخوان يريدون الاقتصاص من الرجل لأنه سبب انحياز «النور» إلى خارطة الطريق، وأثبت أن التيار السلفى العام، مؤسسة عاملة فى المجتمع، تخضع لقوانينه، وتحترم إرادة شعبه.