لحظات حاسمة ، وعبارات تُوزن بالحرف وتُفسر دلالتها بالكلمة ، ويفتح مضمونها الباب لتساؤلات عن شخصية كل من مرشحي الرئاسة وسلوكه السياسي في المستقبل من خلال "لغة الجسد" بما قد لا يتخيله البعض أو لا يخطر على بال المتلقين العاديين غير العابئين بهذه التفصيلات عن ملامح الشخصية التي ستحكم مصر وتنبئ عن كيفية تعامله مع المواقف والأحداث، خاصة أن مصر أصبحت محط أنظار العالم أجمع. تقول راغدة السعيد الخبيرة في "لغة الجسد" ل، : لقد بدا في لقاءات المرشح حمدين صباحي أنه على يقين بأن العملية الإنتخابية محسومة لمنافسه، وخاصة بعد ظهور نتائج تصويت الخارج والتي كانت لصالح المشير عبدالفتاح السيسي ، بدا هذا علي حمدين في أخر تصريحاته ولقاءاته ، وهو الأمر الذي جعل إنفعالاته تقوده إلى التلويح بأن المرشح المنافس سيفوز بطرق غير شرعية". وتفسر السعيد هذا السلوك من قبل حمدين صباحي بأن "عملية الإسقاط التي إنتابته فجعلته يبدو في كل حواراته متحاملا على المرشح المنافس ، تدل على مدى تناقض الشعور الداخلي لحمدين، وقد ظهر هذا الأمر عند إرتفاع نبرة صوته والتي لم تتلائم مع تعبيرات وجهه أو حركة يديه، ولكن خبرة صباحي في الخطابة والإسترسال ساعدته كثيرا في عدم الظهور بهذا المظهر". وتابعت خبيرة "لغة الجسد" أن إقتداء صباحي بشخصية عبد الناصر ومداعبته لأحلام الغلابة والفلاحين أفقده الكثير من شخصيته التي كان يجب ان تكون مستقلة وذات رؤية جديدةن خاصة بعد التراجع الملحوظ في مواقفه خلال حواره مع الإعلامي يسري فودة والذي قال فيه أنه سيقبل برئاسة الوزراة إذا طالبته الأغلبية البرلمانية بذلك، علما بأن حمدين كان قد صرح في السابق بأنه لن يقبل برئاسة الحكومة في حال خسارته". أما التصريح الأخر ل"صباحي" الذي قال فيه انه لن يترشح مرة أخرى للأنتخابات الرئاسية حال عدم فوزه ففسرته السعيد بأنه "أدرك مدى إنحياز الشارع لمنافسه خاصة بعد بعض الأبحاث الخاصة بإستطلاع الرأي والتي أثبتت تراجع مؤيدي صباحي بشكل كبير". واضافت السعيد أن "شخصية صباحي البصرية جعلته يقاوم حتى النفس الأخير ، ظنا منه أن أحد لن يستطيع أن يدرك ذلك ، وغالبا هذا هو حال الشخصيات البصرية، فهي لا تريد أن يظهر ضعفها أو تراجعها أمام الآخرين ، لكن من يدقق في نظرات صباحي سيدرك الفرق بين نبرة صوته الواثقة وإحساسه الداخلي المتداعي والذي جعله يستخدم الهجوم حتى اللحظات الأخيرة، فهو يقترب من النرجسية، والأنا لديه متعاظمة بدرجة كبيرة جعلته يحاول تصدير صورة المنتصر حتى وهو واثق من الخسارة" . وأما عن السيسي فتقول رغدة السعيد: "إن التربية العسكرية التي نشأ عليها كانت لها أبلغ الأثر في شخصيته، فلم يخض السيسي خلال حواراته وحتى اللحظات الأخيرة سوى فيما قاله سابقا، وهي الشعب والجيش والوطن، هذه الكلمات الثلاث التي تشكل وجدان الشعب المصري ، وقد تعمد السيسي تكرار هذه الثلاث كلمات حتى لحظات الأخيرة ليوحي للشعب بعظم دور الجيش ، وأن كل هذا من أجل الوطن وضد التحديات الخارجية التي يستجيب لها الشعب بطبيعته على مر العصور" . "وكان اللقاء الأخير للسيسي أكثر تحديدا وأكثر دقة في تعبيراته ، لكنه كان حادا وهذه هي الشخصية العسكرية التي تربى عليها والتي ينطبق عليها قولهم (إتق شر الحليم إذا غضب) لأن طبيعة الشخصية الحسية عندما تنفعل يكون ردها قاسيا" . فيما أثارت مخاطبة السيسي للنساء ردود فعل وصلت أحيانا إلى السخرية ، وكان الرجل مصرا حتى الحظات الأخيرة فلى تعظيم دور المرأة لتعمده ذكر زوجته وامه في حواره الأخير قبل الصمت الانتخابي، وهذه عودة جزئية للغة العاطفية مرة أخرى، وهي تعد عملية مراوغة للمشاعر والعواطف بحيث يتلاءم الشخص مع الجميع لأنه أكثر أريحية وهدوء ".