-مكتبه تحول إلى مقر خلفى لقيادات الإخوان ومنظمته تحرك الدعاوى الجنائية ضد مصر -تورط فى اغتيال أحمد شاه مسعود لحساب طالبان وهرب من مصر بعد أن فشل فى اغتيال عاطف صدقى يعد القيادى الجهادى، ياسر السرى، أحد أكثر الشخصيات خطورة على الأمن القومى المصرى حاليًا، كونه يتولى عدة ملفات نيابة عن أعضاء التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان» الإرهابية، فى بريطانيا وعدة دول أوروبية، وأنه على علاقة بتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، كهمزة وصل بين التنظيم وجماعة الإخوان، وأنه يلعب الأدوار القذرة نيابة عن قيادات التنظيم الدولى، لإبعاد الأنظار عنهم فى لندن، بالتزامن مع بدء لجنة بريطانية التحقيق فى نشاط جماعة «الإخوان» فى لندن. السرى الذى يشغل منصب مدير «المرصد الإسلامى» بلندن، ظل مطاردًا من قبل السلطات المصرية طوال ال 24 عامًا الماضية لصدور أحكام ضده تتراوح ما بين الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ومن القضايا التى اتهم فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق عاطف صدقى، وقضية «العائدين من ألبانيا»، وخلال هربه من السلطات المصرية تجول فى عدة مدن أوروبية، قبل أن ينتهى به المطاف فى مدينة «لندن»، مستغلًا عدم توقيع مصر وبريطانيا على اتفاقية تبادل المجرمين، ليقضى 15 عامًا هناك، حيث ارتبط اسمه بالعديد من التنظيمات الإرهابية المعادية لمصر. فوفقًا لمصادر وتقارير أمنية أرسلتها أجهزة الأمن المصرية إلى نظيرتها البريطانية، أكدت أن السرى واحد من مجموعة وضعت خطة «حرق مصر»، بعدما كشف التقرير المصرى عن ارتباطه بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، وأن القاهرة حذرت لندن من خطورة السرى بعد الكشف عن ارتباطه بجماعات إرهابية تضرب الاستقرار فى مصر، وذلك بعد أن رصدت تحركات غريبة للسرى لمساندة التنظيم الدولى للإخوان، فمرة يتواصل مع الجماعات الإرهابية فى اليمن وليبيا لبحث التنسيق لمهاجمة مصر، ومرة أخرى يتواصل مع مكاتب المحاماة بلندن. من جهته، أكد القيادى الإخوانى المنشق، محمود الوردانى ل«الصباح» أن علاقة السرى بجماعة الإخوان، تعود إلى فترة الإحياء الثانى للجماعة فى السبعينيات، عندما اهتمت قيادات الإخوان بضم شباب الجماعات الإسلامية الموجودة داخل الجامعات المصرية، وقد كان السرى أمير إحدى تلك المجموعات، فكان تجنيده صعبًا لإيمانه الشديد بمبادئ وأفكار الجماعات الإسلامية، إلا أن اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات على يد الجماعات الإسلامية، جعلت السرى ينتقل إلى فكر الإخوان خوفًا من الملاحقات الأمنية التى لحقت بكل قيادات وأعضاء الجماعة الإسلامية فتوجه إلى مشاركة مسئول الإخوان بالسويس فى تجارة الأقمشة ثم سافر إلى اليمن». ويرى مدير مركز المصريين للدراسات القانونية والاقتصادية والقانونية، الدكتور عادل عامر، أن السرى أحد الأضلع المهمة داخل التنظيم الدولى للإخوان بعد أن كلفه المؤرخ الرسمى للإخوان، جمعة أمين، ليلة عزل محمد مرسى 3 يوليو الماضى، بالملف الأمنى وتدريب العناصر المسلحة لاستخدامهم فى الصدام المسلح وقت اللزوم، مؤكدًا أن علاقة السرى بالإخوان تاريخية فقد سبق اتهامه فى قضية «تنظيم طلائع الفتح» مع القيادى الإخوانى محمود غزلان ومحمود حافظ وحكم عليه بالسجن سبع سنوات واعتبر هذا التنظيم وقتها أحد أجنحة الإخوان العسكرية. وأكدت مصادر مطلعة ل«الصباح» أنه كون السرى مديرًا للمرصد الإسلامى لحقوق الإنسان، ولأنه مقيم بلندن منذ خمسة عشر عامًا وعلاقاته قوية بمنظمات حقوق الإنسان، تم اختياره ليكون وسيلة الإخوان لتحريك الدعاوى القضائية بالمحاكم الدولية ضد مصر، على عكس ما أشيع أن المحامى سليم العوا، هو من يتولى هذا الملف، علاوة على علاقاته بجماعات متطرفة سهلت دخول مجموعات جهادية من اليمن والسعودية وسوريا، حيث تحرك السرى بعد عزل الإخوان عن حكم مصر فى أكثر من اتجاه؛ منها رفع قضايا باسم الإخوان فى المحافل الدولية. جدير بالذكر أن ياسر السرى ولد فى مدينة السويس الساحلية بمصر لأسرة متوسطة الحال، وهو من مواليد عام 1962، وتتلمذ على يد الشيخ حافظ سلامة، زعيم المقاومة الشعبية بالسويس، وتلقى تعليمه فى مدينة السويس حتى حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وأثناء دراسته الجامعية نهاية فتره السبعينيات كان كغيره من شباب الجماعات الإسلامية ضد اتفاقية كامب ديفيد، والسلام مع إسرائيل إلا أنه لم يدخل فى صدام مسلح بل اكتفى بحضور الندوات الدينية، وبعد حصوله على شهادته الجامعية، التحق بوظيفة فى التأمينات الاجتماعية لمدينة السويس ثم تركها بعد فترة قصيرة ليعمل بالتجارة، ثم سافر إلى اليمن عام 1988 للعمل بإحدى المدارس، وكانت هذه أولى المحطات فى مسيرته الإرهابية، حيث تولى مهمة استقبال أعضاء تنظيم الجهاد باليمن، وترتيب أوضاعهم هناك للانتقال إلى محطات أخرى فى أفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية. لم تطل مدة إقامة السرى باليمن، إذ غادرها إلى بريطانيا عام 1994حيث تمكن من الحصول على حق الإقامة الدائمة هناك عام 1997، وأسس السرى مؤسسة حقوقية أطلق عليها «المرصد الإسلامى» بلندن، ويبدو أن المرصد استطاع أن يبنى سمعة جيدة فيما يتصل بمتابعة الشأن الحقوقى فى العالم العربى والإسلامى، ولعب المرصد دورًا كبيرًا فى الكشف عن الكثير من أخبار الحرب الدائرة فى أفغانستان، والتى أزعجت أمريكاوبريطانيا واعتقل السرى من جانب البوليس البريطانى بسبب مزاعم عن اشتراكه فى قتل أحمد شاه مسعود المعارض العتيد لحركة طالبان الحاكمة فى أفغانستان، والتى وقفت فيها قواته إلى جانب التحالف الأمريكى ضد طالبان، وكان ياسر السرى قد أرسل فاكسًا إلى السفارة الباكستانية يطلب فيها تسهيل مهمة الصحفيين المغربيين، اللذين قتلا أحمد شاه مسعود بقنبلة انفجرت فيه أثناء لقائهما به، بزعم عمل حوار صحفى معه، وقتل الشخصين اللذين انتحلا صفة الصحفيين أيضًا، ومن هنا جاء العداء الأمريكى لياسر السرى، وبدأت المخابرات المركزية الأمريكية فى متابعة كل نشاطات السرى ومرصده بلندن، لاعتباره مقرًا لقيادة جماعات إرهابية على مستوى العالم. وبدأت علاقة السرى بتنظيم «الإخوان» فى وقت مبكر أثناء وجوده باليمن، حيث تواصل مع أعضاء من الجماعة هناك، وكانوا يسهلون عليه مهام عمله، وربما بدأت العلاقة قبل أن يسافر، فوفقًا للمعلومات التى حصلت عليها «الصباح» من مصادر إخوانية، أكدت أن تجارة السرى قبل أن يسافر إلى اليمن كانت بشراكة مع مسئول الإخوان بالسويس، وقد أقنعه بدخول الجماعة، وأن السرى حضر بالفعل جلسات «الأسر» والمؤتمرات الإخوانية على الرغم من اختلافه معهم فكريا وتأييده لفكر جماعات الجهاد.