- خطة التصويت الانتقامى تم الاتفاق عليها فى اجتماع بمحافظة الغربية أبريل الماضى بقيادة خالد سعيد وجلال القصاص وسعيد فياض مع قرب موعد انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر لها 26 و27 من مايو الجارى، تتنامى التساؤلات بشأن اتجاه أصوات الإسلاميين وبخاصة المنتمين لجماعة الإخوان وأتباعها والموالين لهم، بعدما انحصرت المنافسة الرئاسية بين مرشحين، أحدهما قائد عملية الانقلاب على حكم رئيسهم «الشرعى المنتخب» محمد مرسى، بحسب وصفهم، والثانى هو القطب الناصرى مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى. أحد أعضاء الجبهة السلفية، وعضو تحالف دعم الشرعية التابع لجماعة الإخوان، أكد ل«الصباح» أن هناك نية لدى قطاع كبير من أعضاء الجبهة وكوادرها داخل المحافظات والشباب للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل إيجابى والتصويت للمرشح الرئاسى حمدين صباحى، كنوع من التصويت الكيدى ضد المرشح الرئاسى العسكرى، من وجهة نظرهم المشير، عبدالفتاح السيسى، فى قرار جماعى من أعضاء الجبهة فى كافة المحافظات باستخدام هذه الوسيلة كأحد وسائل المعركة الانتخابية التى قررت الجبهة خوضها فى الفترة المقبلة. وتابع المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن آخر اجتماع لقيادات الجبهة السلفية فى أبريل الماضى، والذى عقد بمحافظة الغربية، ناقش فكرة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمها، وذلك بحضور قواعد وكوادر شبابية سلفية، وبحضور الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمى للجبهة والشيخ أشرف عبدالمنعم والدكتور سعيد فياض والدكتور جلال القصاص، وعدة رموز إسلامية مستقلة وممثلى تكتلات دعوية سلفية فى محافظات مصر. وأوضح المصدر أن شباب الجبهة كانوا قد طالبوا القيادة السياسية بفتح باب النقاش حول هذا الموضوع فى الاجتماع للوصول إلى الموقف النهائى للجبهة، الأمر الذى جعل القيادات يطرحون الحوار على نطاق أوسع، والأخذ فى الحسبان موقف حلفائها فى حلف الإخوان من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من عدمها. وذكر المصدر أن أحد قيادات الجبهة أشار خلال الاجتماع، إلى أن هناك اتجاها داخل التحالف نحو عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ومقاطعتها بل العمل على عرقلة تنفيذها بشتى الطرق. وأشار المصدر إلى أن شباب الجبهة طالبوا القيادات بإرجاء الالتزام بمواقف التحالف فى الفترة المقبلة نظرا لما يتعرض له شبابه من ملاحقات أمنية واعتقال من قبل قوات الأمن خلال خروجهم فى مسيرات تتحول إلى مواجهات بعد ذلك. كما طالب شباب الجبهة باتخاذ إجراءات فاعلة نحو قرار المشاركة فى الانتخابات الرئاسية سريعا لبدء التحرك نحو إيقاف تقدم ووصول المشير السيسى إلى سدة الحكم وذلك من خلال التصويت للمرشح المدنى صباحى لرفع حجم القوة التصوتية له أمام منافسه. وأكد المصدر على أن المناقشات داخل اجتماع الجبهة السلفية أثمرت عن إجراء التصويت على مقترح المشاركة الإيجابية من عدمه وكانت نتيجة جمع الأصوات الأغلبية بالتصويت على المشاركة، وجاء قرار القيادة السياسية للجبهة بالموافقة على دعم صباحى بالتصويت له فى الانتخابات الرئاسية ضد المرشح الرئاسى المشير السيسى فى محاولة لرفع جهد القوة التصوتية له أمام منافسه أو محاولة لمنع وصول المرشح العسكرى للرئاسة. ولفت المصدر إلى أن قرار قيادات الجبهة بإرجاء المشاركة فى فعاليات التحالف فى الفترة المقبلة مؤقتا حفاظا على القوة العددية لإعداد الجبهة حيث تعتمد عليهم فى تنفيذ خطتها فى هذه المرحلة من خلال الانتشار بين جموع المواطنين وخاصة الإسلامين فى جميع محافظات مصر لتحريضهم على التصويت لصباحى. ومن جانبه أكد طارق الملط عضو مجلس الشورى السابق وعضو الهيئة العليا بحزب الوسط، أن تحالف دعم الشرعية لن يشارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولن ينصاع إلى دعوة «الجبهة السلفية» بالتصويت الانتقامى وذلك بناء على وجهة نظر التحالف فى أن من شارك ولو بمجرد السكوت عما حدث فى 3 يوليو، وما يعتبره التحالف «انقلابا عسكريا» فهو أحد دعائم السلطة الحالية، وهذه القاعدة تنطبق على المرشح الرئاسى حمدين صباحى، لذلك أعلن التحالف مقاطعته للانتخابات. وأوضح «الملط» أن جميع الأطراف فى التحالف مصرة على موقفها من مقاطعة الانتخابات، واستكمال ما بدأته منذ 3 يوليو، والعمل على إعادة النظام السابق واستعادة الشرعية كما يزعمون. وأشار عضو الهيئة العليا بالوسط إلى أن مكمن الخلاف الجوهرى بين طرح «الجبهة السلفية» و«دعم الشرعية» فى أن فكرة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من وجهة نظر التحالف هى القضاء على آمال عودة النظام الإخوانى مرة أخرى، ومجرد المشاركة هو اعتراف رسمى شعبى بشرعية النظام الحالى وبكل ما حدث منذ 30 يونيو. وفى ذات السياق يرى الدكتور مجدى قرقر عضو تحالف دعم الشرعية، أن جميع الكيانات السياسية المكونة لحلف الإخوان لن تشارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه يعد دعم لسلطة الانقلاب -حسبما قال-. وعن مشاركة «الجبهة السلفية» فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بالتصويت الانتقامى للمرشح الرئاسى حمدين صباحى ضد المرشح المشير «السيسى» من داخل حلف الإخوان، قال: إنه فى حال شاركت الجبهة السلفية فى الانتخابات فهذا لا يعنى أن «تحالف الشرعية» سوف يفعل مثلها، واستطرد: «نحن أعلنّا أكثر من مرة عن موقفنا من المشاركة وهو المقاطعة، وليس لدينا نية للقيام بمثل هذه الأعمال التى نسميها التصويت الانقلابى».