- «الإفتاء»: دعوات مضللة من خوارج العصر وكلاب النار.. و«الأوقاف»: مرتكبوها متطرفون يسعون لإثارة الفوضى لا تكاد تخلو مدينة أو قرية فى مصر من ضريح أو أكثر، لأحد الأشخاص المشهود لهم ب«الكرامة»، وفى كل عام تتفجر أزمة الاعتداء على الأضرحة، والتى كانت على مدار تاريخها مصونة بحب الناس لصاحب الضريح، ويعتبر الصوفيون أن الضريح مكان يضم رفات الأشخاص المشهور عنهم التقوى والصلاح بين الناس، وقد يكون هذا المكان وسط المدافن العامة أو فى أرض بعيدة عنها، ورفعا للحرج عن المسلمين فى التعامل مع مقابر الأولياء الصالحين، فقد أفتى فقهاء الشريعة الثقات بوضع ما يسمى بالمقصورة حول القبر لعزله عن سائر الأماكن المحيطة به، حيث أجازوا الصلاة بالقرب منها، شريطة ألا تكون فى اتجاه القبلة، ما يعد إقرارا من العلماء بجواز إقامة الأضرحة وحرمة نبشها.
جريمة الهدم يؤكد المستشار حسن منصور نائب رئيس محكمة النقض، أن هدم الأضرحة جريمة يعاقب عليها القانون، وهى الجرائم المعروفة فى قانون العقوبات ب«انتهاك حرمة الموتى»، حيث يعاقب بالحبس كل من تعدى على الأضرحة والقبور وفقا للمادة 166، كما يعاقب بالمادة 631 كل من أتلف عمدا منشآت ومتعلقات القبور، نظرا لما قد يؤدى إليه ذلك من تناحر بين طوائف المسلمين.
حكم الصلاة أقاويل كثيرة ترددت عن حرمة الصلاة فى المساجد التى تضم أضرحة للأولياء، ويصم متشددون مريدى هذه المساجد بالكفر والشرك، كون ما يمارسونه من مظاهر تعظيم القبور، وهو ما رد عليه أحد شيوخ الأزهر بأن المسجد النبوى يضم قبر الرسول الكريم (ص).
3 حالات تعدٍ بالغربية ولم يكن أمر هدم الأضرحة بعيدا عن فكر خوارج العصر من أعضاء جماعة الإخوان، فقد قاموا بالتعدى على ثلاثة أضرحة بمساجد محافظة الغربية، وهى مسجد سيدى عبدالعال المغازى بمركز زفتى، ومسجد سيدى سعيد، ومسجد المحرقى بكفر الزيات، بحجة أن البناء على القبور من المنكرات التى نهى عنها النبى (ص). يقول حسن المغازى، حارس مقام سيدى عبد العال المغازى، الذى تم هدمه على يد جماعة الإخوان، إنهم هدموا المسجد بالكامل، وقاموا بنبش الضريح والقبور المجاورة للمسجد بحجة التوسعة، مدعين أمام الجهات الرسمية بعدم وجود أضرحة فى المكان، وتبين بعد المعاينة من قبل إدارة أوقاف زفتى، وجود آثار لضريح تم تحطيمه. موقف الأوقاف ودار الإفتاء من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف، أن علماء الإسلام فى كل عصر أجمعوا على حرمة الاعتداء على أضرحة الصالحين بالإساءة أو الهدم، لمخالفة ذلك لروح الشريعة الإسلامية، مؤكدين أن من يفعل ذلك يعيث فى الأرض فسادا، ويحاول إشاعة الفوضى والفتن لزعزعة أمن الوطن، داعية للضرب بيد من حديد على المتطرفين وأصحاب الفكر الخاطئ ممن يدعون لهدم الأضرحة. فيما استنكرت دار الإفتاء دعوات المضللين لهذة الممارسات الإجرامية بحجة محاربة الشرك، منصبين أنفسهم بذلك دعاةً للضلالة ولتكفير المسلمين، وإن ما قامت به مجموعة من خوارج العصر وكلاب النار هى فعلة شنعاء.
كما حذرت دار الإفتاء، المسلمين من هذا الفكر المنحرف الذى لا يحفظ للمسلمين حرمة الأحياء ولا الأموات، ولا يترفع عن الانغماس فى أوحال التكفير والتفسيق والتبديع لجمهور الأمة ومشاهير علمائها وصالحيها، وإن هذه الأفعال الإجرامية هى أكبر ما يكشف للأمة الإسلامية بل للعالم أجمع حقيقة هؤلاء المرجفين.