فجعت مصر فجر الخميس 19 يوليو 2012 برحيل «سيد الجواسيس».. اللواء «عمر محمود حسين سليمان الفحام» خلال فحوصات روتينية فى مؤسسة كليفلاند كلينيك ولاية أوهايو الأمريكية، التى أسندت وفاته إلى أسباب طبية متواضعة ومبهمة أثارت عاصفة من الغموض لم تهدأ بعد، ورفضتها القاهرة، ما دفع جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI إلى فتح تحقيق سرى حول تسبب طبيبين مسلمين فى وفاته بقسم العناية المركزة وطوارئ القلب الذى شهد الدقائق الأخيرة فى حياة الجنرال. نكشف اليوم عن وقائع حصرية وتفاصيل غير مسبوقة حول ظروف وفاة «سيد الجواسيس» التى تناثرت حولها الشائعات، وبلغ اللغط فيها حد التضليل، فإلى الحقيقة الموثقة: تابع العالم خطاب تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك القصير الذى قرأه اللواء عمر سليمان فى عُجالة على الأمة عشية الحادى عشر من فبراير 2011 ، علت الهموم والأحزان والقلق وقتها وجه سليمان، لكنه لم يكن حتى تلك اللحظة معلولا بمرض عضال ولم يكن جسده قد أصيب بما تسبب فى وفاته المفاجأة. والحقيقة أن هناك مناصب مصرية سيادية عليا تلزم لوائحها الخاصة شاغليها بإجراء متابعات طبية روتينية تمنع التدهور الصحى المفاجئ لرئيس الدولة ونائبه ومديرى الأجهزة السيادية. عاصر سيد الجواسيس تسعة مديرين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةCIA أولهم «وليام جوزيف كايسى» مدير الجهاز الثالث عشر الذى تولى منصبه فى الفترة من 28 يناير 1981 حتى 29 يناير 1987. وآخرهم «ليون إدوارد بانيتا» المدير الواحد والعشرون للجهاز الذى تولى منصبه فى الفترة من 13 فبراير 2009 حتى 30 يونيو 2011 المعروف أنه وزير الدفاع الأمريكى الثالث والعشرين فى الفترة من 23 يوليو 2011 حتى 27 فبراير 2013 كما عاصر سبعة مديرين لجهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI أولهم «وليام هيدجكوك ويبستر» الذى شغل منصبه فى الفترة من 23 فبراير 1978 حتى 25 مايو 1987. حتى «روبرت سوان مويلر» الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 4 سبتمبر 2001 حتى 4 سبتمبر 2013. وعلى الجانب الإسرائيلى وقف اللواء عمر سليمان فى وجه مؤامرات ستة مديرين لمؤسسة الاستخبارات والعمليات الخاصة المعروفة باسم الموساد أولهم اللواء «ناحوم أدمونى» الذى شغل منصبه فى الفترة من سبتمبر 1982 حتى سبتمبر 1989. حتى آخرهم اللواء «تامير باردو» الذى يشغل حاليا منصب مدير جهاز الموساد منذ 6 يناير 2011 حتى كتابة تلك السطور. تعامل اللواء عمر سليمان بجدية وندية مع كل هؤلاء وقد ختم حياته المهنية والسياسية فى حالة من الإرهاق، أصابته بعدما ارتاح من مسئولياته الجسام فلجأ إلى مستشفى وادى النيل الطبى ذى السمعة الطيبة فى القاهرة لإجراء فحص عارض. حيث أثبتت الأشعة الطبية المتخصصة وجود خلل غير مفسر بعضلة قلبه فنصحه الخبراء بالتوجه إلى فرع مؤسسة كليفلاند كلينيك الطبية الأمريكية الموجودة على جزيرة «المارية» فى إمارة أبو ظبى بالإمارات العربية المتحدة. حاول سليمان خبير التدقيق والتحقيق فى الإجابات المضطربة الاقتناع بأسباب حالته، لكنه لم يقتنع وفى النهاية شك ربما لأيام فى القدرة الطبية للمستشفى المصرى الكبير. غير أن الأمر تكرر وفشل فرع مؤسسة كليفلاند كلينيك بالإمارات فى تشخيص الأعراض الغريبة التى اعترته باعتراف البروفيسور «تومسيلاف ميهالجيفيك» رئيس وحدة قسم القلب والأوعية الدموية الاستشارى العالمى الذى بدأ حياته المهنية أستاذا فى جامعة زيورخ السويسرية عام 1995. أطلعت جهات سيادية إماراتية الطبيب العالمى الكرواتى الأصل مواليد مدينة زغرب على حساسية وضع اللواء عمر سليمان فنصح «ميهالجيفيك» بسفره إلى مستشفى مؤسسة كليفلاند كلينيك الأم - تأسست عام 1921 - فى ولاية أوهايو الأمريكية لتشخيص المرض بدقة. عاد سليمان إلى القاهرة حتى يستعد للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفى الطريق مر على مكةالمكرمة لتأدية عمرة خاصة وهبها لشفائه، فشاهده كثيرون فى الحرم وهو معتمر بملابس الإحرام. بعدها تلقى دعوة ملكية خاصة لزيارة الرياض استغلها لعرض نفسه على قسم القلب فى المستشفى الألمانى - السعودى العالمى الذى شارك وادى النيل وكليفلاند أبو ظبى فى عدم توصيف أعراض مرضه، فشعر سليمان ساعتها أن أمرا جللا قد نال منه. بينما تشاور البروفيسور «ميهالجيفيك» عبر بريده الإلكترونى مع أساتذة قسم القلب والأوعية الدموية فى مؤسسة كليفلاند كلينيك الأم بشأن أعراض حالة سليمان الغريبة وغير المبررة وحتى يستعدوا لاستقبال المريض صاحب المقام المصرى الرفيع. على جانب آخر وصل الخبر إلى الجنرال «دافيد هويل بيترايوس» المدير الثالث والعشرين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA صديق عمر سليمان الحميم الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 6 سبتمبر 2011 حتى 9 نوفمبر 2012. فكلف بيترايوس عبر القنوات الدبلوماسية «آن وودز باترسون» السفيرة الأمريكيةبالقاهرة فى الفترة من 1 أغسطس 2011 حتى 30 أغسطس 2013 لإنهاء ترتيبات مغادرة اللواء عمر سليمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. يذكر أن سليمان تمتع فى حياته ببروتوكول أمنى يمنح أصحاب المناصب الرفيعة العاملين فى الأجهزة السيادية تصريحا مفتوحا بالسفر العلنى عبر عواصم العالم بمجرد إبلاغ سفارة الدولة الهدف. فى هذه الأثناء بلغ صدى التحذير الذى وجهه اللواء عمر سليمان إلى جماعة الإخوان المسلمين المصرية، مهددا بكشف صندوق أسرارها الأسود مداه ما دفعها إلى ترصده والاتصال بحلفائها فى الأجهزة المعادية لمصر لردعه قبل أن يفعلها ويهتك سترها. فى الواقع لم يكن مسموحا للرجل بإفشاء أسرار الدولة طبقا للقانون 100 لسنة 1971 بعدما كان مسئولا عنها خلال ثمانية عشر عاما كاملة، كما أن ضابط الاستخبارات لا يحتفظ فى مكتبه بأى لون من صناديق الأسرار. يمتلك اللواء عمر سليمان سجل أطول فترة خدمة فى تاريخ جهاز الاستخبارات العامة المصرية، وبسببها نال رسميا اللقب المذموم فى المهنة «شخص يعلم أكثر من اللازم» ما يعنى فى العالم السرى لأجهزة الاستخبارات المعادية أنه أصبح مطلوبا للتصفية. والحقيقة يحرص المخضرمون فى مجال العمل السرى ألا ينالهم ذلك اللقب خاصة من قبل مؤسسة الاستخبارات والعمليات الخاصة الموساد، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لأنهما ينتهجان مبدأ التخلص من حاملى اللقب خشية أن يهددوا أسرارهما القومية. سقط المعلم فيما حذر منه تلاميذه، ولم يتوقع أنه سينال اللقب بعد أن هدد بعضهم بحديثه الذى قرر مصيره، فغادر مصر لآخر مرة، معتقدا أنه فى مأمن حتى أنه اصطحب معه اثنتين من بناته الثلاث. سبب وفاة الجنرال سليمان المسجل رسميا فى الأوراق هو قصور مفاجئ فى القلب والكلى والرئة. أما السبب الحقيقى فسيكشف عند إتاحة ملف التحقيقات السرية للغاية التى باشرتها الأجهزة الأمريكية، وذلك سيتطلب عشرات الأعوام. فقد الملف الطبى الخاص باللواء عمر سليمان فور تأكيد وفاته طبيا، كما فقدت بالمخالفة للقانون الفيدرالى الأمريكى سبع عينات حيوية خاصة بحالته، كان المفروض حفظها لمدة عشرة أعوام كاملة، ومع ذلك ظهرت بيانات الملف على استحياء بين سطور صفحات التحقيق السرى فى ظروف وملابسات وفاته. ما يعنى أن الملف نقل من المستشفى الذى شهد رحيل الجنرال إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ومنها إلى جهاز المباحث الفيدرالية FBI وكان ذلك أحد أهم الأسباب التى حالت دون توجيه الاتهام إلى طبيبين مسلمين بالمستشفى سأكشف بياناتهما كاملة. تفاصيل الساعات واللحظات الأخيرة فى عمر سيد الجواسيس داخل مستشفى كليفلاند كلينيك بولاية أوهايو الأمريكية شحيحة، والمسرب من التحقيقات السرية فى وفاته قليلة الموثق منها وصوله إلى قسم القلب يوم الاثنين الموافق 16 يوليو 2012. وعقب أخذ عينات أولية طلب منه المستشفى البقاء لمتابعة ومراقبة أداء عضلة القلب على أجهزة خاصة متطورة تحتاج عينات حيوية تأخذ من المريض على مدار يومين ولسحب مليمترات من المياه التى تكونت على رئتيه. بدأ العلاج حيث تم شفط المياه والتأكد من سلامة أداء الكلى واستقرار حالة القلب. وعندما سأل سليمان عن تكاليف المستشفى وموعد خروجه أبلغ بأنه سيترك المستشفى صباح يوم الخميس الموافق 19 يوليو 2012. الموثق فى معلومات المستشفى أنهم لم يتمكنوا من تشخيص أعراض مرضه بدقة، وقرر الأطباء توصيف حالته لأقرب مسبب محتمل وهو داء النشوانى - أمايلويدوزيس - الذى يصيب جهاز المناعة ويؤدى لترسب سريع للبروتينات فى الأنسجة الحية للقلب والكلى والرئة فيتلفها فى أسابيع قليلة. اعتبر أساتذة كليفلاند كلينيك حالة سليمان من الحالات النادرة الحدوث مع أن أعراضا مشابهة سجلت من قبل حول العالم كان لمعظم ضحاياها علاقة ما بأجهزة الاستخبارات. ومع ذلك أكد ما تسرب من التحقيقات الأمريكية، أن استدعاء أعراض حالته يستلزم تناول جرعة من عقار نووى تركيبته سرية للغاية، تعد سبقا علميا لم يسجل بعد فى الأرشيف الطبى العالمى تحتكره أجهزة استخبارات معدودة بينها الموساد الإسرائيلى ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. وهو من عائلة العقارات السرية التى تستخدمها أجهزة الاستخبارات فى العصر الحديث كأداة للقتل الهادئ لا تترك آثارا يمكن للعلوم الشرعية إثباتها فى جسد الضحية ينتج عن تناولها فى الطعام العادى أعراضا لا يمكن تشخيصها بدقة لا علاج لها وتؤدى للوفاة التدريجية فى فترة لا تزيد على ستة أشهر. أعود إلى تفاصيل الدقائق التى أعقبت التأكد من وفاة سيد الجواسيس فى تمام الرابعة والنصف فجر الخميس 19 يوليو 2012 داخل قسم الرعاية المركزة لأمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى كليفلاند كلينيك ولاية أوهايو الأمريكية. وقبلها يلزم القانون الفيدرالى الأمريكى المؤسسات الطبية العاملة فى مجالات الخدمات الطبية بحفظ سبع عينات حيوية لكل حالة يفشل العلم فى تشخيصها بدقة مع ثلاث نسخ إلكترونية من ملف كل مريض قضى فى ظروف غير طبيعية أثناء علاجه. والمخالف يعاقب بغرامات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى سحب تصاريح مزاولة مهنة الطب لفترة محددة أو نهائيا، طبقا لكل واقعة وبالوقف عن العمل بالنسبة للإداريين. قانونا تحفظ العينات الحيوية حتى يتسنى لأجهزة التحقيقات الفيدرالية والقضائية استخدامها فى حالة دعاوى التعويضات، والجرائم الجنائية الملتبسة وهو ما حدث بالفعل فى عشرات القضايا التى حقق فيها المدعى العام الأمريكى فى وفاة مشاهير ربما يتذكر بعضكم عددا منها بالاسم. لكن ما حدث أن العينات الحيوية الخاصة باللواء عمر سليمان فقدت بعد خمس دقائق من وفاته، واكتفى المستشفى بإصدار تقرير إلكترونى ملخص سجل إجراءات طبية روتينية. مع تصريح بدفنه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية شملت التكاليف بمبلغ 25 ألف دولار أودع خزانة مؤسسة كليفلاند كلينيك بشيك حكومى أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية استردته خزانتها ثانية عندما أصرت عائلة سليمان على شحن جثمانه إلى مصر. أما المعلومة الحصرية أن طبيبا مصريا عالميا مقيما فى الولاياتالمتحدة كلف فى هدوء بالكشف الظاهرى على جثمان الفقيد داخل ثلاجة حفظ الجثث بالمستشفى الأمريكى الكبير ظهر الخميس 19 يوليو 2012. وأنه نجح فى تصوير فيديو خاص للجثة على وضعها قبل وصول وفد السفارة المصرية من واشنطن وقنصليتها من نيويورك إلى أوهايو بعدما فوجئت السفارة بتواجد سليمان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. والحقيقة لم يكشف ذلك الطبيب المصرى حتى الآن لأسباب مرتبطة بالواقعة والعلاقات الأمريكية - المصرية الخاصة عن شهادته بل ربما لن يكشفها أبدا. فى التفاصيل أكدت التحقيقات الأمريكية أن جثمان سليمان بدا عليه آثار أخذ عينات حيوية من النخاع الشوكى، وأن نوبة ضيق حاد بالتنفس هاجمت سليمان مع انهيار فى عضلة قلبه وفشل مفاجئ فى الرئة سبب زرقان لون صدر الجثة بشكل واضح. فى الواقع أثار رأى الطبيب المصرى المحايد حفيظة القاهرة فطالبت السلطات الأمريكية بتحقيق شفاف فى أسباب وفاة اللواء عمر سليمان، لم يعلن عنه حتى كتابة تلك السطور، وقد تقرر حفظ نتائجه فى أرشيف الأسرار الأمريكية لمدة خمسين عاما تنتهى فى 19 يوليو 2062. كموعد قانونى لإتاحة أجزاء من الملف للعامة وإمكانية حصول القاهرة على نسخة شاملة من التحقيقات السرية مع أن أسرار حرب أكتوبر 1973 نفسها حجبتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بدعوى أسرار الأمن القومى لمدة ثلاثين عاما فقط؟! ما يفيد أن وفاة سليمان أحاطها بالفعل الغموض، خاصة أن يوم رحيله الموافق الخميس 19 يوليو 2012 شهد وفاة ثلاثة أمريكيين بنفس المستشفى لم تفقد ملفاتهم الطبية الإلكترونية، ولم يعبث أحدهم بعيناتهم الحيوية ولم تحقق السلطات الفيدرالية فى وفاتهم، وبالقطع لم تدرج ملفاتهم كأسرار للأمن القومى الأمريكى. سأترك جميع البيانات الآن لتناول أهم الحقائق الحصرية، وهى دائرة الاشتباه الأولى التى ركز عليها جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI - تأسس بتاريخ 26 يوليو 1908 - داخل مؤسسة كليفلاند كلينيك ولاية أوهايو. مع الإشارة إلى أن التحقيقات جرت فى سرية تامة تحت إشراف فرع الجهاز الأم بواشنطن، وأننى استعنت بالقليل المتسرب عنها، وقد تركزت الشكوك فى شخصين داخل مؤسسة كليفلاند كلينيك أبديا اهتماما مبالغا فيه طبقا لتعبير محرر التحقيق الأمريكى تجاه المريض عمر سليمان. وكان أول المشتبه فيهما طبيبا سورى الأصل يدعى الدكتور «محمد المملوك» أستاذ القلب والأوعية الدموية خريج كلية طب جامعة دمشق دفعة عام 1971 وهو يعمل فى مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ نهاية عام 1977. ويحاضر محمد المملوك فى كلية «توليدو» التعليمية التابعة لجامعة ساوث كارولينا التى تأسست عام 1872 ومثبت فى أوراق التحقيقات السرية، أنه يعمل مستشارا طبيا خاصا لإحدى العائلات العربية الخليجية الحاكمة وهو أستاذ مقيم فى المبنى الطبى الكائن فى منطقة «ويست فالى» رقم 20455 طريق لورين الوحدة 104 «فيرفيو» ولاية أوهايو. أما المشتبه به الثانى فهو الدكتور «محمد عثمان» أستاذ ورئيس قسم وحدة إعادة تأهيل القلب والعناية المركزة بمستشفى مؤسسة كليفلاند كلينيك وهو هندى الجنسية مسلم الديانة مقيم فى مقاطعة أشتابولا شمال شرق كليفلاند خريج جامعة آلابوجا كيرالا الهندية عام 1988. ويعمل عثمان كأستاذ محاضر متخصص فى أمراض القلب والأوعية الدموية وعلم كهرباء عضلة القلب، وهو عضو فى الوقت ذاته بالمجلس الطبى الأمريكى للأوعية الدموية. يقيم فى كليفلاند منذ عام 2006 ويعمل أستاذا زائرا فى مركز «يو اتش» جنيفا الطبى التخصصى بولاية أوهايو. وقد ارتكز الاشتباه على الحالة الصحية المستقرة للواء عمر سليمان وقت دخوله إلى قسم القلب فى كليفلاند كلينيك، وتقرير نفى علاقة سنه بأعراض الوفاة والأهم أن الاثنين رفضا إجراء فحوصات السموم غير التقليدية المفروضة مهنيا فى حالة المريض سليمان، بعدما فشل التشخيص العلمى الدقيق وكانا مسئولين عن الملف الطبى الإلكترونى المفقود. وبمراجعة حالات مشابهة أشرف عليها الاثنان لمرضى من مشاهير الفنانين الأمريكيين تبين قيامهما بإجراء فحوصات السموم بطريقة روتينية، بينما تغاضيا عن ذلك فى حالة سليمان، وتذرعا أن عائلته لم تطالب المستشفى بتلك الفحوصات. طبقا لنتيجة التحقيقات النهائية لم تتوصل المباحث الفيدرالية الأمريكية إلى كشف أسباب وفاة اللواء عمر سليمان الغامضة، كما لم تجد FBI سببا فى توجيه الاتهام للطبيبين المسلمين، خاصة بعدما سجل المحقق الفيدرالى عدم وجود أداة معروفة للجريمة ومن ثم تقرر حفظ التحقيق. أوراق التحقيقات الفيدرالية الأمريكية زادت على الألف صفحة إلكترونية تضمنت مئات المعلومات والبيانات السرية للغاية، أبرز ما وصلنى منها ما سجل عن الحالة الإنسانية للراحل فى ساعاته الأخيرة فى قسم العناية المركزة الذى دخله سائرا على قدميه. وقد نقل محرر التحقيق الأمريكى عن التقرير المفقود أن سليمان عانى بداية من فجر الأربعاء الموافق 18 يوليو 2012 آلاما متقطعة فى صدره مع خفقان متواتر فى القلب وضيق فى التنفس. وأنه كان واعيا حتى اللحظات الأخيرة بل تابع قبل وفاته بوقت قصير تقريرا إخباريا على شبكة الجزيرة القطرية عن مهاجمة شباب مصريين محيط السفارة السورية بالقاهرة، وأنه ناقش الموضوع مع الطبيب السورى الأصل محمد المملوك وبدا عليه ساعتها أنه مهموم بشدة. رفض سليمان فى الساعات الأخيرة أن يسجل الطبيب ملاحظة حالته النفسية بعد أن رغب الطبيب فى إثبات أنه رفض الطعام ما قلل من وزنه العام بشكل ملحوظ، وأنه عانى من اكتئاب نفسى عميق بسبب الأحوال السياسية الجارية فى بلاده. كما سجل تقرير المحقق الأمريكى أن سليمان طلب من المسئول عن العناية المركزة تحرير يده من أسلاك جهاز طبى حتى يؤدى صلاة الفجر واقفا أمام سريره، لكن الطبيب منعه خشية حدوث اضطراب فى كهرباء عضلة القلب، فصلى سليمان مضطرا فى سريره. ومن شهادة مساعدة طبية داخل غرفة العناية المركزة حصلت عليها المباحث الفيدرالية الأمريكيةFBI عن التصرفات الأخيرة للمريض عمر سليمان، نكتشف أنه أمسك طيلة الوقت بكتاب القرآن، وأن المساعدة الطبية الشاهدة حاولت أخذ الكتاب من يده لكنه رفض ورحل وهو ممسك به. وقد وجدت المساعدة الطبية الأمريكية طبقا لشهادتها الرسمية صعوبة فى نزع كتاب القرآن من يد سليمان، لأنه أطبق عليه بشدة عندما أصابته نوبة قلبية رئوية مفاجئة فى تمام الساعة الرابعة والنصف فجر الخميس 19 يوليو 2012 هاجمته فى توقيت متزامن، أنهت فرصته الأخيرة فى الحياة، فرحل «سيد الجواسيس» عن عالمنا كما عاش فى هدوء.. رحم الله فقيد مصر الغالى ولأسرته الصبر والسلوان .. انتهى.