يستمر الصراع بين الشيعة والسلفية فى مصر، وكأنه بلا نهاية، وعلى الرغم من أن الصراع فكرى فى الأساس، إلا أنه أخذ منحى أكثر خطورة بعدما أعدت بعض الجماعات السلفية المنضوية تحت لواء «ائتلاف محبى الصحب والآل» قائمة بأسماء قيادات الشيعة فى مصر، لاغتيالهم بعد نشرها على الموقع الخاص بأهل البيت والصحابة، فيما يسعى شيوخ السلفية إلى طرد الشيعة من مصر، بدعوى أن الشيعة خربوا كل دولة عربية دخلوها، ليظل الصراع بين الشيعة والسلفية يدور وكأن الفريقين استقلا قطارين فى اتجاهين متعاكسين. الناشط الشيعى إسلام الرضوى أكد ل«الصباح» أن شيعة مصر اعتادوا على تهديدات القتل من قبل السلفيين الذين اعتادوا على إلصاق كل الاتهامات المعقولة وغير المعقولة بالشيعة، فضلاً عن تهديد الشيعة بالقتل، ومحاصرتهم فى أماكن سكنهم وتشويه سمعتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بنشر صورهم مع أخبار كاذبة، والترويج أن قيادات الشيعة هم الخطر الأكبر على مصر ويجب قتلهم وحرقهم، كما حدث من قتل القيادى الشيعى حسن شحاتة، ومن معه فى يونيو 2013. وكشف الرضوى عن بدء تنفيذ الجماعات السلفية مخطط حصار الشيعة، بعدما تم حصار منزل أحد الشيعة، ويدعى الحج فرحات، فى قرية «زاوية أبو مسلم» بمحافظة الجيزة، من قبل السلفيين الذين حاولوا التعدى على فرحات وأسرته لولا تدخل قوات الأمن، ثم حاصر السلفيون منزل الشيخ عماد قنديل بمدينة طنطا فى محافظة الدقهلية، بعد أن هدده مشايخ السلفية بالقتل، وهو ما دفع قنديل إلى تحرير محضر رسمى طالباً الحماية من قبل الشرطة، وهى وقائع بدأت منذ نحو شهرين عندما تمت محاصرة منزل شقيق القيادى الشيعى حسن شحاتة، فى محافظة الشرقية. وتابع الرضوى: «كل هذا يحدث لشيعة مصر على الرغم من أنهم لا يريدون أى شىء ولا يدعون للتشيع كما يدعى السلفية، فكل ما يريده الشيعة هو أن يتركهم الآخرون يمارسون حياتهم فى سلام»، كاشفاً عن قائمة أخطر رجال الشيعة التى أعلنها شيوخ السلفية، والتى تضم أسماء القيادى الشيعى الشهير، أحمد راسم النفيس، والزعيم الروحى لشيعة مصر، المستشار محمد الدمرداش العقالى، وإسلام الرضوى نفسه، وغيرهم من قيادات الشيعة فى مصر. فى المقابل، أكد الشيخ السلفى، وليد إسماعيل، صحة وجود قائمة تتضمن أسماء قادة الشيعة فى مصر، إلا أنه نفى أن تكون القائمة غرضها تصفية الشيعة جسدياً، وإنما غرضها تحذير الجميع من الفكر الذى حمله هؤلاء، فغرض السلفية هو القضاء على الفكر الشيعى، أما من يعتنق الفكر الشيعى، فعليه الرجوع إلى الصواب أو مغادرة البلاد. وأضاف إسماعيل ل«الصباح»: «نعمل على دحر الفكر الشيعى بعدة وسائل، منها محاربة الفكر بالفكر، كالحوار بين علماء السنة وعلماء الشيعة، وعقد المناظرات التى تثبت فساد عقائد الشيعة وخروجهم عن الإسلام، بالتوازى مع بيان العقيدة الصحيح للناس من خلال الرد على شبهات الفكر الشيعى، باستخدام المنابر الفضائية، أما توزيع الكتب فيحمد للأزهر الشريف أنه أصدر العديد من الكتب التى تبين ضلال الشيعة وأن الشيعة دين آخر غير الإسلام، ومنها كتاب الخطوط العريضة لدين الشيعة، للشيخ محب الدين الخطيب. وأشار إسماعيل إلى أن أهم الأماكن التى ينشط السلفيون فيها لمحاربة الشيعة، هى مدن المنصورة والزقازيق وأسوان، لأنها من أكثر المدن التى يوجد بها تجمعات شيعية، مؤكداً أنه فى حال لم يقتنع الشيعة بالصواب، فإننا نلجأ إلى الجهات الأمنية التى يجب أن تتدخل لمنعهم، لأنهم يصدرون فكراً مخالفاً لصحيح الإسلام، من خلال نشر العديد من الشعائر غير الصحيحة مثل «اللطم والتطبير والزحف للمقابر والنواح والعويل وتقطيع أجسادهم بالجنازير والسيوف والتمرغ فى الطين وأكل التراب»، محذراً من انتشار الفكر الشيعى فى مصر، ما سيؤدى إلى انهيار وحدة المجتمع المصرى كما حدث فى العراقوسوريا ولبنان، مضيفاً: «لم يدخل التشيع دولة إلا جعلها خراباً». وأكد القيادى السلفى أن ائتلاف «محبى الصحب والآل» يرفض تماماً فكرة تصفية الشيعة أو التحريض على قتلهم، أو حتى حصار منازلهم، على الرغم من تطاول بعض قيادات الشيعة بسب أمهات المؤمنين، خاصة السيدة عائشة، وصحابة رسول الله، نافياً علمه بمحاصرة منازل قيادات الشيعة فى الفترة الأخيرة، مضيفاً: «نحن نريد إعمال دولة القانون».
���.HO �$ p
من ناحية أخرى أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية أن دار الفتاء والأزهر الشريف قامت بتوزيع آلاف الكتب للتعريف بخطر التشيع ومحاولة توضيح الإسلام الصحيح لعموم الناس حتى لا ينخدع أحد فى هؤلاء. وكشفت مصادر سيادية أن الشيعة يجندون جنسيات غير إيرانية أو عراقية أو لبنانية فى التجسس تحت ستار أنهم يعملون كصحفيين ومراسلين وكالات أنباء أو قدموا للسياحة أو الدراسة أو العمل فى شركات استثمارية، وهم غالبا من الأفارقة أو الآسيويين. وأكد أن هناك دراسات كشفت طريقة عملهم من خلال الإغراء بالمال واستغلال الفقر والبطالة لنشر التشيع واستقطاب العملاء والمتعاطفين، فقد حكى أحد التائبين من التشيع، وكان شيخا أزهريا أنه كان يتقاضى ثلاثة آلاف دولار أمريكى عن كل جلسة لسب الصحابة الكرام رضى الله عنهم، وكان المطلوب فقط حضور أربع جلسات أسبوعية، وأيضا رشوة الإعلاميين والكُتّاب لنشر التشيع، ونذكر أنهم فى سوريا كانوا يرشون كل إمام مسجد يدعو لحكومة إيران فى خطبة الجمعة براتب قدره مائة دولار شهرياً. وتابع: يستخدمون فى طرقهم للتجسس الإغراء بالنساء عن طريق الزواج الشيعى - نكاح المتعة - خاصة من العراقيات. وقال المصدر إن الشيعة المجندين فى مصر يقومون بحصر هواتف وعناوين الدعاة الإسلاميين المعارضين لهم لتصفيتهم إذا لزم الأمر، مثل اغتيال إحسان إلهى ظهير علامة باكستان صاحب المؤلفات الشهيرة التى تحذر من التشيع، وآية الله أبو الفضل البرقعى الذى اهتدى للسنة وصنف كتاب «كسر الصنم» وغيرهما من السياسيين.