رغم أفول نجم التيار السلفي سواء على مستوى النخبة السياسية أو العامة، إلا أنه يحاول التشبث بخيط المد الشيعي ليلعب على العاطفة المذهبية، بُغية العودة مرة أخرى إلى شاشات الفضائيات واستقطاب من فقدهم على المستوى الشعبي. وقد ظهر اللعب على العاطفة المذهبية مع إعلان ناصر رضوان، أمين عام ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت - أحد ائتلافات التيار السلفى - عن الاتفاق مع الدكتور عبدالهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، على التعاون للتصدى لنشر المذهب الشيعى بشكل عام، خاصة خلال الاحتفال بمولد الإمام الحسين. وقال «رضوان» فى بيان أصدره: إن الاتفاق شمل دعوة أتباع الطرق الصوفية بالحسنى لعدم الانجرار وراء التبشير الشيعى وإبلاغ السلطات حال رصد ممارسة الطقوس الشيعية خلال الاحتفالات بالمولد أو بعدها. وأضاف أن «القصبى» أكد خلال اللقاء الذى جمعه به، ضرورة نبذ البدع والخرافات ومحاربة الأفكار المنحرفة للشيعة والتشيع، من أجل الوصول إلى الاستقرار المجتمعى والوحدة بين المسلمين.. ولم يقتصر الأمر عند ذلك فأعلن ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل، وهو أكثر الائتلافات السلفية نشاطاً فى مجال ما يصفونه بوقف المد الشيعى، عن توزيع كتيبات على المحتفلين بمولد الحسين، تحمل عناوين «الشيعة فى ميزان الشريعة» و«الخطوط العريضة لدين الشيعة». ويظهر من موقف الائتلافات السلفية، رغبتها فى الزج بالطرق الصوفية فى صراعها مع الشيعة، لكسب جبهات جديدة، فالمعروف أن أتباع التصوف ومحبى آل البيت يصل عددهم لبضعة ملايين بحسب تأكيدات شيوخ المتصوفة، وهو ما يعنى خطورة انحيازهم لاحد طرفى الصراع السلفى الشيعى. ولكن الطرق الصوفية تحاول الابتعاد عن الصراع، خاصة أن هناك خلافاً تاريخياً بينها والتيار السلفى، فكلاهما يعيب الآخر، إذ إن الأول يصف فكر السلفيين بالمتشدد البعيد عن سماحة الإسلام، بينما يرى الثانى في بعض طقوس المتصوفة من حيث إقامة الموالد وحلقات الذكر وزيارة الأضرحة ابتعاداً عن الشريعة الإسلامية. ومن ناحية أخرى تحاول الطرق الصوفية لملمة ثيابها بعيداً عن الشيعة، كون اشتراكهما فى حب آل البيت يجلب لها الاتهامات فيما يخص اقترابها من المتشيعين، وفى ذلك لا يمكن نسيان تصريحات القيادى الشيعى، محمد الدرينى، الذى أكد فى أحد حواراته السابقة ل «الوفد» أن التصوف بوابة للتشيع، كما أن الزيارات المتكررة للشيخ علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية ومؤسس منظمة التصوف العالمى، أبدت الكثير من الشكوك فيما يخص العلاقة بين الصوفية والشيعة، رغم النفي المشدد من قبل «أبوالعزائم» لتلك الشكوك. وحول اللقاء الذى جمع بين رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وأمين عام ائتلاف أحفاد الصحابة، ينفى الدكتور محمد أبوالفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، علمه باجتماع «القصبي» مع «رضوان»، مشيراً إلى رفض المتصوفة لجميع المظاهر الخارجة عن عادات المصريين الدينية ومنها طقوس الشيعة خلال احتفالاتهم. ولكن فى الوقت نفسه يؤكد «أبوالفيض» فى تصريح ل «الوفد» أن اتفاق السلفية مع الصوفية فى رفض طقوس الشيعة هو عن طريق المصادفة وليس عبر اتفاق بين أشخاص.. وأردف: «الأصل فى منهج أهل السنة والجماعة رفض مظاهر التشيع واحتفالاتهم الخارجة علي المألوف». من جانبه قال السيد الطاهر الهاشمي: إن الشيعة ليست لديهم احتفالات خارجة علي المألوف، مدللاً على حديثه بأن الكثير من أتباع التشيع يزورون أضرحة آل البيت دون أن يشعر بهم أحد من الزائرين الآخرين، ما يعنى أنهم غير ملفتين خلال الزيارات. وقال «الهاشمي»: إن الشيعة يحرصون على وحدة المسلمين، مشككاً فى الجهات التى تقف وراء ائتلافات السلفية التى تهدف لزعزعة استقرار الوطن.