كشف مصدر سيادى ل«الصباح» أن تنظيم الإخوان الإرهابى بدأ فى الترويج لخطة جديدة أعلن فيها عن نيته «حرق مصر» فى 19 مارس تزامنًا مع ذكرى الاستفتاء الذى أجرى فى هذا التاريخ عام 2011 عقب سقوط نظام مبارك وهو ما عرف وقتذاك ب«غزوة الصناديق»، وكشف «هاشتاج» إخوانى بعنوان «19 مارس» استعدادات عناصر الإخوان لحرق مصر فى هذا اليوم، وإشاعة الفوضى فى البلاد على طريقة «جمعة الغضب». الخطة الإخوانية تعتمد عدة مستويات، المستوى الأول يروج لإعادة سيناريو جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 من اقتحام السجون والأقسام وشل حركة جميع المؤسسات الحيوية فهم يعتبرون أن 19 مارس هو «المعركة الأخيرة» لهم للعودة للحكم قبل بدء ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهناك محاور أخرى منها استخدام وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر» كغرف عمليات تحرك أتباعهم فى كل مكان عبر خطط وتوقيتات وغرفة عمليات رئيسية ملحق بها مكاتب إعلامية تشرف على المؤامرة، وتعمل على نشر الفوضى فى الشارع فى تزامن مع عمل أكمنة لاغتيال رجال الشرطة فى الشارع فى تخطيط واضح ومحدد لتصفية جهاز الشرطة أبناء مصر حماة الوطن من هؤلاء الإرهابيين القتلة. الإخوان يمهدون لهذا اليوم منذ فترة طويلة من خلال استخدام الحرب النفسية عبر نشر أخبار كاذبة حول قرارات حكومية أو تتعلق ب«استهداف قيادات أمنية وعسكرية»، رغبة فى توسيع نطاق الاحتجاجات والمظاهرات وزيادة الغضب الشعبى والقيام بعدة حملات لشل الدولة مثل عدم دفع الضرائب والفواتير ومقاطعة مؤسسات الدولة واستغلال هذه الأحداث لنقل صورة سلبية عن مصر للرأى العام العالمى ومحاولات بائسة للفاشلين لإيهام أتباعهم المغيبين أنهم الأقوى فى المشهد المصرى والقادرون على العودة للحكم مما يشجعهم على مزيد من الاحتجاجات والعمليات القذرة لنشر الفوضى. ويعتمد مخطط الحرب النفسية على استخدام الإخوان لوسائل إعلام مواقع التواصل الاجتماعى وإثارة أخبار كاذبة لتتحرك خلفها وسائل الإعلام المختلفة الخاصة والحكومية، وتوسيع نطاق الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات، والإضرابات عن العمل والطعام، ومقاطعة الدولة ومؤسساتها وعدم التعامل معها، وحث رجال الجيش والمؤسسات الأمنية على الانضمام لصفهم، وهو ما ظهر جليًا فى البيانات الأخيرة للجماعة والتحالف الداعم لها، وكذلك ما يحدث فى الشارع من إضرابات واحتجاجات فئوية. وقالت مصادر داخل ما يسمى ب «تحالف دعم الشرعية» الإخوانى إن المخطط الذى تسعى الجماعة والتحالف إلى تنفيذه يعتمد على عدد من المحاور هى توحيد الجهود الاحتجاجية، وتقسيم خريطة المظاهرات جغرافيًا وتعيين قيادة لها، وفتح غرفة عمليات رئيسية لقيادة المظاهرات، وتوجيه أعمالها، وتلحق بها هيئة حركات للتخطيط وإدارة وتنسيق العمليات ومتابعة تنفيذ أوامر القيادة، وتأسيس مكتب إعلامى، ومكتب اتصال سياسى، للتحرك إقليميًا ودوليًا، وتشكيل خلية استخبارات ضمن الغرفة الرئيسية، لمتابعة تحركات ونوايا قوات الأمن، وتعيين ناطق رسمى باسم الحالة الاحتجاجية، وعمل اللازم لكسب الرأى العام الدولى، من خلال عرض فيديوهات وتسجيلات مصورة تظهر للعالم الطريقة الوحشية التى يتعامل الأمن بها مع المتظاهرين، وأخيرًا الحرب الإعلامية والنفسية إلى تسهم فى هزيمة وإحباط «الخصم» نفسيًا ومعنويًا، وفى الوقت ذاته تسهم فى رفع معنويات عناصر الجماعة. وكشف مصدر بالتحالف الإخوانى عن أن خطة التحركات فى هذا اليوم لن تقتصر على الحشد فى المظاهرات فقط، ولكن على وجود أكبر عدد من هذه التحركات فى جميع الشوارع حتى ولو لم تكن ذات مشاركة واسعة، لأن الهدف فى هذا اليوم ليس التظاهر ولكن إحداث شلل تام للدولة، وقال إن التنظيم يسعى إلى الدفع ب 5 آلاف مجموعة شبابية كل مجموعة مكونة من 10 أفراد موزعة على المحافظات والمراكز المختلفة، وإن التصعيد الميدانى سيبدأ بالاحتجاجات والمظاهرات والاعتصام، ثم الإضرابات عن العمل والطعام وعدم دفع الضرائب وتسديد الأجور، تليها مقاطعة الدولة ومؤسساتها وعدم التعامل معها. وكان عدد من شباب جماعة الإخوان أعلنوا تراجعه مؤخرًا عن بعض أفكارهم التى تدعى السلمية والدعوة إلى الجهاد عبر «هاشتاج» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، يتزامن مع تلك التغريدات دعوات الإخوان الذين يتخيلون أنهم يستطيعون غزو البلاد مرة أخرى، يوم 19 مارس القادم، تزامنًا مع ذكرى غزو الاستفتاء. وتصدر أحمد المغير، وعبد الرحمن عز، أبرز شباب الإخوان على «تويتر»، قائمة المغردين عن التحول الفكرى الذى سبق وأثرناه فى العدد الماضى وعن اليأس الذى دفع الإخوان إلى التحول من ادعاء السلمية إلى التصريح بالعنف والدعوة إليه. اللافت أن هذه الدعوات التخريبية تزامنت مع دعوة عدد من الواسطات قام بها الدكتور كمال الهلباوى والدكتور أحمد كمال أبو المجد اللذين يجتهدان فى تواصلهما مع الرئاسة بدعوى أنهم ممثلون ل«تيار الاستقلال» فى الجماعة وأن شباب الإخوان يرغبون فى عقد «مصالحة وإحداث توافق» مع الحكومة الحالية مع وضع شروط للإفراج عن القادة المعتقلين، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسى وتركهم لحال سبيلهم يغادرون البلاد، فيما يعد تنكرًا لوجود محاكمات جنائية وتساقط الدعم العربى الخليجى عن معظم الهاربين. شباب الإخوان وجد نفسه وحيدًا فى الساحة فأعلنها حربًا صريحة، ومن أبرز ما أعلنه شباب الجماعة على مواقعهم الشخصية ما أعلنه «المغير» : «رصاصنا بس اللى أقوى من الرصاص؛ أما السلمية فهراء وضعف وقلة حيلة وقبول بالذل والظلم والهوان»، على حد تعبيره. وأضاف «المغير»: «المجاهدون مش شوية ناس جهلة متهورين ومتطرفين بيقتلوا الناس بدون تمييز وإنما مفكرين واعين أهل علم وبأس وهما اللى صح، ولكن الدخول فى العملية السياسية والديمقراطية خطيئة وانحراف عقائدى كان لا بد أن تحدث فى نهايته مجزرة مروعة كى نستفيق. وتابع: الإخوان انحرفوا عن منهج حسن البنا ونسوا الجهاد والأعداء وأصبح كلامهم هتافات فارغة ولا حل إلا بالجهاد». وأيد عبد الرحمن عز، المغير، قائلًا فى تغريدة خاصة به: «صوت زخات الرصاص أقوى كثيرًا من صوت الهتافات.. «المقاومة هى الحل، لقد دافعت عن سلمية الثورة كثيرًا ولم أفوت موقعة ثورية واحدة.... والآن أدركت كم كنت ساذجًا ما من ثورة إلا وحسمت بالقوة». فيما كتبت سمية مقلد: «كنت فاكرة ممكن نتعاون مع الليبراليين، اتضح أنهم النذالة تمشى على الأرض، ومستعدون يتعاونون مع الشيطان لنخسر». من جانبه، قال الدكتور أحمد جلال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، لم تعد مجرد آية نتلوها، بل اختبار لصحة العقيدة. ناشطة أخرى تدعى «ياسو رحيل»، قالت: «مؤسسات مصر الفاسدة لا يمكن إصلاحها.. إما نقضى عليها أو تقضى هى علينا وعلى مستقبل البلاد بكاملها. ويتزامن مع تلك التغريدات دعوات الإخوان الذين يتخيلون أنهم يستطيعون غزو البلاد مرة أخرى، يوم 19 مارس القادم، تزامنًا مع ذكرى غزو الاستفتاء، وهو موقف أعاد للأذهان صوت الشيخ محمد حسين يعقوب، يتحدث فيه عن غزوة الصناديق، يوم استفتاء 19 مارس 2011، وأكد فيه أن المشاركة بنعم هى «نعم للإسلام»! وفى المقابل أكد مصدر سيادى أن «أجهزة الدولة على علم تام بهذه المخططات، وكل خطط إحكام السيطرة على العاصمة والمحافظات جاهزة للتنفيذ فى أقل من دقائق، وانتشار عناصر الجيش والشرطة مدروس بوضع خطط استباقية تغلق الباب أمام العمليات الإرهابية أو الفوضى أو قطع الطريق للشوارع والمحاور الرئيسية وتجهضها فى مهدها».