السحر والشعوذة عالم واسع وفريد، تلتقى فيه الأكاذيب بالصدف ويختلط فيه المال بالطموحات، ويقترب الجميع من دنيا النصب والاحتيال، وفيما يحقق الدجال شهرة واسعة، يقع الضحايا فى شراك الوهم، ولا يقتصر هذا العالم على طبقة البسطاء وغير المتعلمين، لكن ينضم إليهم بطبيعة الحال الحالمون بالغيب من المشاهير وعلى رأسهم الساسة، الذين يحلمون بقراءة مستقبلهم المجهول على يد متخصصين.. أو هكذا يظنون ! وحتى العراف لم يعد يقتصر نشاطه على فك عقد مريديه، كأن يساعد على زواج فتاة عانس أو ينفذ «أعمالًا سحرية» تفيد امرأة فى التقرب من رجل ذى سطوة، أو التخلص من زوج بتسهيل الطلاق منه، ولم يعد اهتمام قراء الطالع والغيب ممن يسمون أنفسهم «خبراء الفلك والأبراج»، وهم فى الحقيقة لا علاقة لهم بهذه العلوم من قريب أو بعيد، بالحديث عن توقعاتهم ونبوءاتهم لزائريهم من العوام، بل توسعت دائرة نشاطهم وأضحت تشمل قراءة مستقبل العالم لسنوات قادمة، ونبوءات تخص خريطة التحولات السياسية الكبرى فى دول العالم، وبات الرؤساء والملوك والوزراء والدبلوماسيين على أعتاب العرافين، ليعرفوا ماذا يحمل لهم الغد.
بلة السودانى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ذاع صيت أحد العرافين السودانيين ويدعى «عم بلة»، واشتهر بعلاقته برجال الأعمال المشهورين فى ذلك الوقت، حيث كان يأتى إلى مصر حين يطلب أحد مجيئه، وكان العم «بلة» يزعم دائمًا معرفته بالغيب، ويمتلك الكثير من الأسرار، وأن الله وهبه هذه القدرة التى يختص بها بعض عباده، وأنه يفيق من نومه ليلًا ليرى السماء والنجوم، وهذه النجوم – بحسب زعمه – هى أشبه بكتاب كبير يحوى الكثير من العلوم، كما أنه كان مقربًا من جمال مبارك، وكان يقرأ له الطالع وكان ينصحه دائمًا بألا يظهر فى المشهد السياسى مع والده. «الصباح» تواصلت مع العم بلة عبر «سكاى بى»، والذى قال إنه اشتهر بأنه الأب الروحى لرجل الأعمال المعروف حسين سالم (هارب خارج البلاد)، والذى كان دائمًا يتوقع له أن كل قوى الشر تتآمر على مصر، وعلى مبارك، وتريد أن تبعده من الحكم، وهى استعانت بالجن والعالم السفلى لتحقيق رغباتها، لكن هيهات، وحتى استخبارات الدول الأوروبية تعمل ليل نهار، واجتهدت لإضعاف النظام فى مصر، والعمل على إسقاطه، وأن لهذه الأجهزة الاستخبارية معاونين فى الداخل. يتابع: فى إحدى المرات التى زار فيها مصر ليلتقى حسين سالم، قابل سياسيين اجتمعوا معه وطلبوا منه أن يساعدهم فى وضع خطة لقلب نظام الحكم فى مصر، وحاولوا إغراءه بأنه عرضوا عليه 4 ملايين دولار لتحقيق هذا الغرض، لكنه رفض وقال لهم إن دعوتهم باطلة وسوف ترتد عليهم، كما تطرق إلى أن بعض الوزراء فى عهد مبارك استعانوا به ليساعدهم عبر تسخير الجن الكافر فى البقاء فى مناصبهم، لكنه كان يكتفى بإعطائهم بعض المواعظ التى تعينهم على البقاء فى أماكنهم. وكشف العراف السودانى عن مفاجآت فيما يتعلق بجماعة «الإخوان» التى دأب بعض قادتها على الاستعانة به، حيث قال إن نائب المرشد الإخوانى خيرت الشاطر كثيرًا ما كان يطلبه، وذات مرة زاره فى سجنه إبان حكم الرئيس الأسبق مبارك، وأذكر أننى قلت له إنه سيعيش فى فترة ازدهار وبعدها سيعود مجددًا إلى سجنه، وهو ما تحقق بالفعل. ويضيف: حينما تنبأت سيدة مصرية بأن وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى لن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، اطلعت حينها على النجوم، وعلمت أن السيسى سوف يتخذ قرار الترشح، وأنه الحاكم الفعلى لمصر الآن، كما رأيت أن أربع شخصيات أخرى سوف تتنافس معه فى ماراثون الانتخابات، وهم فى الحقيقة مجرد «كومبارس»، وهذه الشخصيات تعمل معه فى الخفاء، وستكون النتيجة اكتساح السيسى فى الانتخابات. وكان العم بلة تنبأ خلال العام الماضى أيضًا بأن الأوضاع فى مصر لن تهدأ، ومصر لن ترى استقرارًا قريبًا، لكن فى النهاية سيتم التصويت على الدستور وإقراره، أما على المستوى العربى فيقول بلة إن ثورات الربيع العربى كانت مرحلة، وأن ثمة موجات ثورية أخرى ستشهدها المنطقة العربية، والثورة القادمة ستنطلق فى الأردن، وبعض دول الخليج مصحوبة بعاصفة من الفوضى، وستؤدى هذه الثورات إلى اندلاع حروب داخلية فى هذه الدول، وستنتهى بفقدانها السيطرة على آبار البترول.
الشيخة ماجدة بعد ثورة 25 يناير 2011، ظهرت فى الساحة امرأة تدعى «شيخة» وعالمة ببواطن الأمور والغيبيات، ولديها قدرة على قراءة المستقبل، وهى المعروفة إعلاميًا ب«الشيخة ماجدة» التى ارتبط اسمها بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، وظهرت للمرة الأولى مع بدء محاكمة مبارك أمام مقر المحاكمة فى أكاديمية الشرطة (شرق القاهرة)، وأطلقت كلامًا مؤيدًا لمبارك، من واقع ما زعمت أنه رؤية تجيئها فى المنام، مما لفت إليها الأنظار بشكل واسع. ماجدة قالت إنها كانت دومًا تبلغ رؤيتها لمبارك، وكانت تقول له لابد من عودته إلى الرئاسة ومعه النائب عمر سليمان، حيث تزعم أن الأخير لم يمت، بل إنه مازال حيًا يُرزق. وتضيف ماجدة ل«الصباح»: بعد الثورة قلت إن مصر سوف تتعرض لاحتلال وسيصبح مصيرها مثل العراق، وطالبت وسائل الإعلام بتوضيح ذلك، وللأسف هذا هو الوضع الذى تعيشه مصر الآن، مشيرة إلى أنها إبان حكم الرئيس الأسبق كانت حريصة دائمًا على زيارة مبارك وأسرته مرة كل شهر تقريبًا، وكانت تتنبأ له بما سوف يحدث له مستقبلًا، وذات مرة تنبأت لزوجته سوزان ثابت بأنها سوف تترك القصر، وتسكن فى منزل قديم لها، وأنها سوف تفقد نجليها علاء وجمال، ولن يكون بمقدورها أن تحرر أحدًا منهما أو حتى العثور عليهما، وهو ما حدث بعد حبسهما على ذمة اتهامهما فى عدد من القضايا المنظورة أمام المحاكم. وتزعم ماجدة أنها كانت تتواصل أيضًا مع رجل الأعمال المعروف ب«إمبراطور الحديد» والمحبوس حاليًا أحمد عز، وكانت بالنسبة إليه بمثابة الأم الروحية، حيث تؤكد أنه كان دائمًا يتحدث مساء كل ليلة ليعرف منها طالع النجوم الخاص به، وكانت تحذره باستمرار من أقرب الناس إليه، وهذا - بحسب ما تدعى – هو السبب وراء ابتعاد «عز» عن الكثير من الأشخاص دون أسباب. ولم تقتصر علاقتها على الأسماء السابقة، بل كانت تتواصل أيضًا مع وزير الإعلام الأسبق فى عهد مبارك أنس الفقى، حيث كانت تذهب إليه كل يوم جمعة، وكان دائمًا يسأل طالع النجوم عن شىء واحد فقط وهو إلى متى سوف يظل فى الوزارة؟ فقد كان يخشى على منصبه لأنه كان يرى أن منصبه هو الشىء القيم الذى يمتلكه فى حياته، ولذلك كان يخشى عليه.
الشيخ حسنى الشيخ حسنى معوض شيخ الإعلام والصحافة الذى يتحدث دائمًا عن العلاج بالسحر والشعوذة ويزعم دائمًا أن بركاته حين تحل على أحد تجعله يبقى فى موقعه الوظيفى، ولذا كان الرجل المقرب إلى وزير الإعلام السابق فى عهد الإخوان صلاح عبدالمقصود، فالشيخ حسنى كان بمثابة الذراع اليُمنى للوزير الإخوانى، حتى أن الأخير كان يسعى وراءه دائمًا لضمان بقائه محتفظًا بحقيبة الإعلام، وكان حسنى ينصحه بضرورة الابتعاد عن جماعة «الإخوان»، لأنه كان يرى طالع النجوم الخاص به يوميًا، ويتنبأ له بأمور لم يكن يتوقعها، فلم يكن يسافر خارج البلاد إلا بعد الرجوع إلى الشيخ حسنى، وحين كان يرى أن طالعه يقول إن سفرية ما ستجنى عليه شرًا، كان عبدالمقصود يؤجل سفره بدون توضيح الأسباب.
قاهر العفاريت المهندس حسين شاهين، الشهير بلقب «قاهر العفاريت» اسم برق فى مجال قراءة المستقبل بالنسبة للمشاهير ونجوم المجتمع، وارتبط اسمه تحديدًا بإبداء التوقعات للوزراء فى عهد مبارك، ونصح بعضهم بالهروب خارج البلاد قبل اندلاع ثورة يناير 2011، كما أنه يتحكم فى أدوار الممثلين فى الأعمال الدرامية والسينمائية، بل إن بعض الإعلاميين كانوا يلجئون إليه لأخذ رأيه حين يُعرض عليهم تقديم برنامج جديد، فموافقته على تأشيرة النجاح، كما أنه كان يتحكم فى عروض الاحتراف التى يتلقاها لاعبو الكرة، من خلال إبداء رأيه لبعض اللاعبين الذين كانوا يلجئون إليه حين يتلقوا عروضًا للاحتراف فى أندية خارجية. وفى بداية حياته كان محاسبًا فى شركة استيراد وتصدير بمنطقة شبرا مصر (شمال القاهرة)، إلا أنه يعيش الآن فى قصر هو وأسرته، ويمتلك أرصدة كبيرة فى البنوك، ويمتلك شركة يطلق عليها اسم «خدمة الله قبل الوطن والعلاج بكتاب الله». يقول شاهين ل«الصباح» إنه كان على صلة وثيقة بوزير الرياضة السابق طاهر أبوزيد، وكان قاهر العفاريت - بحسب زعمه - يقرأ لأبوزيد الطالع الخاص به، مثلما كان يقوم بالدور ذاته لعدد كبير من أعضاء الحزب الوطنى «المنحل»، وفى الوسط الفنى كان مقربًا من الفنانتين يسرا وفيفى عبده اللتين تحرصان على أخذ رأيه قبل الموافقة على أى دور جديد. يتابع قاهر العفاريت: كنت عالم الفلك المفضل عند الإعلامى توفيق عكاشة، وكان الأخير يعتمد علىّ فى الكثير من قراراته.