منظران ومقولتان، لهما خاصية مزعجة مثل المرض الذى يعيش فى جسم الإنسان وقد لا يكتشفه الطبيب، إلا بعد فوات الأوان المنظر الأول لأحد الشباب المتهمين بالعدوان على كنيسة (6) أكتوبر، وقتل أحد الجنود يعمل الشاب نقاشًا، ويتحدث عن نقطتين، النقطة الأولى هى معنى لا إله إلا الله، التى تعلمها على أيدى المكفراتية فى سيناء، والنقطة الثانية محاربة المجتمع الكافر الجاهلى كما يراه بعد تعليمه ودراسته لمعنى لا إله إلا الله، منظره البائس وهو يتحدث عن الإسلام ومعنى الشهادة كما أفهموه، منظره وهو يعترف بدون تعبير حزن فى الوجه، يعترف بقتل الجندى ثم الهرب، منظره وهو يكفر والده ثم والدته لأنهما لا يعرفان معنى شهادة ألا إله إلا الله، منظره وهو يروى كيف قام بإطلاق الرصاص على الشرطى، وكأنه يصطاد عصافير لو علم هذا الشاب، ولم يعلمه أحد ممن علموه «أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا»، لم يعلمه أحد قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار، قالوا هذا القاتل يارسول الله فما بال عن المقتول، قال صلى الله عليه وسلم، كان أحرص على قتل صاحبه». المنظر الثانى المؤلم هو ماجاء فى بوابة الشروق الإلكترونية يوم الأربعاء 22 / 2 /2014 عن محاكمة عادل حبارة المتهم بقتل 25 مجندًا بقطاع الأمن المركزى فى مجزرة رفح الثانية فرح القاتل فى المحاكمة، وكأنه فعلًا حقق أغلى أمنياته وأحلامه بالقتل يظن أن هذا الإجرام سيقوده إلى الجنة . الخطورة فى الأمر تتمثل فيمن وراء تدريب هذا الشباب عسكريًا، وتجهيزه بالأسلحة والذخيرة لقتل أبناء وطنه، وإثارة الفوضى التى لن يستفيد منها إلا الأعداء، وارتكاب جرائم قتل النفس التى حرم الله تعالى، ماذنب هؤلاء الجنود أو الضباط ؟ ينطلق بعض هؤلاء المكفراتية من مبدأ تكفير الحاكم يرون الحاكم المسلم فى أعينهم كافرًا، وكل من يعمل فى الدولة وخصوصا أفراد الجيش والشرطة لأن هؤلاء فى نظرهم جنود فرعون وهامان، بئس الأفكار التكفيرية والمتطرفة التى ترى تكفير الحاكم المسلم، وضرورة الخروج عليه، وضرورة العدوان على القوات المسلحة والشرطة ومؤسساتهم وأيضًا هؤلاء أو بعضهم على الأقل ممن يرون استهداف أصحاب الأديان السماوية الأخرى، ولم يفهموا قول الله تعالى «وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ » فهموا خطأ أن قتل الجنود والضباط هو قتال فى سبيل الله، وقتلوهم دون أن يكون هناك قتال، وبدلوا كلام الله فظنوا وهم معتدون، أن الله يحبهم، ونسوا أن الله لا يحب المعتدين . والله الموفق