بعد غياب عن الساحة الفنية استمر لمدة عام نظرا لانشغالها بطفلتها الثانية، تعود الفنانة هند صبرى سفيرة النوايا الحسنة بالأمم المتحدة مرة أخرى إلى شاشة السينما بالجزء الثانى من فيلم « الجزيرة»، لتعاود الظهور لجمهورها فى شخصية كريمة، التى تنتظر خروج منصور «أحمد السقا» من السجن. عودة الفنانة هند صبرى لم تكن على المستوى السينمائى فقط، لكنها ستظهر لنا على الشاشة الصغيرة بعمل كوميدى جديد هو مسلسل «إمبراطورية مين»، وقالت عنه إنه مختلف عن الكوميديا التى قدمتها فى «عايزة أتجوز»، لتثبت أن الأمومة لم تمنعها من الانتعاش الفنى .. هند صبرى تتحدث فى حوارها ل «الصباح» عن عودتها وسبب اختيارها ل«الجزيرة» وتعليقها على شائعة انسحابها وعدم مشاركتها فى أعمال شعبية، وكذلك اختيارها مسلسل «إمبراطورية مين».
* حدثينا عن فيلم «الجزيرة2».. ما الاختلاف الذى طرأ على شخصيتك فى الجزء الثانى؟ - شخصيتى ستكون امتدادا لشخصية كريمة فى الجزء الأول مع بعض الاختلافات الجوهرية، ويرجع ذلك الاختلاف لكل ما مرت به كريمة فى الجزء الأول من أحداث، وخاصة بعد دخول منصور السجن وأيضاً للظروف الكثيرة والتغيرات التى تعرضت إليها الجزيرة نفسها على مدار سنوات. * وهل التحضير لشخصية «كريمة» مرة أخرى تطلب مجهوداً، أم أن الأمر كان سهلا نظرا لتقديمك الشخصية من قبل؟ - فى الواقع احتاج الأمر إلى مجهود أكبر، نظرا لأن كريمة فى الجزء الأول كانت غير معروفة للجمهور، وبالتالى كان لدىّ حرية أن أعبر عنها من وحى السيناريو وخيالى الشخصى، ثم تعرف عليها المشاهد من خلال أحداث الفيلم. أما كريمة فى الجزء الثانى فهى شخصية أصبحت معروفة للجمهور ولها رصيد لدى المشاهد، فكان لابد من إظهار ما يجعل المشاهد يشعر بأن كريمة مازالت هى الكريمة التى تعاطف معها، رغم اختلاف مواقفها وأسلوب أدائها. * هل شعرتِ بالضيق من الأخبار التى انتشرت بشأن انسحابك من العمل والاستعانة بممثلة أخرى؟ - إطلاقا، لأننى كنت دائما على اتصال بأستاذ شريف عرفة والقائمين على العمل، ولذلك بمجرد سماعى لهذا الخبر تأكدت أنها شائعة لم تسبب لى أى ضيق ولم أهتم بها فى الحقيقة. * الفيلم سيتناول الفترة السياسية التى مرت بها مصر عقب الثورة .. هل ترين أن السينما فى حاجة لهذه القضايا هذه الأيام؟ - نعم، تحتاج السينما لتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام، لأن السينما مرآة للمجتمع، والثلاث سنوات الأخيرة كانت مليئة بالأحداث والتغيرات الجذرية، فكان من الصعب أن نتجاهلها، والمهم هو كيفية التعامل مع هذه الأحداث الكبرى فى سياق درامى مناسب يقنع المشاهد. * البعض يعتبر أن تقديم جزء ثانٍ من العمل هو استغلال نجاح وفقر فنى .. ما تعليقك؟ - فى بعض الأحيان يكون العكس هو الحادث، ويكون الغنى الفنى للفكرة الأولى وعمقها الكبير سببا فى تقديم جزء ثانٍ لها، وهو بهذا ليس استغلالا وإنما استثمار للنجاح، طالما ما يتم تقديمه يخدم الفكرة الرئيسية للعمل، والدليل على ذلك نجاح الكثير من الأفلام العالمية التى قدمت من خلال سلسلة أجزاء ولاقت نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا. * بماذا تفسرين اختفاء السينما الجادة من نوعية فيلم «الجزيرة» وسيطرة السينما الشعبية؟ - أعتقد أن هذا الاختفاء مؤقت، ويرجع السبب فى ذلك الى سوء أحوال صناعة السينما فى مصر عموما فى الوقت الحالى، وقلة أعداد المنتجين، بالإضافة إلى قلة تكلفة هذه النوعية «التى تسمى بأفلام شعبية»، وسهولة إنتاجها، مقارنة بالمجهود التى تحتاجه الأفلام الجادة. * وإذا عُرض عليكِ دور شعبي هل ستؤدينه؟ - أنا لست ضد الأدوار الشعبية، وقد قدمت من قبل مثل هذه الأدوار، ولكن القرار يتعلق بكيفية تقديم الشخصية ومحتواها من خلال سيناريو يحترم عقلية المشاهد. * ما أسباب مشاركتك كضيفة شرف فى فيلم «لا مؤاخذة» لعمرو سلامة؟ - لأننى أعجبت بفكرة الفيلم، وهو يطرح قضيه مهمة جدا، كما أننى كنت أودّ تشجيع هذه النوعية من الأفلام، بالإضافة إلى أن عمرو سلامة صديق عزيز وقد عملنا معا من قبل فى فيلم «أسماء». * وما الذى تحتاجه هذه النوعية من أعمال «السينما المستقلة» لدعم استمرارها؟ - هى تحتاج إلى دعم معنوى ومادى ممن يؤمنون بأهميتها، مثلما فعل بعض المنتجين، على سبيل المثال محمد حفظى، وعلى الصعيد الشخصى أعتقد أن الفترة الأخيرة تمثل انفراجة للسينما المستقلة، لأننا رأينا أكثر من تجربة تصل للجمهور وتحقق نجاحا مثل فيلم «فرش وغطا»، و«فيلا 69»، وأخيرا فيلم «لا مؤاخذة». * فى ظل اختفاء المنتجين .. ما تعليقك على سيطرة شركتى «دولار فيلم» و«السبكى» على السوق السينمائى؟ - يعود ذلك إلى اتجاه الشركتين إلى إنتاج نوعية معينة من الأفلام لا تحتاج إلى تكاليف إنتاجية كبيرة، وكذلك قلة دور العرض التى تسيطر عليها باقى شركات الإنتاج، فأصبح المجال خاليا للشركتين للاحتكار، وهما فى نفس الوقت تخاطبان شريحة معينة هى الأكبر من الجمهور، مما يحقق أرباحا كبيرة. * أى الأعمال الفنية ندمت هند على تقديمها ؟ - لم أندم على أى دور قدمته من قبل، ولكن لكل مرحلة اختياراتها وأدوارها التى تتناسب معها. لكن من الممكن أن نقول إن هناك أدوارا أقرب إلىّ وأعتز بها أكثر من أدوار أخرى. * يقولون إن هند صبرى هى «أنجلينا جولى التونسية» بسبب مشاركتك فى الأعمال الخيرية .. ما تعليقك؟ - بالطبع أنا أحترم الفنانة «أنجلينا جولى» نظراً لما تقدمه من أعمال ملموسة فى جميع المجالات الإنسانية، كما أننى أشعر بالفخر لكونى سفيرة النوايا الحسنة بالأمم المتحدة، وذلك لإيمانى أن للفنان دورا فعالا وغير محدود، وفى بعض الأحيان يكون له تأثير إيجابي جداً فى حياة الآخرين سواء عن طريق فنه أو بأى طريق آخر. * ننتقل إلى الدراما .. حديثنا عن مسلسل «إمبراطورية مين»؟ - هو عمل جديد سيعرض بإذن الله فى رمضان 2014، وهو دراما اجتماعية كوميدية، المسلسل سيناريو وحوار غادة عبد العال فى ثانى تعاون لنا بعد مسلسل «عايزة أتجوز»، ومن إخراج مريم أبو عوف. * وهل دورك سيكرر شخصيتك الكوميدية فى مسلسل «عايزة أتجوز»؟ - دورى فى مسلسل «إمبراطورية مين» مختلف تماماً عن شخصية علا فى مسلسل «عايزة أتجوز» من حيث الشكل والمضمون، وهناك اختلاف أيضاً من حيث شكل الكوميديا التى سأقدمها. * البعض يعتقد بوجود تشابه بين المسلسل وفيلم «إمبراطورية مين» لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة .. ما صحة ذلك؟ - لا صحة لذلك، فالمسلسل لا يمت بصلة لقصة فيلم «إمبرطورية مين» من حيث الأحداث ولكنها مجرد «تيمة» الاسم. * اذا ابتعدنا عن الفن، وسألنا سفيرة النوايا الحسنة ماذا تمثل لها الأمومة؟ - الأمومة مشاعر لا توصف بأي كلمات، وإنما هى تتمثل فى عطاء بلا حدود وبلا مقابل.. بناتى أغلى شىء فى حياتى، ويزداد خوفى وقلقى ومسئوليتى عنهم يوما بعد الآخر. * وكيف تفصلين بين حياتك المهنية وحياتك الأسرية؟ - لقد تعودت على الفصل بين عملى وحياتى الخاصة منذ زمن طويل، وزاد حرصى على ذلك بعد أن أنجبت بناتى. فعندما أكون بعيدة عن عملى فوقتى كله يكون ملكا لأسرتى. * رؤيتك للمشهد السياسى فى الوطن العربى؟ - للأسف الوضع حاليا «سمك لبن تمر هندى».. وندعو الله أن تهدأ أوطاننا وتستقر لما هو فيه الخير للشعوب قبل أى شىء.