آلاف القطع الأثرية النادرة، سُرقت وتم إخفاؤها فى وسط الزراعات. خبر صادم يكشف مدى توغل مافيا سرقة وتهريب الآثار فى مصر، نتيجة حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وهو ما تجلى خلال الأسبوع الماضى فى ضبط الأجهزة الأمنية نحو أربعة آلاف قطعة أثرية تكفى لملء متحف كامل، فى مركز «أبوالنمرس» التابع لمحافظة الجيزة، قدرت لجنة متخصصة فى الآثار قيمة قطعتين فقط من المضبوطات بحوالى 80 مليار جنيه (ما يقرب من 12 مليار دولار)، وهما فازة فرعونية ورأس لملك رومانى، بخلاف القطع الأخرى التى لا تقدر بثمن نظرًا لقيمتها الحضارية والتاريخية. ويبدو أن مركز «أبوالنمرس» تحوَّل إلى وكر لمافيا متخصصة فى سرقة وتهريب الآثار، حيث لم يمر أسبوعان على إلقاء القبض على خفير إحدى مزارع الخيل فى «أبوالنمرس»، عُثر بحوزته على 1559 قطعة أثرية، قام بإخفائها داخل المزرعة دون علم صاحبها، حتى تم العثور بعدها على على 2500 قطعة أثرية مخبأة داخل مزرعة أخرى بنفس المركز، لكن من دون إلقاء القبض على متهمين . مصدر أمنى كشف ل«الصباح» أن منطقة «أبوالنمرس» أصبحت هدفًا لمافيا الآثار، وقال إن هناك رجال أعمال كثيرين متورطين فى هذه التجارة ومتخصصين فى تهريب الآثار خارج مصر، لدرجة أن مباحث الآثار وضعت خطة لمداهمة خمسة مزارع مختلفة، أثبتت التحريات قيام أصحابها بتخبئة الآثار داخلها . الواقعة الأولى تم فيها إلقاء القبض على خفير مزرعة تبين أن دوره يقتصر على حراسة هذه الآثار، والمالك الحقيقى لها رجل أعمال يملك المزرعة، وعلى الرغم من أن التحريات أكدت ذلك إلا أن الخفير أصر على الاعتراف بأن الآثار ملكه، ورفض الإفصاح عن أية معلومات عن مالكها الحقيقى، فى حين تقوم المباحث الآثار حاليًا بمراقبة مالك المزرعة، بعد رصد مقابلات بينه وبين بعض الأجانب. وفيما يخص الواقعة الثانية، أكد المصدر الأمنى أن هناك معلومات نمت إلى مباحث الآثار تفيد بوجود العديد من الآثار المخبأة داخل إحدى مزارع مركز «أبوالنمرس»، وتبين أنها مملوكة لتاجر كبير هرب قبل إلقاء القبض عليه، ولذا حين تمت مداهمة المنزل لم تجده قوات الأمن، ومن خلال التحريات تبين أن له خمسة شركاء بينهم رجل أعمال هو الوسيط بين العصابة والشخص الأجنبى الذى كان من المفترض أن يقوم بشراء الآثار. المصدر أكد أيضًا أن قرية «العزيزية» التابعة لمركز «البدرشين» بمحافظة الجيزة، مليئة بالآثار الفرعونية، وأن العديد من الأهالى يقومون بالحفر أسفل منازلهم بحثًا عن الآثار بالمخالفة للقانون، وأن هناك خطة لمداهمة منازل كثيرة بالقرية وإلقاء القبض على كل من تثبت عليه تهمة إخفاء آثار ملك الدولة. كانت معلومات وردت للمقدم وليد الشرقاوى رئيس مباحث آثار الجيزة بإخفاء عدد كبير من التماثيل الأثرية داخل مزرعة بمركز «أبوالنمرس»، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تأكدت صحتها، وفور مداهمة قوة المباحث للمزرعة لم يتم العثور على المتهم الذى فر هاربًا أثناء علمية المداهمة. وتم العثور داخل المزرعة على بندقية آلية وأخرى خرطوش و115 طلقة آلية و10 طلقات جرينوف، وباستمرار البحث والتفتيش وجدت القوات ما يشبه المتحف بداخل غرفة سرية كبيرة داخل منزل مكون من طابق واحد فى المزرعة، وبمداهمة الغرفة السرية ضبطت القوات بداخلها 2500 قطعة أثرية تنتمى إلى عصور مختلفة ما بين الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية. وأثبتت التحقيقات أن الهيئة العامة للآثار أكدت على عدم تلقيها بلاغات تفيد بسرقة أية قطع أثرية من المتاحف خلال الآونة الأخيرة، ما يؤكد أن تلك القطع تم التنقيب عنها، وبفحص تلك القطع الأثرية من قبل لجنة عليا متخصصة تم تشكيلها لفحص المضبوطات، تبين أن إحدى الفازات الفرعونية التى تم العثور عليها لا يوجد مثيل لها سوى قطعة واحدة فى المتحف المصرى، وأنها تقدر وحدها ورأس لأحد الملوك الرومانية بقرابة 80 مليار جنيه (أكثر من 11.5 مليار دولار).