بعد روايته الأولى كلوت بك التى رصدت تاريخ مصانع الخمور فى مصر قبل وبعد ثورة يوليو 1952، والتى نشرتها دار ميريت لمحمد هاشم تحت شعار «للكبار فقط»، يعود الكاتب المصرى سمير زكى ليثير الجدل مجددًا عبر استحضار يستحضر روح «فاوست» الألمانى فى رواية رجل ضد الله، ذلك الرجل الذى أبرم عقده مع الشيطان، والذى قدمت قصته فى العديد من الأفلام والمسرحيات العربية والعالمية، و لكن تلك المرة يجعل زكى البطل مصرى، و يدعى «الكامل». أجواء غريبة ينقلنا إليها الكاتب أشبه بعالم الخيال الأوروبى متخذاً منهجًا جديدًا بعد رواية كلوت بك، ليوهمنا بالخيال البعيد فى كيفية إبرام صك بنوة بين الإنسان و الشيطان، الإنسان الذى لم يجد رحمة فى تلك الحياة من حوله، لم يمد له يد العون أو النجاة و دفعته الظروف الأقوى من إرادته للتخلى عن إيمانه بالله و الاتحاد مع الشيطان ليصبح رجلًا ضد الله. «الصباح» حصلت على الخطوط العريضة للرواية التى سيكشف الستار عنها لأول مرة فى معرض بيال الدولى للكتاب فى بيروت غدًا الثلاثاء 17 ديسمبر، وهى الرواية التى اختار سمير زكى أن ينشرها خارج مصر تخوفًا من أى حملات ترهيب أو تكفير تحاصر عمله الأدبى قبل صدوره. رواية رجل ضد الله كما يصفها سمير زكى رواية ملحمية بين صراع الخير و الشر، مابين أهل السماء وأهل الجحيم و الرهان على قلب الإنسان الذى بيده أن يختار فى أى الاتجاهين يسلك، و قد حرص الكاتب على إظهار الملامح الإيمانية للشعوب الشرقية و قوتها و سطوتها، و كيفية تعامل البشر مع تلك القوة المهيمنة. «الكامل» بطلاً أسطوريًا اختاره الكاتب ليكون محور روايته ليتخلى عن الله و تدور أحداث الرواية فى أواخر القرن الثامن عشر بمدينة الأقصر بمصر حيث تبدأ ملامح تكوين عبادة جديدة ألا و هى عبادة الشيطان الذى يستحوذ على روح ضالته لتبدأ أعنف المعارك الروحية التى وظفها الكاتب بشكل درامى يجعلك تشاهد الأحداث، و كأنها أمامك على شاشة سينما حية ثلاثية الابعاد، حربًا عظيمة ما بين السماء و الأرض، غموض مدينة الاقصر، وآثارها القديمة و السحر الذى يسيطر على عقول الناس البسطاء أهل المدينة والضباب الذى يكتنف علاقة الآسياد بالعبيد فى ذلك الوقت، و مجد الثورة الفرنسية و اقتحامها الأراضى المصرية وصولاً إلى الأقصر، و دحض الإنجليز لهم و تحكم و سيطرة الجهل و الفقر على الشعب المصرى، فى ذلك الوقت يضعنا كل ذلك أمام شخص جديد تخلقه الأقدار يدعى «الكامل»، و المحطة الأخيرة هى الإمبراطورية الروسية فى ذلك الوقت، الاقصر، فرنسا، روسيا. الرواية صدرت عن دار سائر المشرق - لبنان لصاحبها أنطوان سعد الإعلامى المعروف ببيروت، الذى رأى فى رواية زكى خيالًا رائعًا مرتبطًا بأحداث حقيقية ، حسب المنشور على غلاف العمل، وهو من تصميم الفنان جونى كارليتش، وصورة الغلاف من رسم ذاتى للفنان المكسيكى سيكويروس.